تركية واحدة تحدت حملة أردوغان على "الانقلابيين".. وهذا ما حدث لها (صور)
تركية واحدة تحدت حملة أردوغان على "الانقلابيين".. وهذا ما حدث لها (صور)تركية واحدة تحدت حملة أردوغان على "الانقلابيين".. وهذا ما حدث لها (صور)

تركية واحدة تحدت حملة أردوغان على "الانقلابيين".. وهذا ما حدث لها (صور)

مع اشتداد الحملة على "الانقلابيين"، كانت نوريا غولمن من بين عدد قليل من الناس في تركيا الذين نزلوا إلى الشوارع في تحد صارخ للقمع، ملهمين الآخرين ولكن بنفس الوقت يعرضون حريتهم لخطر كبير.

وقفت غولمن إلى جانب النصب التذكاري لحقوق الإنسان والذي يمثل امرأة تقرأ كتاباً، في العاصمة التركية أنقرة وهي تحمل لوحة بيضاء كتب عليها بالخط العريض: "48 يوماً. نريد العودة إلى وظائفنا".

وبتاريخ 3 أكتوبر/تشرين أول، تسلمت غولمن وهي طالبة دكتوراه في الأدب المقارن، إشعاراً بوقفها عن الدراسة في إحدى الجامعات العامة حيث كانت تجري أبحاثها.

ووجهت إليها تهمة التواصل مع جماعة غولن، حيث استلمت غولمن العلمانية واليسارية قائمة تضم 42 سؤالاً، منها: "هل أنت عضو في حركة "حزمت" التابعة لغولن؟ هل لديك أي حساب بنكي في مصرف آسيا التابع لحركة "حزمت"؟ هل شاركت في محاولة الانقلاب بتاريخ 15 تموز؟ هل أنت نادمة على اشتراكك في هذه المحاولة؟".

وتقول غولمن أثناء تظاهرها: "لقد رفضت الإجابة على هذه الأسئلة، وبدلاً من ذلك كتبت فقرة واحدة قلت فيها : أنا اشتراكية وليست لي أي يد في محاولة الانقلاب وهذه الأسئلة تتعلق بأفكاري الخاصة، ومن حقي أن لا أجيب عليها".

وفي 9 نوفمر/تشرين الثاني طلبت غولمن من بعض الصحافيين اليساريين أن يأتوا لحضور المؤتمر الصحفي الذي ستقيمه المجموعة عند النصب التذكاري في أنقرة، ولكن سرعان ما وجدت المجموعة نفسها محاطة بعشرات من ضباط الشرطة بالملابس المدنية، وأجهزة الاتصال اللاسلكية في أيديهم، وحذروهم من رفع لافتة تحمل عبارة "يجب إنهاء حالة الطوارئ".

وعندما حاولت غولمن أن تفتح اللافتة قامت الشرطة باعتقالها وجرها بعيداً مع عدد آخر من المتظاهرين ، بينما وقف حشد كبير من الناس يراقبون بصمت.

ووجهت تهمة عدم إطاعة أوامر الشرطة إلى غولمن، إضافة إلى كسر قانون حظر المظاهرات التي تهدد الأمن القومي، وقضت بقية ذلك اليوم في الحجز، وتم إطلاق سراحها لاحقاً. وفي اليوم التالي عادت غولمن إلى النصب التذكاري حيث تم اعتقالها ثانية أثناء محاولتها رفع اللافتة ذاتها.

ولمدة 21 يوماً عاشت غولمن نفس الروتين، وأصبح المشهد اليومي مألوفاً في الحي حيث تتجمع الحشود في كل مرة ليشاهدوا رجال الشرطة وهم يسحبونها مع الأعداد المتزايدة من المتظاهرين. ومن بين هؤلاء المعتقلين طلاب في الثانوية وأشخاص كانوا يشاهدون المظاهرة وصادف أنهم كانوا قريبين جداً. وبمجموعهم يواجهون أكثر من 60 تهمة.

تقول غولمن: "إنهم يستمرون باعتقالي وإطلاق سراحي لأنهم يريدون فقط  إبعادي عن المكان. الكثير من الناس غيري يستطيعون فعل هذا.. وأعتقد أن هذا ما يزعج الحكومة".

واستمر رجال الشرطة بالتواجد إلا أنهم لم يقوموا باعتقال أحد خلال الأسبوعين الماضيين. فيما كان هناك عدد من المظاهرات في تركيا بسبب حملات التطهير ضد موظفي الدولة، ولكن تم التصدي لها والقضاء عليها باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. 

وفي ذات السياق فإن احتجاج غولمن اليومي هو واحد من الأعمال المستمرة للوقوف في وجه الحكومة في تركيا اليوم، وجذبت إليها عددا كبيرا من المتأثرين  بحملات التطهير منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

وتضيف غولمن: "يتم اتهام الناس بأنهم من أتباع غولن، وأعرف الكثير من القصص، فقد أخبرتني إحدى النساء بأنه تم اعتقال كل من والدها وشقيقها بتهمة انتمائهم لجماعة غولن.

وأخبرني أحد الأطباء كيف أن "عددا كبيرا من الناس يموتون في السجون، وكيف أنه قام بمعالجة أحد السجناء الذين توفوا جراء إصابته بنزيف داخلي".

من جانبه قال سميح أوزاكا وهو معلم في مدرسة ابتدائية تم اعتقاله 9 مرات : "أنا لست سياسياً ، ولكن لي وجهة نظري الخاصة، وأنا من الحزب الثوري الديمقراطي وليس لي أي علاقة بغولن".

وبعد حوالي شهر من توقيفه عن العمل، علم أوزاكا بأنه سيطرد. وعرف ذلك بعد إدراج اسمه ضمن مرسوم رسمي على موقع الحكومة الذي ينشر الإجراءات المتخذة في ظل حالة الطوارئ.  

ويقول أوزاكا وهو عضو في أقلية من العلويين بعيدين كل البعد عن الإيمان بفتح الله غولن: "في ليلة وضحاها تغير كل شيء. وجدت اسمي بين آلاف الأسماء في القوائم، وبعنوان يتهمنا بالانتماء إلى جماعة غولن أو أي منظمة "إرهابية" أخرى".

بدورها تقول غولمن: "لقد قامت الحكومة مع الوقت باستخدام اتهامات مثل الاتصال مع الجماعات "الإرهابية" ضد  كل من ينتقدها".

وأمضت غولمن حوالي 109 أيام في السجن في عام 2010 قبل أن تتم تبرئتها من تهمة الانتماء إلى جماعة يسارية محظورة. ولكن مشاكلها لا زالت قائمة، وعلى مر السنين تم اعتقالها واتهامها بمختلف التهم، ومن ضمنها أنها كانت تغني في أروقة المباني الحكومية.

وتشير غولمن: "لقد كان أردوغان صديقاً لغولن لعدة عقود، وإذا أرادوا أن يحاكموا أتباع غولن، فليبدأوا بأنفسهم أولاً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com