سعي مصري وإسرائيلي للتحرر من ربقة نظام الملاحة الفضائي الأمريكي (فيديو)
سعي مصري وإسرائيلي للتحرر من ربقة نظام الملاحة الفضائي الأمريكي (فيديو)سعي مصري وإسرائيلي للتحرر من ربقة نظام الملاحة الفضائي الأمريكي (فيديو)

سعي مصري وإسرائيلي للتحرر من ربقة نظام الملاحة الفضائي الأمريكي (فيديو)

لا يقتصر تراجع الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط على البُعدين السياسي والعسكري، أو على قدرة واشنطن على إملاء قواعد اللعب فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، أو بشأن ما يدور في سوريا وغيرها.

ومع سطوع القوة الروسية ومحاولات موسكو ملء الفراغ الأمريكي، يبدو أن أمريكا بصدد فقدان هيمنتها على إحدى الأدوات الأساسية للحروب الحديثة، في ظل مساع جيوش رئيسة بالمنطقة للتحرر من التبعية لنظام التوجيه والملاحة بالأقمار الاصطناعية "GPS"، والذي تديره وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".

وتابع المراقبون العسكريون القصف الروسي لمواقع تابعة لتنظيم "داعش" التشدد في سوريا من بحر قزوين، حيث أطلقت السفن الروسية 26 صاروخاً قطعت مسافة 1500 كيلومتر، وأصابت أهدافها بدقة، ما دفعهم لطرح تساؤلات حول إذا ما كانت منظومة التوجيه والملاحة الفضائية الروسية  "Glonass"بهذه الدقة المتناهية، مقارنة بنظيرتها الأمريكية.

وعدا عن التطبيقات والاستخدامات المدنية، يُستخدم النظامان في توجيه الطائرات والصواريخ والمعدات القتالية الحديثة، ما يعني أنه لم يعد هناك غنى عنهما إطلاقاً في الحروب الحديثة، وقد يمكن وصف إمكانية تشويش عملهما بالكارثي.

وتدور أقمار منظومة "غلوناس" الروسية، والبالغ عددها 24 قمراً صناعياً، حول الأرض خلال 11 ساعة و15 دقيقة، وتغطي مناطق لا تستقبل بها إشارات منظومة الملاحة الأمريكية "جي بي إس". فيما يعتمد نظام الملاحة الفضائية الأمريكي على قرابة 30 قمراً صناعياً تغطي أنحاء العالم. ويعد نظام "غلوناس" أكبر منافس للنظام الأمريكي.

مصر ونظام غلوناس

وشهدت السنوات القليلة الماضية توجه القاهرة نحو تنويع مصادر السلاح وتعزيز تعاونها العسكري مع العديد من دول العالم، وعلى رأسها روسيا وفرنسا. وتدل تلك النزعة على رغبة مصر في التخلص من التبعية للسلاح وللتكنولوجيا الأمريكية، وهو الأمر ذاته الذي قد ينطبق على استخدام نظم الملاحة الفضائية عسكريًا.

وتتجه القوات المسلحة المصرية للتعاون مع موسكو في هذا الصدد.

وتفيد تقارير بأن وزارة الدفاع المصرية وقعت مؤخراً بروتوكولاً للتعاون مع نظيرتها الروسية، لاستخدام  نظام الملاحة الروسي "غلوناس"، والذي يعد من وجهة نظر بعض الخبراء العسكريين أكثر دقة من نظيره الأمريكي.

وشهد الشهر الماضي -طبقاً لبعض التقارير- توقيع وزير الدفاع المصري الفريق صدقي صبحي على بروتوكول تعاون مع نظيره الروسي، بحيث تستطيع مصر استخدام نظام الملاحة العالمي الروسي، كبديل تنافسي لنظام الملاحة الأمريكي الشهير.

ويعتقد مراقبون، أنه من المتوقع أن يؤدي التوجه المصري نحو استخدام نظام الملاحة الفضائية الروسية إلى قيام دول عربية بخطوات مماثلة نحو التحرر من استخدام نظام "جي بي إس" الأمريكي عسكريًا.

مخاوف إسرائيلية

ويخشى الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على نفس منظومة الملاحة الأمريكية، أن تمتلك دول مثل إيران وغيرها، القدرة على تشويش عمل تلك المنظومة، ويتأهب منذ سنوات لتحرير نفسه من التبعية لنظام الملاحة الفضائية الأمريكية. حيث تضع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالاعتبار إمكانية وصول التكنولوجيا الروسية إلى منظمات مثل حزب الله أو حماس.

وتعتمد الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لتحديث الجيش على توسيع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة بشكل مكثف للغاية، وتقليص الاعتماد على العنصر البشري قدر الإمكان، وتعتقد أن هذا الأمر يحمل مخاطر في حال امتلكت دول أو منظمات معادية تكنولوجيا يمكنها تحييد تلك التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي تعمل فيه الدولة العبرية على تطوير منظومة دفاعية متعددة الطبقات، لمواجهة الخطر الصاروخي المحتمل، فضلاً عن استعدادها لتحديث أسطولها الجوي بالمقاتلات الأمريكية من طراز  "F-35"فإن تشويش عمل منظومة الملاحة الأمريكية يعني تعطل عمل منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية، حيث أن توجيه الصواريخ يعتمد على إشارات تأتي من المنظومة الأمريكية، وتخشى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ألا تأتي هذه الإشارات في الوقت المناسب.

إسرائيل ونظام غاليليو

وتعمل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على تعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي لاستخدام وتطوير نظام غاليليو "Galileo" للملاحة بالأقمار الصناعية، والذي يقدر له أن يعتمد على 30 قمراً صناعياً، فيما يبدو وأن نظام الملاحة الفضائية الأمريكي بالنسبة لها أصبح غير موثوق من النواحي العسكرية.

ويخشى مراقبون إسرائيليون، أن يكون تكرار حوادث سقوط المقاتلات التابعة لسلاح الجو، والتي كان آخرها سقوط مقاتلة من طراز "F-16" في قاعدة "رامون" الجوية بصحراء النقب الأربعاء الماضي، مرتبطاً بخلل في نظم الملاحة الفضائية والتوجيه.

تشويش عمل نظام "جي بي إس"

ويفترض خبراء عسكريون، أن الحروب الحالية والمستقبلية قد تشهد تشويش عمل منظومة الملاحة الفضائية الأمريكية "جي بي إس"، ويطالبون بضرورة التحرر من الاعتماد الكامل على تلك المنظومة، والتي تزيد فيها نسبة الأخطاء وتقل نسبة الدقة في حالات عديدة، فضلاً عن كونها عرضة للتشويش من قبل جهات معادية.

ويعتمد هؤلاء على واقعة شهدت تعطيل تلك المنظومة خلال مناورات أمريكية أجريت في آذار/ مارس 2011 في كوريا الجنوبية، بمشاركة أكثر من 18 ألف  جندي أمريكي وقرابة 200 ألف جندي كوري، تحت عنوان "العزيمة الأساسية".

وأشارت تقارير إلى أن المراحل الأخيرة من المناورات، شهدت انهياراً تاماً لمنظومة الملاحة "جي بي إس"، ما تسبب في مشاكل خطيرة في توجيه الصواريخ الأمريكية العابرة للقارات "توماهوك"، ومنظومة JDAM"" التي تحول الصواريخ التقليدية إلى صواريخ ذكية موجهة بالأقمار الاصطناعبة.

وعبر الخبراء عن اعتقادهم أن لدى كوريا الشمالية، القدرة على تشويش عمل منظومة الملاحة الفضائية الأمريكية، عبر تكنولوجيا روسية الصنع.

 وأشاروا إلى أن تلك التكنولوجيا قد تشوش عمل المنظومة من مسافات تتراوح بين 50 إلى 100 كيلومتر. فيما أشار البعض إلى أن ثمة تكنولوجيا روسية يمكنها تشويش استقبال إشارات "جي بي إس" في منطقة يبلغ قطرها 400 كيلومتر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com