هل تعمّق تصريحات ليبرمان المعادية لفرنسا الأزمة بين باريس وتل أبيب؟
هل تعمّق تصريحات ليبرمان المعادية لفرنسا الأزمة بين باريس وتل أبيب؟هل تعمّق تصريحات ليبرمان المعادية لفرنسا الأزمة بين باريس وتل أبيب؟

هل تعمّق تصريحات ليبرمان المعادية لفرنسا الأزمة بين باريس وتل أبيب؟

استنكرت مصادر دبلوماسية في باريس تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قارن خلالها بين المبادرة الفرنسية لدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وبين قضية دريفوس، وهي القضية التي تفجرت إبان الجمهورية الفرنسية الثالثة، في نهاية القرن التاسع عشر، وأحدثت زلزالا اجتماعيا وسياسيا استمر من العام 1894 إلى 1906.

وأشارت المصادر، إلى أن مقارنة ليبرمان غير دقيقة، وأنه لا يمكن الربط بين جهود تقودها الحكومة الفرنسية من أجل السلام وبين محاكمة الضابط الفرنسي اليهودي ألفريد دريفوس، قبل عقود طويلة، وأنه لم يكن مناسبا الربط بين ذلك وبين ملف معاداة السامية خلال الحديث عن مؤتمر السلام الدولي الذي تحضر له باريس.

وتحدثت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الثلاثاء، مع مسؤولين كبار بوزارة الخارجية في باريس، والذين رفضوا تصريحات ليبرمان بشدة، مؤكدين أن بلادهم ترتب حاليا لعقد مؤتمر السلام منتصف كانون الثاني/ يناير 2017، لكي تؤكد على التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين، بحيث يمكنهما العيش في سلام وأمن، وبهدف تأكيدها على التزامها بهذا الحل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية لم تسمها، أن مثل هذه التصريحات تمس بالعلاقات بين البلدين، وأن دعوات أطلقها في الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون، والحالي بنيامين نتنياهو، ليهود فرنسا، تحثهم على الهجرة إلى إسرائيل، أدت إلى توتر العلاقات بين باريس وتل أبيب، لافتة إلى أنه على الرغم من الرفض الإسرائيلي القاطع للمؤتمر المزمع، فإن هذا الرفض لن يثني 60 وزير خارجية عن المشاركة، تمت دعوتهم بالفعل.

وطبقا لما أوردته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، سادت الجالية اليهودية في فرنسا بالأمس حالة من التوتر وعدم الارتياح، على خلفية تصريحات ليبرمان، وصرحت مصادر بتلك الجالية للصحيفة أن ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي غير مقبول، حتى ولو كانت فرنسا قد فقدت من وجهة نظره دورها كوسيط وحكم عادل، وتحاول إلزام إسرائيل بقبول حل مفروض عليها.

وتابعت المصادر: "ان اليهود الفرنسيين سيهاجرون لإسرائيل حين يقرروا ذلك بأنفسهم وليس كنتيجة للخوف أو الضغوط".

محاكمة إسرائيل

ووصف ليبرمان أمس الإثنين، مؤتمر السلام المزمع بأنه "مؤتمر دريفوس"، في أعقاب الصفعة التي واجهتها إسرائيل في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، بعد التصويت لصالح قرار ضد المستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة، وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام حق النقض "الفيتو".

وشن ليبرمان هجوما حادا ضد باريس خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، والذي يقف على رأسه، وانتقد نواياها عقد المؤتمر الدولي للسلام في 15 كانون الثاني/ يناير المقبل، بعد أن كان الاعتقاد السائد هو أن هذا المؤتمر لن يرى النور إطلاقا.

وأشار خلال الاجتماع إلى أن التدقيق في موعد انعقاد المؤتمر، قبل أربعة أيام من نهاية ولاية إدارة باراك أوباما، وقبل أشهر معدودة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، "سيدرك أن الحديث لا يجري عن مؤتمر سلام، ولكن الأمر يتعلق بمحاكمة تعقد لإسرائيل"، على حد زعمه.

وادعى الوزير الإسرائيلي، أن الهدف من عقد المؤتمر هو توجيه ضربة للأمن الإسرائيلي ولسمعة الدولة العبرية، مقارنا بين هذا المؤتمر وبين محاكمة الضابط اليهودي الفرنسي ألفريد دريفوس قبل عقود طويلة بتهمة الخيانة.

وقال مسؤول إسرائيلي: "تحرص كل من واشنطن وباريس على القيام بخطوة إضافية بشأن ملف الصراع قبيل نهاية ولاية أوباما، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت" الذي عقد الأحد، تطرق لهذا الموضوع وأعرب عن قلقه البالغ"، بحسب صحيفة "هآرتس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com