كيف تفاعل الأتراك مع دعوة أردوغان لدعم الليرة؟
كيف تفاعل الأتراك مع دعوة أردوغان لدعم الليرة؟كيف تفاعل الأتراك مع دعوة أردوغان لدعم الليرة؟

كيف تفاعل الأتراك مع دعوة أردوغان لدعم الليرة؟

أثارت دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن حضّ الأتراك على تحويل العملات الأجنبية التي يملكونها إلى الليرة التركية والذهب، بهدف إنقاذ العملة التركية، جدلًا واسعًا بين مؤيد ومنتقد لهذه الدعوة.

ففي الوقت الذي بدأ مؤيدو أردوغان بتطبيق دعوته والترويج لها، انتقد معارضوه الدعوة ووجهوا للحكومة ولسياساتها الاقتصادية انتقادات لاذعة.

وكان أردوغان قال الجمعة الماضية في كلمة متلفزة بأنقرة: "من يملكون عملات أجنبية مخبأة تحت الوسادة، عليهم تحويلها إلى ذهب وإلى الليرة التركية، لكي تصبح الليرة أكثر قيمة، ويصبح الذهب أكثر قيمة".

تأتي تصريحات الرئيس التركي في وقت تشهد فيه الليرة كل أسبوع تراجعا قياسيا أمام الدولار، بسبب الغموض السياسي وتوتر الوضع الأمني، في حين تدهور سعر صرف الليرة التركية وبلغ أدنى مستوى له مقابل الدولار، إذ وصل سعر صرف الليرة التركية إلى 3.5 ليرة لكل دولار، وخسرت بذلك 0.3% من قيمتها في 24 ساعة.

في هذا الصدد، أطلق مغردون أتراك مؤيدون لأردوغان وسما تحت عنوان (#BozDoları)، يدعو إلى تحويل الدولار للعملة المحلية، في الوقت الذي لقي فيه الوسم تفاعلا  كبيرا بين الكثير من المغردين، الذين علقوا قائلين: "لنفسد اللعبة ولنبع العملات الأجنبية".

خطوات عملية لدعم الليرة

من ناحيتهم، عمد بعض التجار إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم الحملة، إذ أعلن تاجر زجاجيات شهير في مدينة أفيون كاراحصار، أنه سيمنح هدية لكل من يقوم بتحويل 300 دولار من البنك شريطة أن يُحضر إيصال العملية البنكية.

وفي بلدة "تكيرداغ" تعهد أحد المطاعم بتقديم الطعام مجانًا لكل من يقوم بتحويل 300 دولار إلى الليرة التركية.

بينما أعلنت فرقة "أنكا جروب" للموسيقى الصوفية، إحياءها حفلات الزفاف مجانًا لكل من يقوم بتحويل الدولارات إلى العملة المحلية.

معارضة وانتقادات لاذعة

لكن في الوقت الذي يدعم فيه مؤيدون الحملة؛ يرى معارضون أن تراجع سعر صرف الليرة، ناجم عن "السياسات الخاطئة" لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ووجهت المتحدثة باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة، سلين سايك بوكا، انتقادات لاذعة لدعوة المواطنين بيع الدولار، الأمر الذي أحدث صدى واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت بوكا في تعليقها، إن "كل تركيا تعلم كيف تم العثور على الدولارات التي خبؤوها بصناديق الأحذية في إطار تحقيقات الفساد والرشوة العام 2013، تفضلوا وبيعوا تلك الدولارات أولا".

ويستعمل المعارضون لسياسة الحكومة عبارة "صناديق الأحذية" كإشارة رمزية إلى الاتهامات الموجهة من قبلهم، التي تفيد بضبط الشرطة مبلغ 4.5 مليون دولار داخل صناديق الأحذية الفارغة في منزل مدير "خلق بنك" المملوك للدولة خلال تحقيقات الفساد، التي طالت مسؤولين بارزين في الحكومة نهاية العام 2013.

قرارات مالية

أعلنت بورصة إسطنبول أنها قررت تحويل كافة موجوداتها السائلة إلى ليرة تركية دعمًا لنداء الرئيس، رجب طيب أردوغان.

وإدراكا منه للقلق الذي أثاره تدهور قيمة الليرة التي فقدت 10% من قيمتها، تدخل البنك المركزي ورفع سعر الفائدة الرئيسية 50 نقطة بعد فترة طويلة من خفض الفائدة.

إلا أن العملة لم تشهد سوى ارتفاع طفيف وعاودت الهبوط بسبب المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية في تركيا، من بينها سعي الحكومة إلى توسيع سلطات أردوغان إضافة إلى تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

مجلس التنسيق الاقتصادي

واجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين في إطار مجلس التنسيق الاقتصادي للمرة الثالثة في أسبوعين.

 وجاء في بيان بعد الاجتماع أنه تم اتخاذ قرار باعتماد تدابير عدة لدعم الإنفاق العام والقطاع المالي والمصرفي وأسواق العقارات والعمل.

ولم يتم الكشف عن أي معطيات حول هذه التدابير التي ستعلن الأسبوع المقبل بعد دراستها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com