الغارديان: موقف الزعيم الصيني من غزة مطابق لموقفه من أوكرانيا
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على موقف الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيال الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، مشيرة إلى أن موقف هذا الزعيم "ذي الوجهين" يهدف إلى دفع نشوء نظام الصين الجديد.
وقالت الصحيفة إن الرئيس شي بينغ زعم "أنه محايد ومنصف ويدعم وقف إطلاق النار، بينما يرفض إدانة حماس بسبب الفظائع التي ارتكبتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وينتقد إسرائيل"، لافتة في الوقت ذاته أنه "يعلم بأن وقف إطلاق النار من شأنه أن يفيد حماس لكنه يعلم أيضاً أنه يحظى بإعجاب الجماهير في بلدان الجنوب العالمي".
وأضافت أن "ما يثير اهتمام شي بينغ حقاً هو الكيفية التي يتسبب بها الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة في جعل حليفتها الولايات المتحدة تبدو ضعيفة ومذنبة في نظر العالم من خلال عملها على تقسيم الديمقراطيات الغربية، واستعداء الدول العربية، وتشويه سمعة النظام الدولي القائم على القواعد الذي يأمل في استبداله.
وأوضحت الصحيفة بأن "أولوية شي ليست إنقاذ أرواح المدنيين، وليست قضية فلسطين حرة، أو إسرائيل آمنة، أو سلام دائم، بل إنها كيفية استخدام الأزمة من أجل تقويض الولايات المتحدة وتعزيز قيادتها العالمية".
وأشار التقرير إلى أن "موقف شي بشأن غزة مطابق لموقفه بشأن أوكرانيا، حيث أكدت بكين على الحياد المبدئي، بل وأطلقت مهمة سلام، بينما عملت في الوقت نفسه على تعميق العلاقات مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين".
ولفت إلى أن الزعيم الصيني "ينسق بشكل وثيق مع بوتين بما يتماشى مع ميثاق الصداقة بلا حدود"، فيما تستغل روسيا أيضاً الفوضى الغربية بشأن الحرب، وتعارض بصوت عالٍ المعايير المزدوجة، باعتبار أن الولايات المتحدة تستنكر سقوط ضحايا من المدنيين في أوكرانيا ولكنها تتسامح مع وقوعهم في فلسطين.
وقالت الصحيفة إن ما يسميه اليمينيون "محور الشر" الجديد، وهم الصين وروسيا وإيران، قد حوّلوا معركة غزة إلى حرب عالمية عبر الإنترنت، وذلك باستخدام وسائل الإعلام الحكومية ومنصات الشبكات الاجتماعية لتعزيز حماس وتشويه سمعة إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي صرح فيه "شي" أن رغبة الصين هي بناء "مستقبل مشترك للبشرية"، وتشمل مبادءه الستة المتعلقة بمبادرة السلام العالمية؛ احترام سيادة جميع البلدان وسلامتها الإقليمية وحل النزاعات سلميا من خلال الحوار، إلا أن رغبة بكين الحقيقية تكمُن في إلقاء مسؤولية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على عاتق واشنطن وإظهار أن الولايات المتحدة وأوروبا قد أضعفتا بشكل كبير قدرتهما على دعم النظام العالمي القائم.