بعد هجوم برلين.. هل تنجو ميركل من موجة التغيير في أوروبا؟
 بعد هجوم برلين.. هل تنجو ميركل من موجة التغيير في أوروبا؟ بعد هجوم برلين.. هل تنجو ميركل من موجة التغيير في أوروبا؟

 بعد هجوم برلين.. هل تنجو ميركل من موجة التغيير في أوروبا؟

 بينما استسلم الزعيم البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينتسي والفرنسي فرانسوا أولوند لرفض الناخبين الغاضبين، تعهدت المستشارة الألمانية بالكفاح من أجل الفوز بفترة رابعة، وتتجه للفوز بها على ما يبدو.

ولا يزال فوز المستشار الألمانية في انتخابات خريف العام المقبل، التي بدأت تستعد لها هو السيناريو الأساسي وتعد هذه واحدة من عدة انتخابات في أوروبا، قد تغير المشهد السياسي في المنطقة.

لكن هجوم الشاحنة على سوق مزدحم لعيد الميلاد في القلب النابض لغرب برلين السابق الليلة الماضية يذكر بأنه حتى ميركل أطول زعيمة أوروبية بقاء في السلطة باتت عرضة للأحداث الجارية مع اقتراب 2017.

أشارت التقارير الأولية إلى أن الهجوم الذي قتل فيه 12 وأصيب 48 نفذه مهاجر باكستاني عمره 23 عاما كان قد وصل إلى ألمانيا قبل عام مع طوفان اللاجئين الذين استقبلتهم ميركل بشعارها المتفائل "نستطيع فعل ذلك". وفي وقت لاحق قالت الشرطة إنه من غير الواضح ما إذا كان الرجل الذي ألقت القبض عليه ليل الاثنين هو السائق في حقيقة الأمر.

بيد أن الواضح بالفعل هو أن خصوم ميركل الحريصين على زعزعة استقرار الزعيمة الوحيدة في أوروبا التي تبدو في منعة من الاستهداف سينحون باللائمة عليها في أي هجوم في ألمانيا له صلة - بغض النظر عن مدى وضوحها - بتدفق اللاجئين العام الماضي.

وقال مجتبى رحمن من مجموعة أوراسيا "الهجوم سيعيد تأجيج الانتقاد لأنجيلا ميركل ولسياستها الليبرالية بخصوص اللاجئين والتزامها بفتح الحدود إذ سيظهر مدى ضعفها وهي تتجه إلى انتخابات العام المقبل".

وفي أول تعليق لها منذ الهجوم حثت ميركل (62 عاما) الألمان على عدم الاستسلام للخوف وقالت إن بلادها ستجد من القوة ما يمكنها من العيش "حرة وواثقة في نفسها ومنفتحة".

لكنها ألمحت أيضا إلى الآثار المعيقة للحادث بالنسبة لها ولآخرين فتحوا أذرعهم للاجئين الفارين من الحرب والاضطهاد في الشرق الأوسط، حيث قالت "أعرف أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لنا جميعا أن نتحمل إذا تأكد أن الشخص الذي أتى بهذا العمل طلب الحماية واللجوء في ألمانيا".

مكافأة للشعبويين

وسارع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني إلى تحميل ميركل وسياساتها المسؤولية. وتأسس الحزب قبل ثلاث سنوات على أساس معارضة حزم الإنقاذ التي تقدمها منطقة اليورو لدولها المتعثرة لكنه تحول منذ ذلك الحين إلى حزب مناهض للهجرة.

وقالت فراوكه بيتري زعيمة الحزب "البيئة التي يمكن أن تنتشر فيها أعمال من هذا القبيل جُلبت دون مبالاة وبطريقة منهجية من الخارج على مدار العام ونصف العام الماضي. لم تكن واقعة معزولة ولن تكون الأخيرة."

كما أدلى منتقدون أجانب بدلوهم في النيل من ميركل حيث غرد نايجل فاراج الذي كان القوة المحركة للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو حزيران والذي أطاح بكاميرون على تويتر قائلا "أخبار سيئة من برلين لكنها غير مفاجئة. أحداث من هذا القبيل ستمثل تراث ميركل."

وأظهر استطلاع للرأي نشر صباح اليوم الثلاثاء وأجري قبل الهجوم أن شعبية التكتل المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل - حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحلفاؤه البافاريون - بلغت 36 في المئة متقدما بأربع عشرة نقطة كاملة عن أقوى حزب تال وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي وبخمس وعشرين عن حزب البديل من أجل ألمانيا.

كما أظهر الاستطلاع الذي أجري لحساب مجلة شتيرن أن 50 في المئة من الألمان سيدعمون ميركل في تصويت افتراضي كمستشارة مقارنة مع 14 في المئة فقط لزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي زيجمار جابرييل. وعلى الرغم من هذا الفارق المريح فقد أعلنت ميركل نفسها أن انتخابات العام المقبل ستكون "لا مثيل لها في الصعوبة".

كما حذر مستشاروها من اعتبار انتخابها لفترة جديدة مسألة محسومة مشيرين إلى تهديد الهجمات وتجدد تدفق اللاجئين ومخاطر أن تحاول روسيا زعزعة استقرار ميركل بأنباء زائفة وتسريبات إلكترونية مثلما فعلت على ما يبدو قبيل الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

وقال أحد معاوني ميركل لرويترز الشهر الماضي "لا شيء مؤكد. هناك وقت كثير حتى الانتخابات ويمكن حدوث الكثير خلال هذه الفترة."

وتابعت ميركل خلال الشهور الستة الماضية رهن كاميرون ورينتسي مستقبلهما السياسي باستفتاءين خسراهما. وأعلن أولوند الذي يعاني من تراجع شديد في شعبيته هذا الشهر أنه لن يترشح لفترة ثانية العام المقبل. وفي 2017 ستجري كل من هولندا وفرنسا وألمانيا وربما إيطاليا انتخابات.

مواجهة الحليف

من أكبر المخاوف لدى الدائرة القريبة من ميركل هو انتقاد سياستها المتعلقة باللاجئين من جانب حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي هدد بالانفصال عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ما لم تقبل بسقف على عدد المهاجرين الذين يسمح لهم بدخول البلاد كل عام.

ورفضت ميركل قبول هذا الطلب لكنها حاولت استرضاء الاتحاد الاجتماعي المسيحي بسلسلة من الخطوات الفعلية والرمزية لتضييق الخناق على الهجرة وتعزيز الأمن. فقد أيدت هذا الشهر حظرا على ارتداء المسلمات للنقاب.

وعلى الرغم من غصون الزيتون التي مدت بها يدها والانخفاض الحاد في عدد الوافدين الجدد على مدار هذا العام - تشير البيانات الرسمية إلى أن أرقام 2016 ستمثل تقريبا ثلث ما كانت عليه في 2015 إجمالا - واصل زعيم الحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر الضغط.

وضغط مجددا على ميركل اليوم في أعقاب الهجوم على سوق عيد الميلاد، حيث قال "نحن مدينون للضحايا ولأحبائهم وللشعب الألماني قاطبة بإعادة التفكير وإصلاح سياساتنا الخاصة بالهجرة والأمن."

أما المشكلة الأكبر فستكمن في تحول حزبها ضدها. لكن بعد انتخابها لفترة جديدة على رأس الحزب هذا الشهر بنسبة قياسية بلغت 90 في المئة فإن هذا الاحتمال يعد بعيد المنال على ما يبدو حتى إذا كان التذمر من مسؤولين منخفضي المستوى باديا للعيان اليوم.

ومع تمتع التيار الرئيسي الذي يتكون من الأحزاب الوسطية بدعم يقارب 75 في المئة من الناخبين وتقدم حزب ميركل بفارق مريح على جميع منافسيه فقد يتطلب الأمر مزيدا من الكوارث على شاكلة التي وقعت مساء أمس في سوق لعيد الميلاد في برلين لإسقاط الزعيمة الألمانية من عليائها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com