تخيّل لو أن ابنتك أو أختك المحجبة تعيش في نيويورك بعهد ترامب.. اقرأ وابتئس
تخيّل لو أن ابنتك أو أختك المحجبة تعيش في نيويورك بعهد ترامب.. اقرأ وابتئستخيّل لو أن ابنتك أو أختك المحجبة تعيش في نيويورك بعهد ترامب.. اقرأ وابتئس

تخيّل لو أن ابنتك أو أختك المحجبة تعيش في نيويورك بعهد ترامب.. اقرأ وابتئس

دعك من كل التكهنات السياسية عما يمكن أن تُحدثه الإدارة الأمريكية الجديدة تحت رئاسة دونالد ترامب من تغييرات في الشرق الأوسط. فهذه أمور مرهونة بأوقاتها والأطراف السياسية العربية التي ستتعامل معها في ظروفها. ثم أن كل الصحفيين العرب خاضوا بهذه الأمور وأشبعوها تكهنات.

دعك من كل ذلك، وأسأل عن أقاربك هناك، أوتخيّل أن لك أقارب نساء  محجبات في نيويورك فيما انت تقرأ هذا التقرير الذي نشره مساء أمس الثلاثاء، موقع "ديلي بيست"، واسع النفوذ والانتشار، وهو الموقع الذي لا يمكن أن يخطر ببال أحد أنه محسوب على العرب أو المسلمين، ليدافع عنهم في حق نسائهم ارتداء الحجاب، بحسب المعتقدات الأمريكية نفسها.

3 حوادث في أسبوع وبمدينة واحدة

التقريرالذي أعده الموقع الأمريكي بعنوان "بطلات محجبات في مواجهة كارهين من محبي ترامب"،  يعيد رواية ثلاثة حوادث كانت اوردتها وكالات الأنباء العالمية، ويرويها موقع ديلي بيست بالتفاصيل كظاهرة تكررت ثلاث مرات خلا ل أسبوع ، وفي مدينة واحدة .

ويذكر الموقع: "صباح يوم الاثنين الماضي، وفيما كانت احدى موظفات سلطة النقل في مدينة نيويورك متوجهة للعمل، وهي ترتدي الحجاب، وبعد أن دخلت محطة القطار تحت الأرض في منهاتن، تتبّعها رجل ليعترضها بالقول: ليس لك أن تعملي في هذه المدينة. أنت إرهابية. وكان صوته مسموعاً لمن حولها".

ويتابع الموقع الأمريكي: "وقبل ذلك بيومين، مساء السبت الماضي كانت فتاة تعمل ضابط شرطة، تمشي خارج الدوام وهي مرتدية حجابها. تركت ابنها ينتظرها وذهبت لتركن السيارة في الكراج. ولدى عودتها وجدت رجلاً  يجرّكلبا ويتحرش بابنها قائلا له: إرجع الى بلدك. ثم يلتفت للام قائلاً بصوت مسموع: سأجزّ رقبتك ايتها الداعشية الساقطة. ثم يرخي الرجل رباط الكلب وينهره قائلاً: عندك إياها. الحقها". ويضيف محرر تقرير الديلي بيست: "لكن الكلب كان اكثر منطقاً وتعقلاً من صاحبه فلم يفعل ما امره به".

"وقبل ذلك، يوم الخميس الماضي، كانت طالبة جامعية (18 سنة) ترتدي حجاباً مع ملابس أنيقة. وفيما هي تستقل المترو، تتبّعها ثلاثة رجال سكارى وهم يصرخون خلفها بصوت مسموع للجميع: "دونالد ترامب. دونالد ترامب. دونالد ترامب". ثم لم يلبثوا أن اقتربوا منها وحاصروها. أحدهم قال لها بصوت مسموع: "انت ايتها (.....) الإرهابية اذهبي الى جهنم، خارج هذا البلد. انت لا تنتمين إلينا هنا". ثم شدّوا وقطعوا حقيبة يدها. بدورها أجابتهم: رجاء من فضلكم أن تتركوني لوحدي. فردوا عليها بضحك ساخر، وتتبعوها وهي تحاول أن تهرول بعيداً عنهم، غير أنهم لاحقوها وشدّوا حجابها، قائلين: انزعي هذه الخرقة عن رأسك".

الصحفي كاتب التحقيق أضاف أن ما جعل المشهد كابوسياً هو أن أياً من الذين كانوا في القطار لم يحاولوا مساعدتها، تابعوا ما حدث وأشاحوا بوجوههم دون ان يتلفظ احدهم  بكلمة مساعدة لها.

البنت المحجبة، كما يقول التقرير، نشرت بعد ذلك على صفحتها في الفيسبوك أن "ما يكسر قلبي هو أن الناس لم يتدخلوا وكأن الأمر لا يعنيهم  فيما يشاهدون التحرشات اللفظية والجسدية من طرف أولئك الخنازير المقرفة".

الحادثة الأولى كما يقول التقرير، حصلت مع الطالبة ياسمين سويد التي ذكرت بأن "طريقة استخدام المتحرشين لاسم دونالد ترامب تؤكد لي انني مهما كنت مثقفة ومتأمركة فإنهم لا يرونني أمريكية". وأضافت ياسمين في تعليق آخر لها: "أمريكا ترامب شيء حقيقي شاهدته ليلة أمس المرعبة". وتابعت: "دعونا نقف صامدين ولا نسمح لأحد ان يغتصب حقوقنا".

أما ضابطة الشرطة المحجبة، وفق القصص التي أوردها تقرير "ديلي بيست"، فهي السيدة أمل السكري (34 سنة). ويستذكر التقرير كيف أن أمل أثبتت قبل عامين أنها "مواطنة أمريكية عظيمة" وهي تنفذ مأموريات خطرة يشهد لها زملاؤها في الشرطة عندما اقتحمت نيراناً مشتعلة لانقاذ طفلة كانت تصرخ وسط حريق، وأنقذت سكان عمارة بشجاعة فائقة.

ويقول التقرير أن أمل السكري انضمت للشرطة بعد حوادث 11 سبتمبر لتثبت للجميع أن قتل الأبرياء في ذلك الحادث مخالف للشريعة الإسلامية، ونشرت صورتها على الفيسبوك باللباس الرسمي للشرطة لتؤكد تلك القناعة للجيمع.

واليوم بعد 15 سنة ورغم كل الذي قدمته امل السكري، كما يضيف التقرير، تجد نفسها أمام شخص يستكثر عليها أن تعيش في نيويورك، ويأمر كلبه أن يهجم عليها. هي بدورها لم تشأ تصعيد المشكلة وعرضها على الشرطة بل اكتفت بتجاهل الإساءة الجارحة. لكن الشرطة استطاعت العثور على الشخص الذي تحرش بها وحكمت عليه بغرامة 50 ألف دولار.

أنا من طرفي لم أُعلق على التفاصيل التي أوردها الموقع الإخباري الأمريكي الرصين. كل ما فعلته انني تخيّلت لو أن لي شقيقة أو بنتاً محجبة اضطرتها الظروف أن تسكن نيويورك في عهد دونالد ترامب. أنا اكتأبت لكنني لا أحقد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com