الرفض أوالإقامة المتسامحة.. أوروبا تشدد إجراءات منح اللجوء للعرب

الرفض أوالإقامة المتسامحة.. أوروبا تشدد إجراءات منح اللجوء للعرب

 يقابل بعض الأشخاص الطالبين حق اللجوء في أوروبا رفض طلباتهم لأسباب عديدة تتنوع بين تقديمهم معلومات كاذبة أو انخراطهم بنشاطات مسلحة أو إرهابية، أو ربما لاعتبار بلدانهم الذين أتوا منها بلادًا آمنة.

وفي بعض الأحيان يصدر بحقهم تصريح منع الترحيل المؤقت "دولدونغ" أو ما يسمى الإقامة المتسامحة، وهي إقامة تمنح للأشخاص الذين يجب ترحيلهم، لكن ترحيلهم غير ممكن حالياً بسبب عوائق الترحيل أو أسباب أخرى مثل المرض أو فقدان الأوراق.

وزادت الحالات التي يتلقى فيها المهاجرون العرب هذا المصير بسبب جعل إجراءات القبول أكثر صعوبة في الدول الأوروبية مؤخراً، خاصة بعد اعتبار العديد من الدول الأوروبية دولاً عربية مثل العراق وليبيا وسوريا دولاً آمنة.

أخبار ذات صلة
اتفاق بريطاني فرنسي للحد من عبور المهاجرين عبر "المانش"

لائحة دبلن

وأكثر الحالات الشائعة بين العرب هي حصول اللاجئ على حق اللجوء في إيطاليا على سبيل المثال، ثم سفره إلى ألمانيا وطلب اللجوء، وهنا تطبق ألمانيا "لائحة دبلن" لإعادته، ما جعل بريطانيا التي لم تعد دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي الخيار الوحيد لهؤلاء المهاجرين.

وقال عثمان أبو بلح (28 عاما) في حديث مع "إرم نيوز": "لم نعد نفهم السياسات التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي فهي غير واضحة وغير موضوعية، ونعاني مؤخرا من رفض طلب اللجوء دون ذكر الأسباب، كما لاحظنا مسألة تفضيل الأوكرانيين على العرب في قبول طلبات اللجوء".

وأضاف عثمان وهو لاجئ فلسطيني قدم إلى هولندا: "اعتبروني أتيت من بلد آمن لأنني قادم من الأردن، مع أنني فلسطيني الجنسية وأعتبر من أكثر الأشخاص الذين لهم الأحقية في الحصول على اللجوء".

وأردف الشاب: "عانينا على الطريق من ويلات الموت، وعندما وصلنا إلى المخيم هنا، رأينا الفوضى والفساد، وكيف يقوم المهربون بتسيير أعمالهم في المخيمات التي من المفترض أن تكون تحت إدارة الحكومة".

وتحدث عثمان عن انعدام الأمان والخوف المتزايد من شبكات المهربين في المخيمات، إضافة إلى الحوادث التي يتم تسجيلها في المخيمات.

لم نعد نفهم السياسات التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي فهي غير واضحة وغير موضوعية
لاجئ فلسطيني

وتابع: "بعد رفض طلب اللجوء، وكلت محامياً ليتابع أوراقي، لكنه أكد لي أن المسألة صعبة ولا أمل يلوح في الأفق، لأنهم اعتبروني أتيت من بلد آمن، والآن لا طريق أمامي سوى الانتظار".

"التهديدات انتهت"

وكانت وكالة الهجرة الفنلندية قد قالت في تقرير لها نشر مؤخرا، إن الأوضاع في العراق والصومال وأفغانستان أصبحت آمنة نسبيا، وإن التهديدات التي أجبرت الآلاف على ترك أوطانهم وطلب اللجوء إلى فنلندا، لم تعد موجودة.

وإضافة إلى قيام دول مثل المجر وصربيا وبولندا واليونان بتشديد إجراءاتها على الحدود، قام حرس الحدود البلغاري بإطلاق الرصاص الحي على لاجئين سوريين، حسب تسجيل مصور نشرته منظمة "لايت هاوس ريبورتس" الإعلامية الهولندية المستقلة.

التهديدات التي تجعل المهاجرين يتركون أوطانهم انتهت
وكالة الهجرة الفنلندية

إقامة متسامحة

وقالت بيلسان شيخ علي (27 عاما) وهي سورية حصلت على الإقامة المتسامحة لإرم نيوز: "رفض طلبي بحق اللجوء في ألمانيا لأن دولة ثانية في الاتحاد منحتني الحماية وهي رومانيا، ثم قامت السلطات الألمانية بمنحي "دولدونغ" لعدم امتلاكي وثائق صالحة للسفر".

وقامت بيلسان بتوكيل محام يتابع أوراقها بعد استنفادها كل طلبات الطعن وحقوق طلب اللجوء اللاحق، كما استغلت قرار الحكومة الألمانية بمنح الأشخاص الحاصلين على "دولدونغ" الحق في تعلم اللغة الألمانية والاندماج في سوق العمل الألماني.

رفض طلبي بحق اللجوء في ألمانيا لأن دولة ثانية في الاتحاد منحتني الحماية وهي رومانيا
لاجئة سوريه

وأضافت بيلسان شيخ علي: يتوجب علي الانتظار ستة أشهر للاستفادة من الامتيازات الأخيرة، في المقابل أعيش كابوسا يوميا من خطر فرض غرامات مالية علي أو زجي في السجن بعض الأحيان، ومثلي الآلاف، الذين لا يملكون سوى الانتظار لتعديل وضعهم".

وختمت الشابة حديثها: "ضيقوا الخناق علي، وحرموني من حقي باللجوء والحماية دون أي سبب يذكر، ودون تقديم أي تبريرات، ومثلي العشرات الذين رفضت طلباتهم ويقبعون تحت مصير الـ"دولدونغ" دون أي دراية بمستقبلهم".

أخبار ذات صلة
أمريكا تمدد حماية وضع المهاجرين حتى منتصف 2024 لست جنسيات

قافلة الهجرة تسير

ورغم ازدياد الأخطار والصعوبات على طرقات التهريب براً وبحراً، وتعقيد إجراءات قبول اللجوء في معظم الدول التي كانت تمنح تسهيلات في السابق، مازالت وتيرة المهاجرين مستمرة في الازدياد، بحثا عن مستقبل وحياة أفضل.

وبلغ عدد طالبي اللجوء في أوروبا أعلى مستوى له منذ ست سنوات في إيلول سبتمبر الماضي حسب وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي.

وكشف الوكالة عن تقديم ما يقارب 98000 طلب لجوء في إيلول، وأتت الجنسية السورية في المرتبة الأولى لمقدمي اللجوء، تلتها أفغانستان، ثم الهنود والبنغاليين والتونسيين والجورجيين والمغاربة والمصريين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com