صحف عالمية: زيارة بلينكن للمنطقة "بلا نتيجة".. وبوادر أزمة "خطيرة" بين أمريكا وروسيا

صحف عالمية: زيارة بلينكن للمنطقة "بلا نتيجة".. وبوادر أزمة "خطيرة" بين أمريكا وروسيا

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، الضوء على مخرجات جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للمنطقة التي استمرت ثلاثة أيام، وسط تقارير تفيد بأنها "فشلت" في رسم إطار واضح لاحتواء الأوضاع المتوترة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما تحدثت الصحف عن بوادر أزمة دبلوماسية "خطيرة" تلوح في الأفق بين أكبر قوتين نوويتين بالعالم، بعدما اتهمت الولايات المتحدة روسيا بـ"انتهاك" معاهدة الحد من التسلح النووي الخاصة فيما بينهما.

وناقشت صحف أخرى تقارير أخرى تفيد بأن دول الاتحاد السوفيتي السابق تبحث عن "حليف جديد بعيداً عن روسيا"، بسبب انشغال الأخيرة بالحرب مع أوكرانيا؛ ما يدفع الكرملين نحو أزمة جديدة في منطقة تخضع للنفوذ الروسي.

بلينكن غادر المنطقة دون الدعوة لجولة جديدة من محادثات السلام، مكتفياً فقط بالدعوة للهدوء.
"واشنطن بوست

زيارة "مبهمة" لبلينكن.. وشكوك فلسطينية وإسرائيلية

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن "زيارة بلينكن إلى المنطقة لم تؤت ثمارها فيما يتعلق بتهدئة الأوضاع المتفجرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أحداث دامية وقعت بين الطرفين".

وذكرت الصحيفة أن "زيارة بلينكن، في المقابل، عمّقت السخط الإسرائيلي والفلسطيني بشأن دور الولايات المتحدة في الصراع طويل الأمد، وأن الجانبين أصبحا متشككين بشدة، بل ويحتقران الدعوات المتجددة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحل الدولتين كأفضل ضامن للسلام".

وقالت الصحيفة إنه "وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة، يرى ثلث الفلسطينيين والإسرائيليين فقط فرصة لحل الدولتين، حيث يلوم الجانبان الولايات المتحدة على عدم القيام بالمزيد لتحقيق هذا الحلم، مؤكدين أن واشنطن لا تفعل أي شيء سوى الدعوات الروتينية".

وسلطت الصحيفة الضوء على "تضارب المواقف" لبلينكن خلال يومين من الاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وقالت إنه "خلال لقائه مع نتنياهو، الإثنين، لم يتطرق بلينكن بشكل كاف لمفهوم الدولتين، كما إنه لم يلمح إلا لفترة وجيزة إلى إيجاد حل عملي مع جيراننا الفلسطينيين".

ولكن في المقابل، أكد بلينكن خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، اقتناع الرئيس بايدن الراسخ بأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو حل الدولتين"، محذراً حكومة نتنياهو من أن "الولايات المتحدة ستستمر في معارضة أي شيء يجعل هذا الهدف بعيد المنال"، في إشارة إلى التوسع الاستيطاني والدعوات لضم الضفة الغربية المحتلة.

ويعارض أعضاء أقوياء في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة إقامة دولة فلسطينية ويؤيدون ضم الضفة الغربية المحتلة وحل السلطة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلينكن غادر المنطقة دون الدعوة إلى جولة جديدة من محادثات السلام، مكتفياً فقط بالدعوة للهدوء. وكانت المحاولة الأخيرة للترويج لحل الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي السباق، باراك أوباما، في 2014، لكنها باءت بالفشل أيضاً.

وذكرت الصحيفة أنه فيما يتعلق بموضوع السلام الدائم، ينظر العديد من الفلسطينيين والإسرائيليين إلى هذه الزيارة التي قام بها دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى على أنها "مجرد حلقة أخرى في برنامج طويل الأمد، بموضوعات قديمة وطاقم من الشخصيات السياسية عاودوا الظهور".

وأضافت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحا يائسين بشكل خاص، حيث سارع كلاهما إلى استنتاج أن الأمريكيين "يسعون إلى الهدوء قليلاً في الشرق الأوسط لأنهم قلقون من تهديدات أكبر قادمة من روسيا والصين."

ونقلت الصحيفة عن أليس كريغر، وهي ناشطة سلام من تل أبيب، قولها إن زيارة بلينكن عملت على "استفزاز" الفلسطينيين بشكل كبير، محذرة من أن "صراع الشرق الأوسط لن ينتهي لأن الأمور ستزداد سوءًا".

وأشارت كريغر إلى أن بلينكن أعرب، خلال لقائه مع نتنياهو، عن تعازيه لمقتل سبعة إسرائيليين برصاص مسلح فلسطيني خارج كنيس يهودي بالقدس المحتلة، لكنه لم يذكر الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال في مخيم جنين بالضفة الغربية والذي أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين.

في سياق متصل، قال ناشط فلسطيني: "نحن لا نتوقع أي شيء من زيارة بلينكن ومن الأمريكيين بشكل عام"، مشيراً إلى أن "الأمريكيين سيقفون مكتوفي الأيدي بينما تبني إسرائيل المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتستولي على المزيد من الأراضي."

كان المسؤولون الروس يستعدون لتقرير الخارجية الأمريكية بشأن عدم امتثال موسكو لـ"ستارت الجديدة"، حيث سعوا إلى إلقاء اللوم على الولايات المتحدة لتراجع التعاون في تنفيذ المعاهدة.
وول ستريت جورنال

تصعيد "خطير" بين موسكو وواشنطن

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على أزمة خطيرة تلوح في الأفق بين روسيا والولايات المتحدة، بعدما اتهمت الأخيرة موسكو بانتهاك معاهدة الأسلحة النووية الخاصة فيما بينهما، المعروفة باسم "ستارت الجديدة".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أرسلت تقريراً، أمس الثلاثاء، إلى الكونغرس خلص إلى أن روسيا انتهكت معاهدة "ستارت الجديدة" الخاصة بالحد من التسلح، برفضها السماح بعمليات تفتيش ميدانية والاجتماع مع واشنطن لتصحيح المسار.

ونوهت الصحيفة أن وصف وزارة الخارجية الأمريكية بأن موسكو "في حالة عدم امتثال"، يمثل المرة الأولى التي تتهم فيها الولايات المتحدة روسيا بانتهاك المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في 2011. وتحدد المعاهدة عدد الرؤوس الحربية والقنابل النووية المنشورة بـ1550، وتتضمن بنوداً لعمليات التفتيش الميداني.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوة تأتي وسط مخاوف من أن التوترات الحادة بين القوتين العظميين بسبب الحرب الأوكرانية قد تعرض للخطر آفاق التعاون في الحد من الأسلحة والتفاوض على اتفاقية أخرى تابعة ستدخل حيز التنفيذ بعد انتهاء معاهدة "ستارت الجديدة" في 2026.

وقالت الصحيفة إن خطورة التطورات تكمن في أن معاهدة "ستارت الجديدة" تعد آخر اتفاقية رئيسية تنظم المنافسة النووية بين الجانبين، الأمر الذي لا يزال يدفع إدارة بايدن للحفاظ عليها والضغط على روسيا لتصحيح المسار.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، كان المسؤولون الروس يستعدون لتقرير الخارجية الأمريكية بشأن عدم امتثال موسكو لـ"ستارت الجديدة"، حيث سعوا إلى إلقاء اللوم على الولايات المتحدة لتراجع التعاون في تنفيذ المعاهدة.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، صرح الأسبوع الماضي بأنه من الصعب معالجة مخاوف واشنطن "طالما أن الولايات المتحدة لا تعيد النظر في خطها العدائي للغاية تجاه روسيا".

وأوضحت الصحيفة أنه تم تعليق عمليات التفتيش في مارس 2020 باتفاق متبادل بعد تفشي جائحة كورونا، لكن التوترات بشأن أوكرانيا ألقت بظلالها على الاتفاق فيما بعد. وقالت إنه عندما سعت الولايات المتحدة لاستئناف عمليات التفتيش في أغسطس الماضي، رفضت روسيا طلبها.

وعلى الرغم من أن روسيا أشارت إلى تعقيدات إجراء عمليات التفتيش في خضم الوباء، إلا أن تقرير أمس يشير إلى أن رفض موسكو نابع من عدم رضاها عن ممارسات واشنطن إزاء الحرب الأوكرانية.

وكان من المقرر عقد اجتماع لاستئناف المحادثات في مصر في أواخر نوفمبر الماضي، لكن المسؤولين الروس انسحبوا في اللحظة الأخيرة ولم يوافقوا على موعد جديد، والذي تستشهد به وزارة الخارجية كمثال ثانٍ على "عدم الامتثال"، بحسب ما أوردته "الجورنال".

من المؤكد أن روسيا تظل قوة جبارة في المنطقة. ولكن مع العقوبات الدولية التي أغلقت طرق التجارة الغربية لروسيا، أصبح جيران موسكو من الدول السوفيتية السابقة أكثر أهمية بالنسبة لها كقنوات للتجارة.
بلومبيرغ

الدول السوفيتية السابقة تبحث عن "حلفاء جدد"

ذكرت وكالة أنباء "بلومبيرغ" الأمريكية أن الحرب الروسية الأوكرانية قد دفعت دول الاتحاد السوفيتي السابق نحو "حلفاء جدد بعيداً عن موسكو"، معتبرة أن جهود الرئيس، فلاديمير بوتين، لاستعادة الهيمنة الروسية على جيرانها باتت بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

وقالت الوكالة الإخبارية في تقرير لها إنه بعد عام من الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تفشل موسكو في تأكيد هيمنتها الإقليمية على كييف فحسب، بل إنها خسرت "جزئياً" نفوذها على الدول السوفيتية السابقة التي تتجه في الوقت الحالي إلى بناء علاقات مع القوى المتنافسة.

وأبلغ مسؤولون من دول الاتحاد السوفيتي السابق في وسط آسيا والقوقاز "بلومبيرغ" أن الحرب دفعت حكوماتهم إلى البحث عن سبل لتقليل الاعتماد على موسكو من خلال اللجوء إلى القوى المنافسة، بما في ذلك تركيا والاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط.

وصرح المسؤولون – الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم - بأن موسكو "لا تتحلى بالمسؤولية في تعاملها مع الحرب، بل إنها لجأت للعنف المتزايد؛ ما جعلها أقل ثقة في قدرتها على تأكيد نفوذها في فنائها الخلفي."

ونقلت الوكالة عن إيكاترينا شولمان، وهي خبيرة في الشأن الروسي، قولها إن موسكو كانت على مدى عقود "اللاعب الأكبر وحارس بوابة في شمال أوراسيا، حيث لا يمكن أن يحدث أي شيء إلا بمباركة الكرملين."

وأضافت شولمان: "الآن يبدو أن هذا يتغير، إذ من غير المرجح أن تخرج روسيا أقوى من الحرب في أوكرانيا، وهذا يجعل إملاء إرادتها على جيرانها مشكلة، على أقل تقدير."

وقال تقرير الوكالة إنه في حين أن "الفشل" الرئيس للحرب يتجلى في أوكرانيا ومولدوفا، اللتين تقدمتا بطلب لعضوية الاتحاد الأوروبي وحصلتا على وضع مرشح بعد اندلاع الصراع، فقد أجبر الغزو حتى الأصدقاء التقليديين، مثل كازاخستان وأرمينيا، على بناء علاقات نشطة مع دول أخرى، بما في ذلك تركيا التي ملأت الفراغ.

وفي أوزبكستان المجاورة، والتي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع روسيا، قالت الوكالة إنها تتطلع إلى "الانفتاح" حتى قبل الحرب، حيث وقعت اتفاقية شراكة وتعاون معززة في يوليو مع الاتحاد الأوروبي، كما أعلنت في ديسمبر عن انفتاحها للعمل مع الولايات المتحدة.

وقال تقرير الوكالة: "من المؤكد أن روسيا تظل قوة جبارة في المنطقة. ولكن مع العقوبات الدولية التي أغلقت طرق التجارة الغربية لروسيا، أصبح جيران موسكو من الدول السوفيتية السابقة أكثر أهمية بالنسبة لها كقنوات للتجارة."

وقال محللون للوكالة الأمريكية إن كازاخستان وأوزبكستان تبذلان قصارى جهدهما لتنويع علاقاتهما طالما أن موسكو منشغلة بأوكرانيا، "لكن لا يمكن تغيير الجغرافيا، فهناك روابط عميقة وحدود طويلة." وشددوا: "لا يوجد فصل عن روسيا بالنسبة لآسيا الوسطى، على الأقل لسنوات عديدة."

وأضاف المحللون أن الحرب والعقوبات التي تلت ذلك سلطت الضوء على مخاطر الاعتماد المفرط على موسكو، حيث لم يتضح ذلك في أي مكان أكثر من أرمينيا، الحليف الوثيق للكرملين في القوقاز وموطن قاعدته العسكرية الوحيدة هناك.

وأوضحت "بلومبيرغ" أن السخط الأرميني يتزايد بسبب عدم قدرة روسيا على التدخل في نزاع إقليمي طويل الأمد مع جارتها أذربيجان، التي تتمتع بدعم تركي. وقالت إن المسؤولين الأرمن غاضبون من الحصار الأذربيجاني على "ممر لاتشين"، وهو طريق حيوي يربط بين الأرمن الذين يعيشون في منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها، دون أي تدخل من روسيا.

أخبار ذات صلة
أرمينيا تطالب روسيا بـ"تدابير ضرورية" لفتح ممر يربطها بناغورني قره باغ

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com