روسيا تقول إنها قصفت موقعين لمسلحين قرب التنف في سوريا
أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، أن إسرائيل تقف الآن أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما، إمَّا أن توافق على صفقة تنقذ بها أرواح الأسرى والرهائن في غزة، وإمَّا تُنفذ عملًا بريًّا انتقاميًّا بالقطاع، يحقق الأهداف العسكرية للحرب، مُقدرة أنه "ليس بالإمكان تنفيذ الخيارين معًا".
الصحيفة أشارت عبر محلل شؤون الأمن القومي، رونين بيرغمان، أنه "بالقياس على صفقة الجندي جلعاد شاليط، الذي أطلق سراحه في عام 2011 مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًّا، من بينهم يحيى السنوار، يمكن فهم ما الذي تريده حماس مقابل أكثر من 200 أسير إسرائيلي، منهم 30 طفلًا وجنود مصابون وكبار سن ومرضى. حتى أولئك الذين كانوا أصحاء قبل السابع من أكتوبر سيعودون بجرح بدني ونفسي عميق، ليواصلوا العيش في كابوس رهيب بقية حياتهم".
أما الخيار الثاني المتبقي، فأشارت الصحيفة إلى أنه يتعلق بعشرات الآلاف من الجنود، أغلبهم من قوات الاحتياط، من بين 360 ألفًا استدعاهم الجيش، وسيكون على صانع القرار إرسالهم إلى داخل غزة.
ورأت أن الفرصة غير المسبوقة التي منحها العالم لإسرائيل، والتي وصفتها بـ "بطاقة الائتمان"، عقب مشاهد الرعب والتقارير الصاخبة التي قدمها كبار المسؤولين الإسرائيليين لنظرائهم في جميع أنحاء العالم، حول ما سمَّته "السلوك الشيطاني لـ 2700 فلسطيني، احتلوا وسيطروا على مساحات كبيرة جنوب البلاد"، رأت أن رصيد بطاقة الائتمان تلك "أوشك على النفاد، حتى بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيملّ في نهاية المطاف".
وذكرت أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشأن رغبته في تحقيق هدفين، هما: إبادة حماس وإعادة الرهائن "تصريحات غير دقيقة بنسبة 100%"، مبرزة التناقض بين حديثه عن الانتقام وضرب كل مكان توجد فيه حماس، وبين قوله "جميعنا نصلي من أجل سلامة المصابين وكل الرهائن".
وقالت إنه "يتضح من كلام نتنياهو أن التعليمات التي صدرت من الحكومة للجيش حول الأولويات تغيَّرت، وأن الهدف هو إبادة حماس"، في إشارة إلى عدم الاكتراث بمصير الأسرى.
وتساءلت ما إذا كان لدى نتنياهو مخاوف وشكوك بشأن قدرته على تحقيق النصر في الوقت المحدد وبخسائر معقولة، وقالت إن رئيس الوزراء، في الليلة الماضية فقط، منح في المقابل ملف الأسرى ثقلًا كبيرًا في عملية صنع القرار.
وتضيف: "ومن ثم فإن دولة بأسرها وبكلفة تبلغ نصف مليار شيكل يوميًّا لجيش الاحتياط، وأناسًا كانوا على يقين أنهم سيعيدون الأمور إلى نصابها ويغلقون الدائرة، سيبدأون قريبًا، في العودة إلى ديارهم وسط حالة من الإحباط"، على حد قولها.
وتساءلت أيضًا عن مشكلة عدم تفعيل خيار الحرب، وقالت: "من سيعود للعيش في غلاف غزة إذا لم يتمّ القضاء على حماس؟ ومن سيعود للسكن في مستوطنات الشمال، بينما هناك 18 ألف مقاتل مدرب وصلب يتبعون وحدة (رضوان) المنتمية لميليشيا حزب الله؟".
وذهبت إلى أن رد فعل إسرائيل بأسرها أو غالبيتها العظمى على الأقل إزاء أحداث السابع من الشهر الحالي "جاء أشبه برد فعل أبا كوفنر (شاعر إسرائيلي-بولندي، كان عضوًا في ميليشيا مسلحة سعت للانتقام من الحزب النازي، وتوفى عام 1987)، أشبه برده تعقيبًا على الهولوكوست؛ إذ كتب: الدم بالدم، عليكم تسميم 6 ملايين ألماني".
وتابعت أنه "كان يعلم أن قوله هذا بشع، لكنه ذكر أن ليس هناك خيار آخر؛ لأنه إن لم يفعلوا ذلك سترى بقية شعوب العالم أن دم اليهود مستباح، وسيحدث ذلك مرة أخرى في المستقبل".
وأشارت إلى أن "خطة كوفنر فشلت، إلا أن نجاحها تمثل في إقامة دولة إسرائيل، والردع الذي فشل هو في تحقيقه من خلال صفائح السم التي أعطاها له إفرايم كتسير (تولى رئاسة إسرائيل بعد ذلك بين 1973-1978) تحقق بواسطة الجيش الإسرائيلي والأذرع الأمنية التي تأسست".
وختمت بأنه في القريب العاجل "ستأتي الساعة التي سنحسم فيها ملف الثمن الذي ستدفعه إسرائيل وسندفعه جميعًا"، حين يصوت (كابينيت الحرب) بالإجماع على أي الخيارين، معربة عن أملها "أن يعلم هذا المجلس المصغر كيف يقرر وبسرعة، لأن هناك دولة كاملة ينبغي إعادة بنائها من جديد".
المصدر: يديعوت أحرونوت