صندوق النقد الدولي: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له عواقب اقتصادية كبيرة
قالت صحيفة التلغراف البريطانية، إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وجد نفسه، بعد شهر من تسلمه المنصب، في مواجهة أحد أقوى الأشخاص على وجه الأرض، لم يكن زعيمًا عالميًا آخر، بل إيلون ماسك، الملياردير مالك منصة "إكس"، المعروفة سابقًا باسم تويتر.
ووفقًا للصحيفة، انجر ستارمر إلى خلاف علني بشع مع ماسك في أعقاب الاضطرابات العنيفة التي ضربت شوارع بريطانيا، مع تزايد المخاوف من السماح بنشر معلومات خطيرة مضللة، بل والتشجيع على انتشارها على منصته للتواصل الاجتماعي.
وكان ماسك قد أعلن أن الحرب الأهلية في المملكة المتحدة "حتمية"، وأن البلاد آخذة في التحول على شاكلة "الاتحاد السوفييتي"، ووصف ستارمر بأنه "كير ثنائي المستوى".
وبينت الصحيفة، أن المتحدث باسم رئيس الوزراء قال، إنه "لا يوجد مبرر" للتعليقات على منصة "إكس"، في محاولة من ستارمر لنزع فتيل الصدام مع ماسك.
وتساءلت الصحيفة، حول ما يمكن القيام به لحماية الديمقراطية من قوى التضليل المظلمة، حيث إن المواجهة سلطت الضوء على عجز حتى الشخص الأكثر نفوذًا في البلاد عن الوقوف في وجه ماسك.
وقالت التلغراف، إن مقتل 3 تلميذات في مدينة ساوثبورت هو الشرارة الظاهرة للاضطرابات الأخيرة، فلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أضافت الوقود إلى النار.
وأشارت، إلى أن الادعاءات الكاذبة انتشرت بسرعة حول هوية الجاني على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "إكس"، وساعدت على ذلك مواقع الأخبار الزائفة، وبرامج الإنترنت الآلية المرتبطة في دول أجنبية معادية، بما في ذلك روسيا، بالقول إن الجاني طالب لجوء.
ودفعت عاصفة التضليل هذه ستارمر إلى إصدار تحذيرات، حيث قال إن أي شخص "يثير العنف عبر الإنترنت سيواجه القوة الكاملة للقانون".
ولفتت الصحيفة إلى أن هيئة تنظيم وسائل الإعلام "Ofcom"، التي دخلت في مناقشات مع منصات التواصل الاجتماعي حول نهجها في معالجة التضليل، حثت الشركات على "التحرك الفوري" لإزالة المحتوى الضار.
ولكن في نهاية الأمر، ليس في متناول يد الساسة ومنظمي عمل وسائل الإعلام أكثر من الكلمات القاسية.
وبموجب قوانين السلامة على الإنترنت الجديدة، ستُمنح "Ofcom" صلاحيات تغريم شركات التكنولوجيا العملاقة بما يصل إلى 10% من إجمالي مبيعاتها العالمية، إذا لم تبذل جهودًا كافية لإزالة المواد الضارة من منصاتها.
وأكدت الصحيفة، أن هذه القوانين لن تدخل حيز التنفيذ حتى الربيع المقبل، مما يترك السلطات البريطانية في حالة من الفراغ القانوني.
ويقول المحلل التقني باولو بيسكاتوري، "ستؤدي التوترات المتصاعدة إلى دعوات متكررة لتطبيق القانون في أسرع وقت ممكن، ويبدو من السخف أن يستغرق هذا وقتًا طويلاً، خاصة أن التنفيذ غير متوقع حتى أوائل العام المقبل".
وأضاف بيسكاتوري: "هناك ما هو أكثر من ذلك؛ المخاوف المتزايدة من أن القوانين لا تذهب إلى حد كافٍ في مراقبة المواد عبر الإنترنت - مما يمنح شركات التكنولوجيا الفائقة في وادي السيليكون رحلة مجانية فعليًا".
وبينت التلغراف، أن إحدى نقاط الخلاف الرئيسة هي إزالة المقترحات الخاصة بالضوابط المفروضة على مواد "قانونية ولكنها ضارة". وقد أثارت صياغة القانون مخاوف من انتهاك حرية التعبير، لكن المنتقدين يقولون إن التراجع عن القانون يرقى إلى تخفيف القواعد.
وألمح رئيس الوزراء إلى، أن الحكومة قد تراجع القانون، قائلاً إن الوزراء سيضطرون إلى "النظر على نطاق أوسع" في قواعد وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب أعمال الشغب.
وتساءلت الصحيفة، مع شق القوانين طريقها عبر البيروقراطية البريطانية، هل لدى ستارمر خيارات أخرى لمواجهة قوة شركات التكنولوجيا الكبرى؟
وأوضحت التلغراف، أن إحدى الاستجابات المباشرة نسبيًا هي جر ماسك أمام لجنة برلمانية مصغرة، وسيكون هذا الشكل من الضغط العام مناسبًا بشكل خاص، نظرًا لأن قطب تسلا مذنب بنشر معلومات مضللة وخوضه في النقاش.
وقالت الصحيفة، إنه قد تحاول الحكومة بدلاً من ذلك أن تتولّى بنفسها عملية الإشراف على المحتوى.
ورأت التلغراف، أن السيناريو الأكثر تطرفًا قد يختار فيه ستارمر حظر "إكس" بالكامل من خلال آلية تُعرف باسم "الحظر الجغرافي". وتسمح قوانين السلامة عبر الإنترنت المرتقبة بالحظر الجغرافي، لكن المحللين يقولون إن هذا لن يُطَبَّق إلا في حال حدوث سيناريو متطرف. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يثير النهج القاسي انتقادات من نشطاء الحريات المدنية.
وبينت الصحيفة، أن رئيس الوزراء، رغم كل خطابه، يجد نفسه في مأزق، فبدون وجود قوانين، لا تملك المملكة المتحدة سوى القليل من القوة لقمع المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيجد ستارمر إذا اتبع نهجًا متشددًا للغاية ضد شركة ماسك نفسه متهمًا بقمع حرية التعبير.
وختمت الصحيفة: في غضون ذلك، ليس هناك الكثير مما تستطيع بريطانيا فعله سوى الأمل في أن تتمكن ديمقراطيتها التي تبدو هشة بشكل متزايد من البقاء على قيد الحياة في ظل التطرف في عالم ماسك على الإنترنت.