بايدن يبحث عن "توازن صعب" حيال إسرائيل في حرب غزة
يسير الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ بضعة أيام على حبل مشدود ما بين دعمه الثابت لإسرائيل في حربها على غزة، والدعوة في الوقت نفسه إلى حماية المدنيين وإلى "هدنة إنسانية" في المعارك للسماح بإدخال المساعدات إلى القطاع.
وعلى بايدن أن يوازن بين الدعم الأمريكي الراسخ لإسرائيل، و"حقها في الدفاع عن نفسها"، وبين المخاوف على مصير المدنيين في غزة ومخاطر اتساع بقعة النزاع إلى الشرق الأوسط عمومًا.
ويزداد هذا الموقف صعوبة يومًا بعد يوم، مع تزايد المخاوف الأمريكية حيال هجوم إسرائيلي بري محتمل على غزة، تقابلها دعوات متصاعدة عبر العالم من أجل وقف إطلاق نار.
هدنة
ويعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "لا تملي شروطًا" على إسرائيل، بالرغم من وجود عدد من المستشارين العسكريين الأمريكيين هناك.
وردًّا على أسئلة الصحفيين عما إذا كان دعا القادة الإسرائيليين إلى تأخير هجوم بري مزمع على قطاع غزة، أكد بايدن أن "الإسرائيليين يتخذون قراراتهم بأنفسهم".
وأبدى موقفًا متشددًا حيال هدنة، رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إلى وقف إطلاق نار "فوري"، منددًا بوقوع انتهاكات للقانون الدولي في غزة.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قال للصحفيين، أمس الثلاثاء، إن "وقف إطلاق نار في الوقت الحاضر سيفيد حماس فقط".
غير أن الموقف الأمريكي الفعلي أكثر دقة من ذلك.
فكان بايدن بادر إلى طرح هذه المسألة حين قال الإثنين ردا على صحفي سأله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، "يجب التوصل إلى الإفراج عن الرهائن، وبعدها يمكننا المناقشة".
وبعد ذلك طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من مجلس الأمن الدولي دعم مشروع قرار طرحته واشنطن حول الحرب الإسرائيلية على غزة، يدعو إلى "هدنات إنسانية" وليس لوقف إطلاق النار، من أجل السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة.
كذلك شدد بايدن على وجوب حصول الفلسطينيين على المزيد من المساعدات الإنسانية، معتبرًا أن إدخال المساعدات لا يتم "بالسرعة اللازمة".
وبمعزل عن الشق الإنساني، يعكس الموقف الأمريكي مخاوف أوسع نطاقًا للتبعات التي قد تتأتى عن اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن تشعر بالقلق لعدم وضع إسرائيل "أهدافًا عسكرية يمكن تحقيقها" في غزة، فيما ذكرت "واشنطن بوست" أن إدارة بايدن حاولت منع حصول اجتياح في الأيام التي تلت هجوم حركة حماس.
"تحت وقع الصدمة"
وقال خبير المنطقة في مركز الدراسات الدولية الإستراتيجية في واشنطن، جون ألترمان، الإثنين "إن من الأمور التي يقولها مسؤولون أمريكون: اسمعوا إننا نكافح نشطاء في الشرق الأوسط منذ عقود... عليكم أن تفكروا بصورة أعمق".
وتابع "لا أشعر أن الإسرائيليين يصغون كثيرًا إلى ذلك في الوقت الحاضر، ما زالوا تحت وقع الصدمة".
وظهر سعي بايدن إلى التوازن جليًا خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى إسرائيل.
وبموازاة إعلانه تضامن واشنطن التام مع إسرائيل، دعاها إلى عدم "الانسياق إلى الغضب" مثلما فعلت الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، ما جعلها ترتكب "أخطاء" على حد قوله.
غير أن البيت الأبيض حذر بأنه من المتوقع مقتل المزيد من المدنيين في غزة، وقال المتحدث جون كيربي "هذه حرب. إنها دموية، إنها شنيعة، وستكون فوضوية وسيتضرر مدنيون مع استمرارها".