ترامب يلقن مراكز الأبحاث والاستطلاعات والنخب درسا قاسيا.. "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"
ترامب يلقن مراكز الأبحاث والاستطلاعات والنخب درسا قاسيا.. "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"ترامب يلقن مراكز الأبحاث والاستطلاعات والنخب درسا قاسيا.. "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"

ترامب يلقن مراكز الأبحاث والاستطلاعات والنخب درسا قاسيا.. "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"

في مؤشر قاس على جهل مراكز الأبحاث والنخب بالتغيير العميق الذي حدث في المجتمعات الغربية، أحدث المرشح الجمهوري دونالد ترامب بوصوله إلى البيت الأبيض تحولا دراماتيكيا حادا في مسار التوقعات والاستطلاعات التي كانت تؤكد فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

"إعصار ترامب"، وصف جديد دخل، للتو، قاموس النخب والمحللين السياسيين في محاولة للتخفيف من خطل التنبؤات التي روجوا لها طيلة أشهر سبقت الحملة الانتخابية، التي عدت الأكثر "صخبا وعنفا"، وهو عنوان الرواية الأشهر لمواطن ترامب، الكاتب الراحل وليم فولكنر.

والمفارقة التي أثبتت إفلاس تلك التحليلات أن ترامب لم يفز بفارق ضئيل، وإنما نال أصواتا من المجمع الانتخابي تفوق بكثير الأصوات التي يحتاجها للفوز، وهو 270 صوتا.

وفور فوز ترامب الصاعق خرجت تحليلات جديدة تحاول تفسير هذه "المفاجأة الثقيلة"، إذ رجح دبلوماسيون غربيون أن هذا الفوز هو بمثابة احتجاج على ولايتين باهتتين للرئيس بارك أوباما، من جهة، وهو، كذلك، تعبير شعبي كاسح عن الحنين إلى زمن رعاة البقر، أو الكابوي الأمريكي الذي يشهر مسدسه لينقض على خصمه بغمضة عين.

وزاد بعض الخبراء، أن الفضائح الجنسية التي لاحقت ترامب، يبدو أنها جاءت بمفعول عكسي، إذ وجد الناخب الأمريكي في هذا التهور الجنسي لترامب، رمزية تلمح إلى "مركزية" بلاد العم سام، كدولة عظمى تطمح الى أمجاد غائبة، قد ينجح ترامب الطائش في استعادتها.

وحرص ترامب، رغم كل هفواته خلال حملته الانتخابية، على مخاطبة وجدان الناخب الأمريكي، وغذى لديه نزعة "التفوق" تجاه باقي شعوب العالم، ونزعة التعالي" تجاه الأقليات في أمريكا.

ولم يغب عن بال المراقبين عقد مقارنة بين تصويت الأمريكيين لترامب، وتصويت البريطانيين، قبل أشهر، لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، والذي مثل، بدوره، ضربة لتوقعات النخب الرزينة، التي تدرس الظواهر في أبراجها العاجية، فيما تبدد حرارة الواقع المعاش تلك التحليلات عند أول اختبار.

وشدد الدبلوماسيون، في سعيهم لتحليل ظاهرة ترامب، على ضرورة عدم إغفال المد الإسلامي المتطرف، الذي أعلن ترامب محاربته، بلا هوادة، لدرجة تعهد فيها بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة في حال فوزه بالرئاسة.

ويعلق المراقبون أن كياسة هيلاري كلينتون وعقلانتيها أخفقتا في التأثير على مزاج الناخب الأمريكي الذي اختار مرشحا فظا مناسبا لاضطراب هذا العالم، وكأن ترامب وأنصاره كرسوا بذلك مقولة عربية شائعة تفيد "خذوا الحكمة من أفواه المجانين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com