كيف توظف إسرائيل الأوضاع في حلب السورية لـ"تبييض" سُمعتها دوليا؟
كيف توظف إسرائيل الأوضاع في حلب السورية لـ"تبييض" سُمعتها دوليا؟كيف توظف إسرائيل الأوضاع في حلب السورية لـ"تبييض" سُمعتها دوليا؟

كيف توظف إسرائيل الأوضاع في حلب السورية لـ"تبييض" سُمعتها دوليا؟

يزعم ضباط وجنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن لديهم دوافع كبيرة ورغبة في القتال في مدينة حلب السورية، مبررين ذلك بأن مذابح خطيرة تُرتكب بحق المدنيين السوريين، بواسطة نظام بشار الأسد والميليشيات الشيعية الموالية له، فضلا عن القوات الروسية.

ويقود ضابط إسرائيلي برتبة مقدم حملة، سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء عليها اليوم الخميس، يقول أن هدفها هو حشد ألف ضابط وجندي بجيش الاحتلال الإسرائيلي للقتال في حلب، دون أن يحدد الجهة التي سيقاتل إلى جوارها، مشيرا إلى أن عشرات الجنود والضباط أعربوا عن استعدادهم لخوض ما وصفها بـ"المغامرة".

وتحمل الدعوة التي يقودها المقدم بالاحتياط إيريز إيشيل، هدفا يبدو للوهلة الأولى وأنه يحمل أبعادا إنسانية، ويطالب ضباط الجيش الإسرائيلي بالانضمام إليه والعمل على التوجه إلى سوريا بهدف منع المذابح التي يجري الحديث عنها في حلب، بعد أن أعلن النظام السوري سيطرته الكاملة عليها من أيدي قوى المعارضة.

وتخفي دعوة إيشيل، والذي تبين أنه ناشط بارز ينتمي لتيار يطلق عليه "اليمين الجديد" محاولات للإيحاء أمام العالم بأن الجيش الإسرائيلي يحرص على البُعد الإنساني والمعايير الأخلاقية، ومن ثم الترويج لهذه المزاعم دوليا، بما يخدم موقف إسرائيل خارجيا، ويدعم رواياتها حين يرتكب جنودها جرائم بحق الفلسطينيين، كان آخرها ما قام به الجندي الإسرائيلي إليئور آزريا، حين أعدم بدم بارد شابا فلسطينيا في الخليل، في آذار/ مارس الماضي، ويعمل الجيش على تبرئته أمام ساحات القضاء.

وأطلق إيشيل عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تلك الحملة، وكتب تدوينه جاء فيها أن أشقاءنا الأبطال، وجدنا إبراهيم، لم يخش التدخل في حرب الأربعة ملوك... فهل ينبغي علينا أن نحشد ما لا يقل عن 1000 ضابط مقاتل على قوة الاحتياط، ممن لديهم الخبرة والتدريب، بحيث يقود كل منا 30 إلى 100 مقاتل".

ودعا في تدوينته إلى التجمع يوم الأحد المقبل أمام مقر حكومة بنيامين نتنياهو أثناء انعقاد اجتماعها الأسبوعي، من أجل توصيل رسالة مفادها كما ورد في التدوينه "سيدي رئيس الحكومة... نحن على استعداد للذهاب إلى الحرب، والآن، في حلب السورية، نحن مستعدون لأن نقتل ونُقتل، من أجل وقف المذابح بحق النساء والأطفال، والتي يرتكبها المجرمون الطغاة تحت قيادة الأسد"، طبقا لما كتب إيشيل.

وحظيت هذه التدوينة بمئات المشاركات، وأعرب العشرات من المشاركين والمعلقين استعدادهم للانضمام لتلك المغامرة، معربين عن عزمهم السير وراء الدعوة حتى بدون تفكير، من أجل هذا الهدف.

وقال أحد المشاركين في الحملة "يمكننا الذهاب إلى حلب، ولكن في هذه الحالة لنجهز ألف ضابط ولنذهب إلى اليمن، حيث يقتل الحوثيون المواطنين الأبرياء أيضا، وألفا إلى مصر لمساعدة الأقباط الذين يتم ذبحهم منذ عقد، وعلينا أن نرسل ألفا إلى ليبيا وألفا إلى جنوب السودان، هناك حيث يذبح المتمردون المسيحيين في القرى المُسلمة"، على حد قوله.

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها إسرائيليون بالقتال في سوريا، ولكن المرة الأولى كانت متعلقة بالدروز الإسرائيليين، والذين طالبوا حكومة بلادهم العام الماضي بالسماح لهم بالقتال إلى جوار أشقائهم من دروز سوريا، في أعقاب استشعارهم أنهم يواجهون تهديدات محددة من قبل تنظيمات متشددة، لكن سرعان ما تبين أن لدى إسرائيل تفاهمات محددة، حصلت بمقتضاها على وعود من هذه التنظيمات بأن الدروز ليسوا هدفا، وهو ما حدث بالفعل.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com