logo
العالم

"لوموند": كينيا تسعى لإبعاد الشباب "المعادي" للسلطة إلى الغرب

"لوموند": كينيا تسعى لإبعاد الشباب "المعادي" للسلطة إلى الغرب
احتجاجات ضد الحكومة الكينية في يونيو الماضيالمصدر: رويترز
25 سبتمبر 2024، 12:30 م

تسعى كينيا إلى استغلال "شيخوخة السكان" في دول غربية للتخلص من مواطنيها الشباب المعادين للسلطة، وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الكيني ويليام روتو يشجع هجرة الشباب، مقترحًا اتفاقيات مع دول تعاني من شيخوخة السكان مثل ألمانيا وكندا لإرسال العمالة.

وأضافت أن هذه الإستراتيجية تستهدف جذب العملات الأجنبية، وإبعاد جيل من الشباب أصبح أكثر عدائية تجاه إدارته.

وظائف

وأعلنت سفيرة كينيا في برلين، ستيلا موكاي، في 12 سبتمبر/ أيلول الحالي، عن إرسال 3000 سائق حافلة إلى ألمانيا استجابةً للطلب المتزايد على العمالة في هذا البلد، حيث سيتم توظيف هؤلاء السائقين من قبل شركة تدير شبكة النقل في مدينة ألمانية، وتعاني من نقص في العمالة. 

ويأتي هذا المشروع كجزء من سلسلة من الاتفاقيات المتوقعة بين كينيا وألمانيا، التي تشمل أيضًا شراكات في مجالات الطاقة والتجارة والتعليم.

من جهته، أعلن الرئيس الكيني روتو، خلال زيارته إلى برلين في 13 و14 سبتمبر/ أيلول الحالي، أنه أمّن 250 ألف وظيفة للشباب الكيني.

بدورها، أوضحت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايزر، أن هذا الاتفاق لا يتضمن حصة محددة، مما يثير تساؤلات حول مدى واقعية هذه الوعود، بحسب "لوموند".

وتنطوي دعوة الهجرة على اتجاه أوسع في كينيا، حيث ذكر روتو أن 5000 كيني يهاجرون كل أسبوع.

تحول غير مسبوق

ويقول المحلل السياسي نجاهيرا غيتاهي إن "هذا تحول غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن روتو يجعل من تصدير العمالة سياسة عامة معلنة.

وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى ألمانيا، أبرمت كينيا اتفاقيات مع كندا، إضافة إلى دول عربية، حيث تم توقيع شراكة لإرسال موظفين في القطاع الطبي، في مايو/ أيار 2023.

ووصف روتو العمالة الكينية بأنها "أكبر مورد" للبلاد، متفاخرًا بتدريبها واجتهادها.

وقالت الصحيفة إن هذه الاتفاقيات تثير تساؤلات حول الدوافع السياسية لروتو.

ويعتقد محللون، مثل داتي كاهورا، أن هجرة الشباب تهدف إلى تهدئة الاستياء في البلاد، ولا سيما بعد الاحتجاجات التي وقعت في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز ضد قانون المالية، لافتا إلى أن الشباب يمثلون جزءًا كبيرًا من الناخبين، ويشكلون تهديدًا لإعادة انتخاب روتو في 2027.

البطالة

وبحسب الصحيفة، تعتبر مسألة البطالة في صميم هذه السياسة، حيث إن حوالي 35% من الشباب الكينيين بلا عمل، والعديد منهم يشغلون وظائف تفوق مؤهلاتهم.

ويشير كاهورا إلى أنه على الرغم من أن هجرة الأدمغة كانت تُعتبر منذ فترة طويلة خطرًا، فإن تحويلات الأموال المرسلة من الجالية الكينية في الخارج تمثل أيضًا دافعًا.

ويشار إلى أنه في عام 2023، بلغت هذه التحويلات 671 مليار شلن كيني (حوالي 3.8 مليار يورو)، وهي مصدر مهم للإيرادات لدولة تعاني الديون.

ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء، مثل غيتاهي، من العواقب على المدى الطويل لهذه السياسة، إذ قد تؤدي هجرة الأدمغة إلى إضعاف قدرات التنمية في البلاد من خلال حرمان كينيا من مواهب شبابها.

أخبار ذات علاقة

وسط تصاعد الغضب.. ماذا يحدث في كينيا؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC