ترامب يختبر مساعي تحسين العلاقات مع روسيا من بوابة التسلح النووي
ترامب يختبر مساعي تحسين العلاقات مع روسيا من بوابة التسلح النوويترامب يختبر مساعي تحسين العلاقات مع روسيا من بوابة التسلح النووي

ترامب يختبر مساعي تحسين العلاقات مع روسيا من بوابة التسلح النووي

تبادل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تصريحات مثيرة للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأسلحة النووية مما وضع تعهدات الرئيس الجمهوري القادم بتحسين العلاقات مع روسيا محل اختبار.

وفي لمحة عن الطريقة التي قد يدير بها الدبلوماسية بعد أن يتولى منصبه رسميا في 20 يناير كانون الثاني رحب ترامب بسباق جديد للتسلح النووي مع روسيا والصين وأكد أن الولايات المتحدة ستفوز في هذا السباق.

ونقلت ميكا برزيزنسكي المذيعة في محطة (إم.إس.إن.بي.سي) عن ترامب قوله لها في محادثة هاتفية قبل البث "فلندع الأمر يصبح سباقا للتسلح، سنتفوق عليهم في كل منعطف وسنصمد أكثر منهم جميعا".

ولم تبث المحطة التلفزيونية تصريحاته على الهواء.

ويعد هذا ثاني تصريح لترامب بشأن الأسلحة النووية في غضون يومين مما أثار قلق خبراء منع الانتشار النووي الذين يخشون تأجيج التوترات العالمية. عبر سباق نووي جديد

وبدا أن الانتقادات التي وجهها ترامب من منتجعه في فلوريدا موجهة بالأساس إلى بوتين على الرغم من أن الرجلين تعهدا بتحسين العلاقات بين بلديهما بمجرد دخول ترامب البيت الأبيض.

ونشر ترامب تغريدة غير متوقعة على تويتر يوم الخميس الماضي قال فيها: "ينبغي للولايات المتحدة أن تعزز وتوسع على نطاق كبير قدراتها النووية حتى يحين الوقت الذي يعود فيه العالم إلى صوابه فيما يتعلق بالأسلحة النووية"، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وبدا أن هذا التعليق جاء ردا على بوتين الذي قال في وقت سابق من يوم الخميس إنه ينبغي لروسيا "تعزيز الإمكانات العسكرية للقوى النووية الإستراتيجية".

يشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة على طرفي نقيض بشأن الحرب الأهلية في سوريا والأزمة في أوكرانيا لكن التوتر النووي على غرار ما كان في عهد الحرب الباردة هدأ إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، ووقعت موسكو وواشنطن في العام 2010 معاهدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية أطلق عليها (نيو ستارت).

بوتين يتوخى الحذر

من جانبه قال بوتين أمس الجمعة إنه غير مهتم بالتنافس مع برنامج الأسلحة النووية الأمريكي. وتتهم إدارة الرئيس باراك أوباما الرئيس الروسي بأنه أشرف على موجة من هجمات القرصنة الإلكترونية عبر الإنترنت على مؤسسات سياسية أمريكية خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي "إذا أطلق أحد سباقا للتسلح فلن يكون نحن، لن ننفق أبدا موارد على سباق للأسلحة لا يمكننا أن نتحمل تكلفته."

وأضاف: "لقد فوجئت بعض الشيء بتصريحات ممثلي الإدارة الأمريكية الحالية الذين لسبب ما بدأوا يبرهنون على أن الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم" في إشارة إلى تعليقات لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الماضي، ومضى بوتين قائلا: "لا أحد يجادل في ذلك."

وقال بوتين إنه لا ينظر إلى الولايات المتحدة كمعتد محتمل وإنه لا يرى شيئا جديدا أو لافتا في تصريح ترامب بشأن رغبته  بتوسيع القدرات النووية الأمريكية.

والولايات المتحدة في خضم التحديث وسباق التسلح ستتكلف تريليون دولار على مدى 30 عاما لترسانتها النووية المتقادمة واستبدال غواصاتها القادرة على حمل صواريخ باليستية وقاذفات قنابل وصواريخ تطلق من البر.

ويقول أغلب الخبراء إن الولايات المتحدة لن تتمكن من تحمل تلك التكلفة إلا بالكاد. وتقوم روسيا الملتزمة أيضا بحدود معاهدة "نيو ستارت" بتنفيذ برنامج تحديث مكلف لكنها لن توسع مخزوناتها من الرؤوس الحربية.

وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب إن تصريحات الرئيس المنتخب النووية كانت تهدف إلى إرسال رسالة قوة بشكل عام لدول مثل روسيا والصين أكثر من كونها إشارة إلى خطط الولايات المتحدة لزيادة قدراتها النووية.

وقال سبايسر لمحطة سي.إن.إن "سنفعل ما يلزم لحماية هذا البلد وإذا أرادت دولة أخرى أو دول تهديد أمننا وسيادتنا سنكون جاهزين."

خطاب بوتين "اللطيف جدًا"

قد تشير تصريحات ترامب حول الترسانة النووية إلى أن تحسين العلاقات مع موسكو قد لا يكون مهمة سهلة، ونشر ترامب أمس الجمعة خطابا وصف فيه بوتين بأنه "لطيف جدا" بتاريخ 15 ديسمبر كانون الأول بعد أن سعى فيه الرئيس الروسي لتعاون ثنائي و"مستوى جديد" من العلاقات بين البلدين.

وقال ترامب في بيان مصاحب لنشر الرسالة إنه يأمل في أن يتمكن البلدان من "تحقيق هذه الأفكار" بدلا من "لجوئهما لطرق أخرى".

واتهمت إدارة أوباما روسيا بمحاولة التدخل في سير العملية الانتخابية الأمريكية من خلال هجمات قرصنة إلكترونية على حسابات الحزب الديمقراطي وسربت المعلومات من تلك الهجمات عبر الإنترنت مما تسبب  بمشكلات سياسية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ونفى بوتين مرارا ما يقال عن أن موسكو ساعدت ترامب على الفوز. وقال في مؤتمر صحفي أمس الجمعة "الإدارة الحالية وقيادة الحزب الديمقراطي تحاولان إلقاء مسؤولية كل إخفاقاتهما على عوامل خارجية."

وأضاف بوتين: "نحن نتحدث عن حزب من الواضح أنه نسي المعنى الأصلي وراء اسمه، إنهم الديمقراطيون يخسرون على كافة الجبهات ويعلقون الأخطاء على غيرهم، هذا من وجهة نظري.. دعوني أقول عليك أن تعرف كيف تخسر بكرامة" وعبر ترامب عن اتفاقه مع وجهة نظر بوتين في الديمقراطيين عبر تغريدة على تويتر مساء أمس الجمعة قال فيها "صحيح تماما!".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com