إسرائيل قد تبدأ في النظر للحوثيين كخطر يهدد حركة الملاحة من وإلى إيلات
إسرائيل قد تبدأ في النظر للحوثيين كخطر يهدد حركة الملاحة من وإلى إيلاتإسرائيل قد تبدأ في النظر للحوثيين كخطر يهدد حركة الملاحة من وإلى إيلات

إسرائيل قد تبدأ في النظر للحوثيين كخطر يهدد حركة الملاحة من وإلى إيلات

جذبت التطورات الأخيرة في مضيق باب المندب، والتي تتعلق باستهداف الحوثيين لمدمرة أمريكية للمرة الثانية في غضون أربعة أيام قبالة سواحل اليمن، أنظار المراقبين والمحللين الإسرائيليين، والذين أكدوا أن عدم الاكتراث بتطورات الحرب اليمينية بلغ نهايته،وأن هناك خطرًا جديدًا يوشك أن يهدد سلامة حركة الملاحة من وإلى إسرائيل في البحر الأحمر.

وتسببت التطورات المشار إليها، فضلًا عن ردة الفعل الأمريكية، التي تمثلت في ضربات تعد الأولى من نوعها ضد أهداف تابعة للحوثيين، منها الرادار المستخدم في إطلاق الصواريخ صوب المدمرة الأمريكية، في اعتقاد هؤلاء بأنه على الحكومة الإسرائيلية أن تبدأ في النظر للحرب اليمنية بمنظور آخر، حيث أنها بدأت تشكل خطرًا على الملاحة الإسرائيلية.

ويشير إيهود يعاري، محلل شؤون الشرق الأوسط، في تحليله اليوم الخميس، بالقناة الإسرائيلية الثانية، إلى أن الحوثيين الذين يتلقون السلاح من إيران، والتدريب من خبراء منظمة حزب الله اللبنانية، أصبحوا يشكلون خطرًا يهدد السفن التي تشق طريقها من وإلى ميناء إيلات البحري أو قناة السويس المصرية، واصفًا التطورات الأخيرة بأنها "الخطر الجديد الذي يهدد البوابة الجنوبية لإسرائيل".

وأكد المحلل الإسرائيلي أنه لاحظ أن الاهتمام الإعلامي بالدولة العبرية بما يدور في اليمن لم يكن بالمستوى المنطقي، حيث تتعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الحرب اليمنية على أنها حدث هامشي، لكن التطورات الأخيرة أشعلت الضوء الأحمر، حيث أن خطر تلك الحرب بدأ يطل برأسه.

وذكر يعاري باستهداف سفينة المساعدات الإماراتية مطلع الشهر الجاري، قبل استهداف المدمرة الأمريكية "يو. إس. إس ميسون"، فضلًا عن اضطرار الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه رد عسكري استثنائي ضد جماعة الحوثي، معتبرًا كل ذلك دليلًا على أن الحوثيين المدعومين إيرانيًا ويتلقون تدريبات من حزب الله نجحوا في نشر صواريخ على الساحل اليميني تهدد سلامة الملاحة في مضيق باب المندب.

وطالب الحكومة الإسرائيلية بأن تبدأ في التحسب لإمكانية تهديد حركة الملاحة من وإلى ميناء إيلات البحري، وكذلك السفن القادمة من الجنوب والتي تعتزم التوجه إلى قناة السويس المصرية بهدف عبورها في اتجاه البحر المتوسط، لبلوغ ميناءي حيفا وأشدود.

وبين أنه طالما كان الحوثيون على استعداد لإعلان التحدي ضد الولايات المتحدة واستهداف مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية بصواريخ إيرانية على ما يبدو، فإن الأمر يعني عمليًا أنهم سيرغبون حتمًا في استهداف المصالح الإسرائيلية، هذا بخلاف أن القطع البحرية الإسرائيلية نفسها والتي تمر في تلك المنطقة ستكون مهددة بشكل صريح.

ودلل المحلل الإسرائيلي على كون الأمر غير مستبعد بأن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله" يستخدم الأسلوب الخطابي ذاته الذي يستخدمه الأمين العام لميليشيات "حزب الله" الشيعية اللبنانية حسن نصر الله، ولا يتردد في ترديد جملة "الموت لإسرائيل" في كل ظهور علني.

وكونت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" بعد شهور من بدء  العمليات العسكرية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي انطلقت تحت عنوان "عاصفة الحزم" في 26 آذار/ مارس 2015، انطباعًا بأن العمليات العسكرية والضربات الجوية بقيادة السعودية نجحت في تحييد القدرات الصاروخية الحوثية بشكل فعال، وأنه لم يعد بمقدور الجماعة المدعومة إيرانيًا امتلاك مواقع أو حصونا تشرف على البحر الأحمر، ويمكنها أن تهدد سلامة الملاحة البحرية في المنطقة، لا سيما حين أعلنت المملكة وقوات التحالف سيطرتها على جزيرة "بريم" عند مدخل المضيق.

لكن الواضح حاليًا أن الاستخبارات الإسرائيلية بصدد وضع تقديرات جديدة أو تحديث تلك التي كانت قد وضعتها بشأن الوضع العسكري الميداني، في ظل الإصرار الإيراني على دعم الحوثيين بما يضمن لهم عدم فقدان السيطرة الكاملة على مناطق إستراتيجية، قد تعني السيطرة عليها تهديد سلامة الملاحة في مضيق باب المندب.

وبحسب بعض التقارير، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثب التطورات في تلك المنطقة انطلاقًا من قاعدتها العسكرية "كامب لمونييه" في جيبوتي، والتي تضم مقر القيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية، وتعد قاعدة أساسية للطائرات الأمريكية الإستراتيجية دون طيار، والتي يتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية من قاعدة عسكرية في صحراء نيفادا.

وتفيد تقارير أن لدى الاستخبارات الإسرائيلية اهتمامًا كبيرًا بمراقبة حركة الملاحة في البحر الأحمر عبر أجهزة متطورة تعمل من محطة رصد استخباراتي تقع على إحدى القمم الجبلية في إريتريا.

ويعتقد خبراء في الدولة العبرية أن الحرب اليمنية أبعد عن نهايتها بكثير، وأن السعودية ربما توصلت إلى نتيجة بأنه من الأفضل لها وقف الغارات الجوية المستمرة منذ عام ونصف العام تقريبًا، وأن دولًا أخرى في المنطقة منها الإمارات العربية المتحدة فقدت الاهتمام بالملف اليمني، معتبرين أن الحوثيين في الغالب سيبقون جزءًا من المعادلة اليمنية، وربما يتحسن وضعهم الإستراتيجي ويمتلكون نقاطًا قريبة على الساحل.

ويرى مراقبون أنه في حال تعرض إحدى السفن أو القطع الحربية الإسرائيلية لهجوم حوثي لدى مرورها في منطقة باب المندب، فإن الحديث وقتها سيجري عن تطور كبير للغاية، قد يعني أن إسرائيل قد تصبح ضمن معادلة تلك الحرب حفاظًا على أمنها، لا سيما في ظل قلقلها الشديد من تعرض مصالحها الحيوية لمخاطر من هذا النوع، وتضرر حركة الملاحة من وإلى ميناء إيلات البحري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com