علما الصين وأمريكا
علما الصين وأمريكارويترز

تقرير: محادثات نووية بين أمريكا والصين في لحظة محفوفة بالمخاطر

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المحادثات التي تعتزم الولايات المتحدة والصين إجراءها، يوم الإثنين، لمناقشة الحد من انتشار الأسلحة تعد مشجعة.

وذكرت الصحيفة أن هذه المحادثات "تأتي في لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأنظمة الضوابط العالمية، التي تم بناؤها بصعوبة على مدى عقود، لتجنب الصراع النووي".

وانهارت معاهدات حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا واحدة تلو الأخرى، ولم يتبقَ سوى القليل من القيود والضوابط ذات المغزى، وتراجعت النوايا الجادة للتفاوض على اتفاقيات لاحقة بهذا الشأن.

ولفتت الصحيفة إلى أن آخر اتفاقية للحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية هي معاهدة (نيو ستارت) التي أُبرمت بين الولايات المتحدة وروسيا، وينتهي العمل بها في فبراير من العام 2026.

وهذا الأسبوع، أعلنت الحكومة الروسية نيتها الانسحاب، رسميًا، من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، رغم تأكيدها مواصلة الالتزام بشروط المعاهدة، ويأتي ذلك في خضم تحديث الولايات المتحدة لأسلحتها النووية.

وتابع التقرير: "في الوقت الذي تفقد فيه الولايات المتحدة وروسيا ضماناتهما النووية، تقوم الحكومة الصينية بتوسيع ترسانتها النووية".

وأردف: "لعقود من الزمن، شعر جيش التحرير الشعبي الصيني بالأمان بوجود بضع مئات من الأسلحة النووية، ولكن، خلال السنوات القليلة الماضية، انخرطت الحكومة الصينية في عملية بناء واسعة، وإذا استمرت على هذا المنوال، سيكون لدى الصين ترسانة مكونة من 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، وفقًا لما جاء في تقرير صدر عن البنتاغون الشهر الماضي".

وقالت "نيويورك تايمز" إن خطورة توسيع الصين لترسانتها النووية، يكمن في أن أمريكا وروسيا ربما تشعران بالحاجة إلى توسيع ترسانتيهما النوويتين أيضًا، لتتناسبان مع ما تمتلكه القوى النووية الأخرى، ما يعني وجود صيغة بناء للترسانات النووية ليس لها نهاية".

ورأت أنه "مثل هذه المنافسة تعد مثيرة للقلق، حتى وإن كانت العلاقات بين القوى العظمى الثلاث: أمريكا وروسيا والصين، متناغمة بعض الشيء".

وفي ظل وجود نقاط التوتر التي لا يمكن التنبؤ بها بين تلك القوى حول التجارة، والحشد العسكري في بحر الصين الجنوبي، ومستقبل تايوان، والحرب في أوكرانيا، وغيرها من بؤر الخلاف، فإن التعزيز النووي يهدد بإثارة أزمة عالمية بهامش خطأ ضئيل، وفق التقرير.

وقال: "واجه العالم مثل هذا الخطر من قبل، إذ إن بعض اللحظات الأكثر إثارة للقلق في الحرب الباردة جاءت نتيجة لسوء الفهم".

وزعمت الصحيفة أن "الصين لم تستجب للضغوط الهادئة لتفعيل خطوط الاتصال مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين، ولكن رغبتها، الآن، بالأخذ في الاعتبار فتح خط اتصال ساخن عسكري مع الولايات المتحدة، هو أمر مرحب به".

وبالإضافة لذلك، يجب على الولايات المتحدة والصين أيضًا أن تتفقا على تزويد بعضهما البعض بالمعلومات الأساسية المتعلقة بتجارب إطلاق الصواريخ، كما فعلت أمريكا وروسيا لسنوات.

وهذا الوضوح وتبادل المعلومات ضروري لجميع الدول لتمكينها من التفريق بين الاختبارات الروتينية والضربات الأولى المحتملة، لتجنب وقوع كارثة كبيرة بالصدفة.

فتجنب الحرب النووية، في عدة مناسبات، وعن طريق الصدفة، كان من أكثر الأسرار المروعة إبان حقبة الحرب الباردة، على حد قول الصحيفة.

وأضافت: "الأمريكيون محقون في قلقهم من احتمال تحول الصراعات القائمة، اليوم، إلى حرائق اقليمية وعالمية أسوأ بكثير".

وأردفت: "أوكرانيا مثلاً تدافع عن نفسها ضد روسيا التي لم تستبعد اللجوء إلى استخدام أسلحتها النووية، بينما حرب إسرائيل ضد حماس تهدد بجر دول إقليمية أخرى مثل إيران التي توشك على تحقيق طموحاتها النووية".

"أما كوريا الشمالية فتواصل تطوير برنامجها النووي الذي أصبح قادرًا ربما على توجيه ضربة للولايات المتحدة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "من مصلحة كل الأمريكيين والصينيين معًا البدء بمحادثات حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الدفاع الوطني".

وأشارت إلى أن "إدارة بايدن أصدرت أمرًا تنفيذيًا جديدًا، هذا الأسبوع، يعكس فهمًا للتحديات التي ستفرضها التكنولوجيا الجديدة. وعلى أقل تقدير، ينبغي أن تطالب الدول بأن يكون اتخاذ القرار النهائي بشأن إطلاق الأسلحة النووية بأيدي البشر وحدهم".

وكان "هينري كيسنجر" و"غراهام اليسون" قالا في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز"الأمريكية إن "احتمالات استخدام الذكاء الاصطناعي دون أي قيود، سيخلق عواقب كارثية على الولايات المتحدة والعالم.. وهو أمر مُلح لدرجة يحتم على قادة الحكومات في العالم التحرك، الآن، لفعل شيء".

وختمت الصحيفة حديثها بالقول إن "التوقعات بشأن ما ستحققه المحادثات ذات التمثيل منخفض، هذا الأسبوع، متواضعة. رغم ذلك، يبقى أي حوار بين القوى المسلحة النووية أمر مرحب به، وتجنب سباق التسلح قبل أن يبدأ، أسهل بكثير من تجنب خطره بعد أن يخرج عن السيطرة".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com