تنامي قوة روسيا في الشرق الأوسط يخلق أعداءً.. فهل تتراجع موسكو؟
تنامي قوة روسيا في الشرق الأوسط يخلق أعداءً.. فهل تتراجع موسكو؟تنامي قوة روسيا في الشرق الأوسط يخلق أعداءً.. فهل تتراجع موسكو؟

تنامي قوة روسيا في الشرق الأوسط يخلق أعداءً.. فهل تتراجع موسكو؟

منذ تدخلها في الحرب السورية العام الماضي، استطاعت روسيا أن تنجح في إقصاء قوة الولايات المتحدة الأمريكية، وتزيد نفوذها في الشرق الأوسط، كقوة عظمى بمفردها، وهو إنجاز توج بسقوط حلب.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن موسكو استطاعت أن تتحول من وسيط إلى قوة لا غنى عنها في المنطقة، وفي أوروبا أيضًا، حيث عززت موجة المهاجرين التي أطلقتها الحرب السورية نفوذ موسكو، وغذت الأحزاب اليمينية الصديقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنحاء القارة العجوز.

وقالت الصحيفة، إن اغتيال سفير روسيا لدى تركيا يوم الاثنين، سلط الضوء على تصاعد قوة روسيا المذهلة في المنطقة، وتقلص نفوذ أمريكا.

وأضافت أن روسيا اتخذت مكان الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في أذهان كثير من الناس في الشرق الأوسط، باعتبارها قوة إمبريالية غربية ينظر إليها كثيرون على أنها تشن حربًا على الإسلام والمسلمين.

ولم تكن هناك أي احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في المنطقة مؤخرا، ولكن في ظل معاناة أهالي حلب، احتشد عشرات الآلاف في أنحاء العالم خارج مقرات البعثات الدبلوماسية الروسية، وهتفوا ضدها "روسيا عدوة الإسلام".

ولقي اغتيال السفير الروسي على يد شرطي تركي في أنقرة، ترحابا حافلا على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، وفي مخيمات اللاجئيين الفلسطينيين بحسب الصحيفة.

وقال حسن حسن، وهو زميل في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن: "لا شك أن روسيا هي القوة الجديدة في المنطقة، وذلك يتضح من رد فعل الناس على مشاركتها في تدمير واحدة من أكثر المدن السنية احتراماً في الشرق الأوسط "حلب"، وهي نفس الطريقة التي كان ينظر فيها لأمريكا بعد حرب العراق".

وتابع: "عليك أن تتابع الطريقة التي يتم بها تمجيد مقتل السفير الروسي في جميع أنحاء المنطقة، لتعرف قدر الاحتقار الذي تواجهه روسيا من قبل الجماهير اليوم".

وزعمت الصحيفة أن روسيا أصبحت هدفا للجهاد العالمي، وهو ما أصبح واضحًا في أكتوبر من العام الماضي، عندما أعلنت جماعة متشددة في سيناء مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية فوق شبه الجزيرة، وذلك بعد شهر من نشر روسيا قواتها وطائراتها الحربية في سوريا.

ومع ذلك، تزايدت مشاركة روسيا في سوريا وأصبحت أكثر علانية، وهو الأمر الذي يشكل مشكلة بالنسبة لمساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتوصل إلى تفاهمات مع السيد بوتين وإيران حول مستقبل سوريا.

وأشارت الصحيفة، إلى أن أنقرة واحدة من أكثر أعداء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنها خففت من موقفها مقابل موافقة روسيا على العملية العسكرية التركية ضد الميليشات الكردية في شمال سوريا.

وقال "سنان أولجن" الدبلوماسي التركي السابق الذي يرأس الآن مركز أبحاث في أسطنبول: "منذ العام 2011 بلورت الحكومة التركية موقفاً حساساً جداً تجاه المسألة الجارية في سوريا، ولكنها قررت الآن اتباع منهج سياسي أكثر واقعية، ربما سيخلق بعضًا من الإحباط".

ومثلما أن المظاهرات المعادية للولايات المتحدة والهجمات على الدبلوماسيين الأميركيين، لم تدفع أمريكا للخروج من الشرق الأوسط في العقود الماضية، فإنه من غير المرجح أيضاً أن تؤدي موجة الغضب والهجمات مثل اغتيال السفير الروسي، لردع موسكو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com