ارتفاع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية على بلدة أيطو في زغرتا شمالي لبنان إلى 18

logo
العالم

"الصراع البارد".. أزمة تايوان تؤجج خلافاً مستمراً بين الصين واليابان

"الصراع البارد".. أزمة تايوان تؤجج خلافاً مستمراً بين الصين واليابان
تأهب خفر السواحل الفلبيني لحظة اعتراض سفينة صينية طريقهم ...المصدر: رويترز
26 سبتمبر 2024، 2:22 م

دخلت الأزمة في مضيق تايوان مرحلة جديدة من "الصراع البارد"، حسب وصف بعض المراقبين، بين العملاقين الآسيويين اليابان والصين، بعد تطور غير مسبوق طرأ على الأزمة، ما زاد من سخونتها، مؤخراً.

وفي خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها، أشعلت غضب الصين، عبرت مدمرة يابانية مضيق تايوان، الأربعاء، لتزيد حلقات مسلسل الخلاف المتصاعد والمتشابك بين الجارتين اللتين لا توفران فرصة لتقاذف الاتهامات بتصعيد التوتر في المنطقة.

ودخلت المدمرة اليابانية "سازانامي" مضيق تايوان من بحر الصين الشرقي، صباح الأربعاء، وواصلت إبحارها جنوباً لأكثر من 10 ساعات لاستكمال المرور، مبرقة رسالة صاعقة للصين، وفق صحيفة "يوميوري" اليابانية.

عملية العبور جرت بالتنسيق مع سفن حربية من أستراليا ونيوزيلندا، وفق الصحيفة، التي قالت إن من المقرر أن تجري القوات البحرية للدول الثلاث تدريبات مشتركة في بحر الصين الجنوبي اعتباراً من اليوم الخميس.

وتردّ اليابان على تزايد النشاط العسكري الصيني بتعزيزات دفاعية، قالت إنها تهدف إلى ردع بكين عن استخدام القوة العسكرية لتأكيد سيادتها على أراض في المنطقة.

وذكرت صحيفة "يوميوري" أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية كانت تتجنب حتى الآن الإبحار في تلك المياه، حتى لا تثير غضب الصين التي تقول إنها الوحيدة صاحبة السيادة والولاية القضائية على المضيق، وإن تايوان جزء من أراضيها.

تطورات متلاحقة

ولأول مرة منذ عقدين، عبرت سفينتان حربيتان ألمانيتان، هما الفرقاطة "بادن فورتمبرج"، وسفينة الإمدادات "فرانكفورت أم مين" مضيق تايوان، في 14 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وفي رد فعل تصعيدي، اعتبر الجيش الصيني ذلك خطوة تعمق المخاطر الأمنية، وترسل إشارة "خاطئة"، مؤكداً في بيان له، رفع حالة التأهب القصوى والجهوزية لمواجهة كافة "التهديدات والاستفزازات".

وتقول الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً منها، إنها وحدها صاحبة السيادة والولاية القضائية على المضيق. لكن الولايات المتحدة وتايوان تقولان إن المضيق، وهو طريق تجاري رئيسي تمر عبره نحو نصف سفن التجارة العالمية، ممر مائي دولي.

وتمر السفن الحربية الأمريكية عبر المضيق، مرة كل شهرين تقريباً، مما يثير غضب بكين، كما يعبر المضيق من حين إلى آخر بعض حلفاء الولايات المتحدة أيضاً مثل كندا وبريطانيا.

وكثفت الصين، التي لم تستبعد قطّ استخدام القوة للسيطرة على تايوان، أنشطتها العسكرية حول الجزيرة في السنوات الخمس الماضية، وتضمن ذلك قيامها بمناورات حربية، فيما ترفض حكومة تايوان مزاعم السيادة الصينية، وتقول إن شَعب الجزيرة وحده هو الذي يقرر مستقبله.

مفترق طرق

ومع تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي، دعت الصين الفلبين إلى "التفكير بجدية في مستقبل العلاقات بين البلدين"، والتي وصلت إلى "مفترق طرق"، وفق صحيفة "الشعب" الصينية.

جاء ذلك إثر اتهامات متبادلة بالتسبب في تصادم متعمد بين سفن خفر السواحل في منطقة متنازع عليها، بما في ذلك اشتباك عنيف في يونيو/ حزيران، فقد فيه بحار فلبيني إصبعه.

وألقت هذه الحوادث بظلالها على جهود الدولتين لإعادة بناء الثقة بينهما وإدارة المواجهات بشكل أفضل، بما في ذلك إنشاء خطوط اتصال جديدة لتحسين التعامل مع النزاعات البحرية.

تاريخ من الصراع

وفي عام 2016، قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بأن الصين لا تملك "حقوقاً تاريخية" فيما يخص القسم الأكبر من مياه بحر الصين الجنوبي، وهو الحكم الذي رفضته بكين.

وفي يونيو/ حزيران، أعادت الولايات المتحدة التأكيد على التزامها بأمن الفلبين، بعد أن اتهمت مانيلا الصين بأنها "تتعمد" عرقلة مهمة إعادة تزويد القوات الفلبينية المتمركزة في جزيرة "سكند توماس شول"، المتنازع عليها، بالإمدادات.

وفي 31 أغسطس/ آب الماضي، احتجت اليابان لدى الصين بعد دخول سفينة مسح تابعة للبحرية الصينية مياهها الإقليمية، وهي المرة الثانية التي يتوغل فيها الجيش الصيني في أراضي اليابان وأجوائها في أقل من أسبوع بعد انتهاك إحدى طائراته العسكرية المجال الجوي الياباني.

وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إن السفينة رُصِدَت في المياه اليابانية قبالة ساحل إقليم "كاجوشيما" في جنوب غرب البلاد الساعة 6 صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت جرينتش)، وغادرت بعد ما يقرب من ساعتين.

وذكرت "هيئة الإذاعة والتلفزيون" اليابانية، حينها، أن هذه هي المرة العاشرة التي تبحر فيها سفينة مسح تابعة للبحرية الصينية في المياه الإقليمية اليابانية خلال عام، والثالثة عشرة إذا تم تضمين الغواصات وسفن المراقبة والاستطلاع.

تدخّل وقح

وفي خطوة أثارت غضب تايبيه، حذف "منتدى جزر المحيط الهادي"، الذي عقد الشهر الماضي، الإشارة إلى تايوان، من بيان صدر بعد اجتماع زعماء دول المنطقة السنوي، بعد تلقي شكاوى من مبعوث الصين، فيما نددت حكومة الجزيرة بتصرفات الصين بوصفها "تدخّل وقِح".

ويضم التكتل، المؤلف من 18 دولة، 3 أعضاء تربطهم علاقات دبلوماسية مع تايوان، إلى جانب 15 عضواً يعترفون بالصين، وهي مقرض رئيسي لمشروعات البنية التحتية الأساسية في دول جزر المحيط الهادئ، حيث تسعى بكين إلى زيادة وجودها الأمني.

وتعتبر الصين تايوان إقليماً تابعاً لها ليس له حق في إقامة علاقات مع الدول، وهو موقف ترفضه بشدة تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، وفق "رويترز".

ونددت تايوان بما وصفته بأنه "تدخل صيني فظّ وغير معقول وسلوك غير عقلاني يقوض السلام والاستقرار الإقليميين"، داعية "جميع الدول ذات التفكير المماثل إلى الانتباه عن كثب إلى تصرفات الصين".

وشهد ختام أغسطس/ آب كذلك، تبادلاً معهوداً ومتكرراً للاتهامات بين الصين والفلبين، بتعمد وقوع تصادم بين سفينتين لخفر السواحل من البلدين في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر "سابينا"، في حادث هو الخامس خلال شهر واحد بين البلدين.

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني جاي تاريلا، إن "الاصطدام ألحق أضراراً بالسفينة (تيريزا ماجبانوا)، التي يبلغ طولها 97 متراً، وهي إحدى أكبر سفن خفر السواحل الفلبيني.

وتصر الصين على أن لها النفوذ الكامل على بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريباً، بما في ذلك أجزاء تطالب الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بحقوق سيادة فيها.

ويُعتقد أن أجزاء من الممر البحري، الذي تمر عبره تجارة تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار سنوياً، غنية برواسب النفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن مخزونات الأسماك.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC