إخوان مصر يعيشون أعنف "أزمة نفسية" في تاريخهم
إخوان مصر يعيشون أعنف "أزمة نفسية" في تاريخهمإخوان مصر يعيشون أعنف "أزمة نفسية" في تاريخهم

إخوان مصر يعيشون أعنف "أزمة نفسية" في تاريخهم

يبدو أن جماعة الإخوان في مصر لم تعد بحاجة إلى محلل سياسي بقدر حاجتها إلى "محلل نفسي" علي خلفية ما يعيشه أعضاءها حالياً – لا سيما الشباب منهم – من حالة إحباط عميق واكتئاب جماعي غير مسبوق وصل إلى ذروته لحظة مشاهدتهم أول رئيس إخواني يدخل القفص بعد أيام من اعتقال القيادي عصام العريان.

التسريبات من داخل الجماعة نفسها تشير إلى حالة من الغضب الشديد تسيطر علي قواعد التنظيم في مختلف المحافظات والمناطق والشُعب بسبب إصرار الجناح المتشدد بقيادة خيرت الشاطر القابع وراء القضبان ومحمود عزت المرجح تواجده بغزة علي التصعيد مع الدولة حتي آخر مدى والتمسك بـ "أوهام" عودة مرسي والشرعية، في حين يُلقي بالشباب وقوداً في معركة غير متكافئة مع الأهالي والشرطة والجيش، لدرجة أن كثير من الأعضاء الأصغر سناً يقولونها صراحة: إلى متى تستمر القيادات في "العناد"، ألا يخشون علي التنظيم من الانهيار، فيبادر المسؤولون عنهم إلى محاولة احتوائهم قائلين: استغفر ربك وجدّد النية.

والمتابع لمشهد محاكمة الرئيس المعزول وتطورات الموقف الميداني في الـ 72 ساعة التالية له، لا يستطيع سوي التوقف متسائلاً عن سر هذا التناقص الحاد في تجمعات الإخوان. إذ إن الجماعة– وفق مصادر موثقة – إلى حشد 300 ألف عنصر من كافة محافظات الجمهورية علي مدار أسبوع ليبدو المشهد أمام الإعلام الغربي وكأن الشعب كله يرفض المحاكمة، فإذا بمن تجمعوا أمام مقر المحاكمة والمحكمة الدستورية ودار القضاء العإلى أعداد هزيلة لا تتجاوز عدة مئات، علماً بأن الجماعة هددت بـ "حرق البلد" في ذلك اليوم وزلزلة الأرض تحت أقدام "الانقلابيين" إذا تجرأوا" وأقدموا علي تنفيذ المحاكمة.

وعندما دعت الجماعة إلى المشاركة الواسعة في فعاليات أسبوع ما عُرف بـ "تحية صمود الرئيس" لم تكن الاستجابة كافية وفشلت الدعوة تماماً. والتفسير الوحيد لما يحدث هو حالة الإحباط الشديد الذي تعيشه قواعد الجماعة علي الأرض، بعد رفع سقف التوقعات والرهان الخاسر علي الاتحاد الأوربي، ثم الولايات المتحدة التي لم يطلب وزير خارجيتها لقاء ممثلين عن الجماعة في حين التقى أطرافاً أخري تمثل معظم ألوان الطيف السياسي المصري. وبدا لافتاً تنامي ما يسميه خبراء في شؤون الإسلام السياسي بحركة "الاحتجاج السلبي" داخل صفوف الإخوان. وتعني هذه الحركة أن "الأخ " لم ينشق عن التنظيم لكنه يتمرد لأول مرة علي مبدأ السمع والطاعة نتيجة ما يعانيه من غضب وأزمة نفسية.

ومن أبرز تجليات هذا التمرد عدم الاستجابة لدعوات الحشد والتظاهر التي تبدو الآن وكأنها هدف في حد ذاتها ولا طائل من ورائها.



وحسب هؤلاء الخبراء، فإن الجماعة من ناحيتها سعت إلى مواجهة هذه الحالة النفسية المتردية لدي أعضائها، فعمد ما يسمى بـ "قسم الحرب النفسية" داخل التنظيم إلى تسويق صورة مرسي في القفص علي أنه "أسد يزأر ضد الإنقلابيين" وأخذ مسؤولو هذا القسم يقارنون بين صورة مبارك وهو مسجي علي سرير طبي يخشي مواجهة الكاميرا، وبين مرسي الذي يسعى إليها، في محاولة لرفع الحالة المعنوية لشباب الإخوان.

والمؤكد في كل الأحوال أن ما تعيشه الجماعة الآن غير مسبوق في تاريخها، فهي اعتادت علي الاعتقال التعسفي والمطاردة والفصل من الوظائف والتنكيل وفق ما تسميه "ثقافة المحنة والإبتلاء" لكنها كانت آنذاك تواجه السلطة في ظل تعاطف شعبي، أما الآن فإنها تواجه غضباً مجتمعيا غير مسبوق وأصبح يهدد حالة التوازن النفسي لدي أعضائها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com