كيف تنظر إسرائيل لامتلاك حزب الله معدات عسكرية وأسلحة أمريكية الصنع؟
كيف تنظر إسرائيل لامتلاك حزب الله معدات عسكرية وأسلحة أمريكية الصنع؟كيف تنظر إسرائيل لامتلاك حزب الله معدات عسكرية وأسلحة أمريكية الصنع؟

كيف تنظر إسرائيل لامتلاك حزب الله معدات عسكرية وأسلحة أمريكية الصنع؟

تنشغل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حاليًا بمحاولة الإجابة عن سؤال يتعلق بكيفية حصول ميليشيات حزب الله اللبنانية على معدات عسكرية أمريكية الصنع.

وتمّ الكشف عن هذه المعدات  خلال عرض عسكري في منطقة القصير جنوب غرب محافظة حمص السورية، حيث تضمنت مدرعات ودبابات وناقلات جند.

وعكس مراقبون ومحللون إسرائيليون مدى الاهتمام الإسرائيلي بالعرض العسكري الذي نظمته الميليشيات الشيعية في سوريا، معتبرين أن الحديث يجري عن نموذج قد يرسم صورة أولية لطبيعة الحرب القادمة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والتي يمكنها أن تندلع هذه المرة عند المناطق الحدودية بين سوريا و إسرائيل في الجولان المحتل.

وكشفت المنظمة اللبنانية مؤخرا خلال ما تشبه تظاهرة لاستعراض القوة، أن لديها ناقلات جند أمريكية من طراز "M113"، تم تركيب مدافع رشاشة ثقيلة مضاد للطائرات عليها، هذا بخلاف المعدات الروسية، والتي تشمل مدرعات من طراز "BMP" ودبابات "T5" التي يستخدمها الجيش السوري النظامي.

ونقل موقع "ديبكا" الإسرائيلي عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن ثمة احتمالا كبيرا أن تكون تلك المعدات العسكرية الأمريكية والأسلحة الأخرى التي وصلت إلى حزب الله، هي نفسها المعدات التي شملتها المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني.

وأضاف أن الصيف الماضي شهد تنظيم حفل في ميناء بيروت، تم خلاله تسليم الجيش اللبناني أسلحة أمريكية تقدر بقرابة 220 مليون دولار، مشيرا إلى أن هذه القيمة تخص عام 2016 وحده، ما يعني أن الحديث يجري عن المزيد من الأسلحة الأمريكية التي وصلت أو ستصل بالطريقة ذاتها.

وتختلف تقديرات الموقع الإسرائيلي مع تقديرات أخرى أوردتها وسائل إعلام ومنظمات حقوقية عربية، رأت أن هناك مصدرا محتملا لتلك المعدات والأسلحة الأمريكية، وهو ما تركه جيش لبنان الجنوبي، الذي تأسس بدعم إسرائيل منتصف سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتفكك عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الجنوبية اللبنانية العام 2000.

لكن مصدر المعدات الأمريكية في حد ذاته لم يعد الإشكالية الأساسية حاليا، على الرغم من أن الاتهامات الإسرائيلية بشأن حصول حزب الله عليها من الجيش اللبناني يشكل خطورة كبيرة، ويتناسب مع الحالة العامة التي تعكسها وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ انتخاب الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون، أواخر الشهر الماضي، وتأكيده  فور توليه مهام منصبه على أن لبنان لن يكون مرهونا لأي بلد آخر، موجها رسائل تحذيرية للحكومة الإسرائيلية، فيما لم يتوقف المحللون والمراقبون الإسرائيليون عن وصفه بأنه حليف حزب الله.

وتوحي تلك النزعة بأن الحديث يجري عن خطة إسرائيلية يتم تنفذيها بشكل تدريجي، تتعلق ببدء تحميل الجيش اللبناني والدولة اللبنانية ومؤسساتها المسؤولية عن أي توتر عسكري بينها وبين حزب الله.

وذلك بحيث تصبح الحرب القادمة، حال اندلاعها، ضد لبنان بجميع مؤسساته، بما في ذلك الجيش اللبناني، وهو ما كان العديد من القادة العسكريين الإسرائيليين قد أكدوا عليه العام الماضي، وقالوا إن إسرائيل لن تفرق بين حزب الله والجيش اللبناني في الحرب المقبلة.

وطرح يارون فريدمان، محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" سؤالا يرتبط بنفس المسار، وعلى خلفية العرض العسكري الذي نظمته ميليشيات حزب الله، وهو "هل عزز التواجد الروسي في سوريا من قدرات حزب الله أم لعله أضعف المنظمة اللبنانية؟".

وقدر فريدمان أن حزب الله يتعامل مع الحرب السورية على أنها تدريب عملي على الحرب الشاملة ضد الجيش الإسرائيلي، ورصد مسألة المعدات الأمريكية والروسية والزي العسكري الذي يرتديه مقاتلو المنظمة اللبنانية، والعرض الذي نظم في منطقة القصير، معتبرا أن كل ذلك مجرد نموذج مصغر لطبيعة الحرب المقبلة، والتي ستكون ضد منظمة تتبع أسلوب حرب العصابات، لكنها بدت أقرب لجيش نظامي واكتسبت خبرات كثيرة في سوريا.

وحاول المحلل المتخصص في الشؤون العربية ثبر غور، الرسائل التي أرادت منظمة حزب الله توصيلها، والمغزى من وراء العرض العسكري الذي نظم الجمعة الماضي في سوريا بالنسبة للجيش الإسرائيلي، مشيرا أن هذا العرض أظهر حزب الله أبعد عن كونه تنظيما إرهابيا أو مجموعات تنتهج أسلوب حرب العصابات أو حتى ميليشيات مسلحة، مشيرا إلى أن الحديث يجري هنا عن جيش أصبح لديه تسليح أمريكي وروسي ثقيل.

وفي وقت تساءل البعض عن أسباب عدم قيام الجيش الإسرائيلي بهجوم استباقي ضد حزب الله خلال تنظيم العرض، على اعتبار أنه كان بمقدروه تبرير ذلك بأن ما حدث يشكل تهديدا مباشرا للأمن الإسرائيلي، ويتجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشكل مسبق، بشأن الأسلحة والمعدات التي تصل المنظمة اللبنانية، يبدو أن الإجابة عن سؤال فريدمان ستميل إلى التأكيد على أن التواجد الروسي أسهم بالفعل في منح غطاء استراتيجي لصالح المنظمة اللبنانية.

وحذرت إسرائيل مرارا وتكرارا من حصول حزب الله على سلاح روسي متقدم، لا سيما وأن الحديث يجري حاليا عن قوتين متحالفتين ضمن محور يعمل لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأبلغت موسكو بتلك المخاوف.

 فيما رأى خبراء إسرائيليون في وقت سابق، أن القوات الروسية في سوريا تضع ضمن أولوياتها منع حزب الله من تشكيل جبهة عسكرية ضد إسرائيل في القسم السوري من الجولان.

ويتهم فريدمان ما يعتبرها مصادر فاسدة بالجيش اللبناني بييع السلاح الأمريكي لحزب الله، ولكنه اهتم بنقل بيان صادر عن متحدث باسم المؤسسة العسكرية اللبنانية، كان قد نفى أن تكون تلك المعدات قد وصلت حزب الله بهذه الطريقة.

 ولكن المحلل الإسرائيلي تساءل أيضا "لماذا حرص الجيش اللبناني على النفي السريع؟"، وقال إن ثمة احتمالات بأن أجهزة استخباراتية على علم بالمسار الذي وصلت عبره المعدات الأمريكية لحزب الله، وأن هذا هو السبب وراء القرار السعودي بوقف دعم الجيش اللبناني، وهو قرار كان قد صدر العام الماضي.

وتقدر مصادر إسرائيلية أن حزب الله أوصل رسالة للحكومة في القدس المحتلة، بأنه لم يعد يخشى تنظيم مثل هذه العروض العسكرية علنا وفي وضح النهار، مستغلا الغطاء الروسي، والدفاعات الجوية التي نصبتها القوات الروسية وتستهدف أية مقاتلة أجنبية.

 لا سيما بعد أن تلقت إسرائيل تحذيرا في الأسابيع الأخيرة بأن القوات الروسية لن يكون لديها الوقت الكافي للتحقق من هوية المقاتلات التي قد تتسلل للمجال الجوي السوري. وبذلك يعد العرض العسكري لحزب الله هو أول ثمار نشر القوات الروسية لمنظومة S300 في المنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com