الدفاع المدني: مقتل 17 شخصا بضربة إسرائيلية في البريج بغزة
رأى محلل فرنسي متخصص في القضايا السياسية أن زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان باتت في موقف قوة، وهي تستغل الوضع السياسي الحالي لمضاعفة حظوظها في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027.
وطرح ريتشارد ويرلي، المحلل والمتخصص في القضايا السياسية والحاصل على درجة الماجستير من جامعة "ساينس بو" بالعاصمة باريس، سؤالين في صحيفة "بليك" الفرنسية، هما: ما الموقف بالنسبة للمرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية، التي هُزمت مرتين متتاليتين أمام إيمانويل ماكرون، في انتخابات 2027؟ وهل أصبح نجاح حزبها "التجمع الوطني "غير قابل للتوقف؟".
واعتبر ويرلي أن مارين لوبان، البالغة من العمر 56 عامًا، في موقف قوة، ولا تتردد في استغلاله في هذه الفترة السياسية غير المسبوقة في فرنسا.
مستقبل بارنييه
وأضاف "هي تدرك جيدًا أن مستقبل رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه، يعتمد بشكل كبير على موقف حزبها، "التجمع الوطني"، إذ يُعتبر من خلال نوابه الـ 126، القوة الأولى في الجمعية الوطنية (البرلمان)، رغم أنه بعيد من الأغلبية المطلقة المتمثلة في 289 نائبًا.
ومع ذلك، فإن حزبها في موقع حاسم يتيح له تقرير مصير التصويت على أي اقتراح بحجب الثقة تجاه الحكومة، والذي قد يؤدي إلى استقالة رئيس الوزراء الجديد.
ونتيجة لهذه المعادلة السياسية الجديدة في فرنسا، الناجمة عن الانتخابات التشريعية المبكرة أصبحت مارين لوبان زعيمة حزب مرغوبة، ولا يمكن تهميشها بأي حال من الأحوال، والمفارقة هي أن حزبها، الذي كان ضحية تحالف بين جولتي الانتخابات، أصبح الآن في صدارة المشهد السياسي.
وأِشار المحلل السياسي إلى أن الجميع يتساءل عن كيفية تصويت حزبها في المستقبل، فبعض المعلقين يرون أن هناك تحالفًا سريًا قد تم بين لوبان ورئيس الجمهورية، بينما يعتقد آخرون أن ميشيل بارنييه، البالغ من العمر 73 عامًا، "تحت مراقبة" التجمع الوطني.
وباختصار، فإنّ النواب الـ126 للتجمع الوطني، هم محور اللعبة السياسية، رغم انسحاب جميع الأحزاب السياسية الأخرى لمنعهم من الفوز بصناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأخيرة.
وبين أنه في يوم الأحد 8 سبتمبر، في هينين بومونت، معقلها الانتخابي شمال فرنسا، قدمت لوبان، المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية لأعوام 2012 و2017 و2022 (والتي هُزمت في الجولتين الأخيرتين أمام إيمانويل ماكرون)، أولى ردودها.
وأوضحت أنها لم توافق على حكومة يقودها ميشيل بارنييه، رغم ترحيبها باختياره رئيسًا للوزراء بدلاً من رئيس حكومة من اليسار. كما أكدت أن حزب التجمع الوطني ليس جزءًا من أي "ائتلاف صامت" قد يسمح لماكرون بمواصلة حكمه حتى نهاية ولايته الثانية.
لكن لوبان تعتزم المضي قدمًا في طريقها، مع توجيه واضح لأنصارها: الظهور بشكل أفضل، والتركيز على تعزيز الاحترام، والاستفادة من غضب الفرنسيين تجاه قضايا مثل انعدام الأمن والهجرة وعدم الاستقرار الاقتصادي الناجم عن تدهور القوة الشرائية.
الطريق إلى الإليزيه
والسؤال الأساسي، كما يقول الكاتب، عما إذا كانت مارين لوبان ستتمكن من استغلال السنوات الثلاث القادمة لكسر السقف الزجاجي الذي حال دون فوزها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية حتى الآن، فهل ذلك ممكن في 2027؟
وأضاف "الإجابة نعم، وفقًا لجميع استطلاعات الرأي الحالية، خاصة أن حزبها، بفضل موارده المالية الجديدة الناتجة عن نتائجه الانتخابية الممتازة، سيكون قادرًا على تعزيز قوته واكتساب الخبرات وحتى المواهب التي يفتقر إليها، والفترة من 2024 إلى 2027 قد تكون منصة انطلاق نحو هدفها النهائي: الوصول إلى قصر الإليزيه.
ويؤكد ويرلي أن هناك عنصريْن سلبييْن قد يعترضان طريق لوبان نحو الرئاسة: الأول هو رئيس الوزراء الجديد ميشيل بارنييه، إذا نجح في تفادي اقتراح سحب الثقة وتمكن من الحكم، فهذا السياسي المخضرم قد يصبح مرشحًا جادًا لخلافة ماكرون.
أما العنصر الثاني فهو احتمال تعثر لوبان في الأشهر القادمة، ومن بينها محاكمة حزبها، التي تبدأ في 30 سبتمبر، بتهمة اختلاس الأموال العامة، وقد يتم الحكم بعدم أهليتها للترشح إذا أدينت؛ ما قد يبعدها عن السباق في 2027.