الجيش الإسرائيلي يقول إنه شن غارات تستهدف حزب الله جنوب بيروت

logo
العالم

"تعديل العقيدة النووية".. روسيا تشهر الإنذار الأخير بوجه الغرب

"تعديل العقيدة النووية".. روسيا تشهر الإنذار الأخير بوجه الغرب
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
28 سبتمبر 2024، 7:35 م

اعتبر خبراء، أن تعديلات العقيدة النووية الروسية الجديدة، "غامضة" وتستهدف الغرب وأمريكا تحديدًا، وليس أوكرانيا فقط، وتُشكل رسالة للغرب بقدرة موسكو على إسقاط أي قمر صناعي.

وقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء تعديلات فورية على العقيدة النووية لردع الدول الأوروبية حال السماح بضرب أراضي موسكو، وتتمثل أبرز المقترحات، في اعتبار العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية.

ومع التعديلات، التي يعكف مجلس الأمن القومي الروسي حاليا على الانتهاء منها، بات للرئيس بوتين سند قانوني، وفقًا للتشريعات الروسية، يسمح باتخاذ قرار استخدام أسلحة نووية ضد الدول غير النووية إذا شنت عدواناً على روسيا بمساعدة قوى نووية.

وأشار الخبراء لـ"إرم نيوز"، إلى أن التعديلات على العقيدة النووية لا تأتي مفصلة على أوكرانيا فقط، ‏بل لتشمل الغرب وتحديدًا الأمريكان، مستبعدين بدء روسيا باستخدام الأسلحة النووية بشكل فوري.

ورجحوا أن تُجري روسيا مناورة بإسقاط أحد الأقمار الصناعية الروسية وبأسلحة روسية أيضًا لبث رسالة للغرب بقدرة روسيا على إسقاط أي قمر صناعي مهما كانت قوته.

ملامح التراجع

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية بسام البني، إن ‏العقيدة النووية الحديثة قد تكون غير شفافة كما كان في السابق، وأن المتوقع أن تتضمن استخدام السلاح النووي ضد ‏أي دولة تعتدي على روسيا إن كانت نووية أو غير نووية شريطة أن تكون مدعومة من دولة‏ نووية أخرى.

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن التغيرات في العقيدة النووية الروسية جاءت مفصلة على أوكرانيا ‏ودعم الغرب والأمريكان لها، بهدف إزاحة التهديدات الغربية عن موسكو؛ نظرًا للدعم الأوروبي المتزايد لكييف.

أخبار ذات علاقة

العقيدة النووية قيد التعديل.. روسيا سترد على ضرب سمائها بـ"النووي"

 ‏وعن إمكانية تراجع الغرب عن دعمهم لأوكرانيا بعد تعديل العقيدة النووية الروسية، أوضح البني، أن ملامح التراجع بدأت تتضح بشكل ملحوظ‏ خلال اللقاء الأخير بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة وأنهما لم يتحدثا عن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى داخل العمق الروسي، بالرغم من أن الحديث حول استمرار تقديم الدعم لم يتغير ‏بعد.

ورجح المحلل البني أن لا تبدأ روسيا باستخدام الأسلحة النووية، بينما تقوم بعمل مناورة لإسقاط ‏قمر صناعي روسي باستخدام الأسلحة الروسية، بهدف توجيه رسالة للغرب بإمكانية ضرب وإسقاط قمر صناعي أمريكي ‏وغيرها من الأقمار التي تراقب الوضع في أوكرانيا.

وأضاف أنه "بعد ذلك يمكن لروسيا أن تقوم بإسقاط أقمار صناعية أمريكية بالفعل في خطوة للتصعيد"، مؤكدًا أن "ذلك كله متوقف على رد فعل الغرب والتصعيد، ‏وإذا ما قام الغرب بالاعتداء بالرد والاعتداء على روسيا بشكل كبير ستقوم روسيا باستخدام الأسلحة التكتيكية‏، وإذا رد الغرب بتصعيد آخر أتوقع ببدء وقوع حرب نووية".

ونوه المحلل البني إلى أن هناك العديد من الدول الأوروبية قد تتأثر بتغير العقيدة النووية الروسية وأبرزها بريطانيا ودول البلطيق وخاصة ‏بولندا ورومانيا بشكل كبير‏، نظرا لأنها تحتوي مراكز تجميع‏ الأسلحة التي ترسل إلى أوكرانيا ومعروف موقعها ‏وأيضا مطاراتها، وربما تستخدم روسيا السلاح النووي التكتيكي ‏أو الأسلحة التقليدية لضرب تلك المواقع.

خط أحمر

بدوره قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن تغيير العقيدة العسكرية الروسية قيد التطوير، ويتم العمل عليها حاليا بسبب التهديدات، التي يستخدمها الغرب ضد روسيا في أوكرانيا، وكذلك الأزمة في كورسك واحتلال جزء من الأراضي الروسية من قبل القوات الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

"الانتقام الشامل".. ما هي العقيدة النووية الروسية؟ ومتى يجوز استخدامها؟

 وأكد لـ"إرم نيوز"، أن التهديدات الأوروبية المتزايدة يوما تلو الآخر على موسكو أجبرت القيادة العسكرية الروسية بالإقدام على تلك الخطوة بتجديد العقيدة النووية في كافة الملفات، مرجحًا أن يتم التوسع في إضافة الكثير من التهديدات التي قد تُتيح للقوات الروسية استخدام الأسلحة النووية لدفع التهديدات عنها.

وأضاف بريجع أن الرئيس بوتين وجه رسائل مباشرة للغرب بأن أي تهديد للأمن القومي الروسي ووحدة الأراضي الروسية سوف يتم الرد عليه بكل حزم، وهذا بالفعل ما تقوم روسيا بالعمل عليه.

وتطرق إلى أن النخبة السياسية في روسيا تنادي بتعديل العقيدة العسكرية الروسية فيما يتعلق بإمكانية استخدام السلاح النووي التكتيكي حال أي هجوم يتم ضد الأراضي الروسية، ويستهدف وحدة الأراضي الروسية.

وأكد بريجع أن كورسك تعتبر أكبر تهديد ضد روسيا إلى جانب استخدام أسلحة وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى بما يمثل خطراً على الأمن القومي الروسي، وهذا يعتبر خطاً أحمر بالنسبة للرئيس بوتين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC