المالكي في واشنطن... إختلاف الأولويات وغياب الثقة
المالكي في واشنطن... إختلاف الأولويات وغياب الثقةالمالكي في واشنطن... إختلاف الأولويات وغياب الثقة

المالكي في واشنطن... إختلاف الأولويات وغياب الثقة

تركز زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى واشنطن التي تعد الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية أواخر عام 2011، على تفعيل "إتفاقية الإطار الإستراتيجية " التي تفرض على أمريكا التزام طويل الأمد مع العراق، لم يظهر البيت الأبيض الكثير من الإهتمام لتطبيق بنودها .

زيارة المالكي ولقائه سيد البيت الأبيض الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذه المرة ليست كسابقاتها، لاسيما في ظل إدارة أمريكية وضعت العراق في آخر إهتماماتها مفضلة الإهتمام بالأزمات الداخلية على الإستمرار في مستنقع الرمال الغائرة العراقية، و حماية نظام سياسي مرتهن إلى إرادة ومصالح إقليمية تتقاطع مع مصالح واشنطن .

طلب المساعدة في مكافحة "الإرهاب " ومواجهة تنامي العنف في العراق، وملف الأزمة السورية وجنيف 2، والتقارب بين طهران وواشنطن، التي أعلن المالكي من مطار بغداد أنه سيبحثها مع أوباما قد تكون ملفات ثانوية بالنسبة إلى شخص مثل المالكي يسعى إلى تجديد ولايته والحصول على مباركة البيت الأبيض لتكون له بطاقة العبور إلى الولاية الثالثة، بحسب المراقبين .

ويؤكد المراقبون أن المالكي لايملك الكثير من الأوراق لإقناع واشنطن بتجديد ولايته، لاسيما وأنه كاد يقضي على الشيء الوحيد المتبقي لأمريكا لتبرير غزوها للعراق وهو الديمقراطية، التي لم يحترم قواعدها منذ بدأ ولايته الثانية التي أفتتحها في تصفية الخصوم، ويختتمها اليوم في إعادة العراق إلى المربع الأول من الانقسام الطائفي والعرقي وتنامي العنف الذي بات يهدد النظام السياسي الذي خسرت واشنطن أكثر من ترليون دولار و70 الف جندي من أجل إنشائه.

مصدر أمريكي يعمل لدى سفارة الولايات المتحدة في بغداد يقول لـ"ارم" أن " المالكي يحلم في الحصول على مساعدة أمريكية، كالتي حصل عليها في أعوام 2006و2007 و2008، أو على الأقل هو يظن في قدرته على إقناع الإدارة الأمريكية في تزويده بغطاء جوي أمريكي، وهذا غير ممكن ". ويضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر أسمه انه " وبعد إنسحاب آخر جندي من العراق عام 2011 فإن الرئيس الأمريكي لايملك أي صلاحية في إرسال جندي واحد إلى العراق، ويحتاج إلى موافقة الكونغرس التي من المستحيل أن يمنحها لإرسال قوات أمريكية إلى العراق "، مبيناً ان " أكثر ما تتمكنه إدارة الرئيس أوباما هو بيعه المزيد من الأسلحة وتزويد بغداد ببعض المعلومات الإستخابرية ".

ورفض المصدر الجزم في ما إذا كانت واشنطن ستدعم تجديد ولاية المالكي أم لا، مكتفياً بالقول أن " واشنطن تحترم خيارات الشعب العراقي وستعمل مع اي شخص يأتي عبر صناديق الاقتراع".

لكن المصدر شدد على أن بلاده ،" لن تقبل بتأجيل الانتخابات مهما كانت الظروف والتبريرات ".



"إئتلاف دولة القانون " الذي يتزعمه المالكي لم يخف نية الأخير تقديم شكوى للبيت الأبيض ضد السعودية وقطر ودول خليجية أخرى، لاتهامهما بدعم "تنظيم القاعدة في العراق ".

وأكد القيادي في "إئتلاف دولة القانون " عدنان السراج في تصريحات صحافية ان "المالكي سينبّه أوباما إلى خطورة الوضع الإقليمي على العراق مع تنامي دور القاعدة والجماعات المرتبطة بها في غرب العراق، خصوصاً وأن دول الخليج لاسيما السعودية، تستثمر العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران لفرض أجندتها على الأوضاع في العراق وسوريا ولبنان".

مراقبون اعتبروا أي محاولة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل وستعطي إنطباعاً أكثر رسوخا لدى البيت الأبيض بـ" سذاجة وغباء" المالكي وفريق مستشاريه لاسيما وأن واشنطن لن تفرط بحلفاء إستراتيجيين مثل السعودية من أجل المالكي أو طهران، لاسيما وأن مصالح واشنطن في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط مرتبط بعلاقاتها مع هذه الدولة .

وبحسب المراقبين فإن المالكي سيعود بخفي حنين من هذه الزيارة، مؤكدين أن " واشنطن دعت المالكي ومن بعده رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي في محاولة لإيجاد حل توافقي لخلافات الطبقة السياسية من شأنه أن يوقف أو على الأقل يقلل من تنامي موجة العنف والإرهاب في العراق".

كما تسعى واشنطن إلى إجهاض التوافق غير المعلن بين المالكي والنجيفي وحتى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على تأجيل الانتخابات سنة كاملة، وتريد التزاماً واضحاً من القادة العراقيين بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المزمع في نيسان / أبريل من العام المقبل .

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com