"غلاف غزة"... رمال مُتحركة قد تقود إلى حرب جديدة
"غلاف غزة"... رمال مُتحركة قد تقود إلى حرب جديدة"غلاف غزة"... رمال مُتحركة قد تقود إلى حرب جديدة

"غلاف غزة"... رمال مُتحركة قد تقود إلى حرب جديدة

وصف محللون سياسيون فلسطينيون منطقة "مستوطنات غزة" بـ"الشرارة" التي قد تشعل نار حرب جديدة، عقب تكرار إطلاق صواريـخ من القطـاع تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية له.

وتمضي إسرائيل في ممارساتها القمعية، وتستخدم القوة المفرطة في مواجهة ما تقول إنه تصعيد من حركة حماس، وهي تبحث عن ذرائع لشن حرب جديدة.

وقال محللون ، إن الوضع على حدود غزة "هش"، وقابل للانفجار في أي لحظة.

وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية، أمس الأول الأربعاء، سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على غزة، قال الجيش الإسرائيلي إنها تأتي ردًا على سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.

واستهدف القصف الجوي أراضي زراعية، ومواقع تدريب تابعة لفصائل فلسطينية، لم تسفر عن وقوع إصابات، بحسب تأكيد مصادر طبية محلية.

ومنذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في 26 أغسطس/آب 2014 بعد حرب استمرت 51 يومًا، يجرى بين الفينة والآخرى تسجيل حوادث لسقوط قذائف صاروخية مصدرها غزة على جنوبي إسرائيل، تبنت معظمها جماعات تتبنى الفكر السلفي الجهادي وهو ما ترد عليه الأخيرة بقصف مناطق في القطاع، محملةً في الوقت ذاته حركة حماس التي تدير قطاع غزة مسؤولية القصف.

حماس والرمال المتحركة في غلاف غزة

ولا تعقب حركة حماس التي تدير قطاع غزة، وتتولى شؤونه الإدارية والأمنية، بشأن إطلاق الصواريخ، غير أنها تكتفي بتحذير إسرائيل من مغبة التصعيد، وأنها لن تقف "مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان".

ويختلف رد حركة "حماس" على حالات إطلاق الصواريخ من وقت لآخر، حيث تعتبرها في بعض الأحيان أنها "تأتي في الوقت الخاطئ، وخروج عن حالة الإجماع بين فصائل المقاومة.

ويقول عدنان أبو عامر الكاتب السياسي، والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن منطقة غلاف غزة أشبه بـ"رمال متحركة"، قد تؤدي إلى جر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مواجهة عسكرية أو قد تشعل حربًا جديدة.

وتابع "نحن نتحدث عن منطقة كاللغم القابل للانفجار في أي وقت، أغلب المستوطنات الإسرائيلية باتت في مرمى الصواريـخ التي تنطلق من غزة، وبشكل يومي يتزايد هذا التهديد".

وأكد أبو عامر، أنه في حال وقوع قتلى في صفوف الإسرائيليين، أو تسببت الصواريخ بأضرار فادحة، سنكون أمام مرحلة عنوانها "التصعيد المتبادل"، قد ينسف الهدوء الميداني، ويتسبب بحرب جديدة.

ليبرمان والرهان على منطق القوة

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن "جيشه لا يبحث عن مغامرات في غزة، ولكنه سيرد بقوة على أي اختراق للهدوء".

ونقلت القناة العاشرة العبرية عن ليبرمان مساء أمس الخميس، أن "جيشه لا يبحث عن مغامرات، وأنه لا يوجد من يدفع للتصعيد مع حماس في قطاع غزة"، لكنه هدّد بـ"ردود قوية حال المس بمواطني إسرائيل"، مشيرًا إلى "عدم وجود تهاون بهذه المسألة".

ويطلق مصطلح غلاف غزة، على المنطقة الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، والواقعة على طول 40 كيلو مترًا، في محيطه.

وتقع نحو 10 مستوطنات وبلدات مركزية في غلاف غزة، أبرزها بلدة "سديروت" وهي من أكثر المناطق جنوبي إسرائيل استهدافًا للصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.

وتابع أبو عامر، ان "إسرائيل تتخوف من الصواريخ، وبدأت المدن الإسرائيلية في اتخاذ الكثير من إجراءات الحماية، كتغيير اتجاه سير القطار في بلدة سديروت، وصحيح أننا في الوقت الحالي أمام رسائل إسرائيلية عنوانها الهدوء يقابله هدوء، والقصف يأتي بطريقة مركّزة ومحددة، لكن لا أحد يضمن تداعيات استمرار إطلاق الصواريخ ونتائجها".

من جانبه، يرى مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي، والكاتب الفلسطيني، في عدد من الصحف المحلية، أن إسرائيل تسعى في الوقت الحالي للرد بما يتناسب مع طبيعة ما تسفره الصواريخ التي تنطلق من غزة.

وتابع "لكن تكرار إطلاق الصواريخ، وأيضًا الرد الإسرائيلي بعنف على غزة، قد يضعنا أمام مواجهة عسكرية جديدة، قد تتطور إلى حرب".

وعمل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على إجلاء أكثر من 400 عائلة من مستوطنات غلاف غزة، بسبب القذائف وإطلاق الصواريخ.

وتوقع "إبراهيم" أن تشهد المناطق الحدودية في غزة، مزيدًا من التصعيد في الأيام المقبلة.

واستدرك بالقول "وإضافة إلى الصواريخ، المنطقة الحدودية، وتوغل الآليات الإسرائيلية بحثًا عن أنفاق كلها قد تفجر معركة جديدة".

الجدار الإسمنتي لمواجهة الأنفاق

وتنوي الحكومة الإسرائيلية بناء جدار إسمنتي من عدة طبقات أسفل سطح الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لمنع وصول تلك الأنفاق إلى البلدات والمعسكرات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

وسبق أن حذّرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، إسرائيل، في 4 مايو/ أيار الماضي، من تخطّي حدود قطاع غزة، قائلة في بيان لها "على العدو ألاّ يتذرع بأي سبب كان، ويعالج مخاوفه ومخاوف مغتصبيه خارج الخط الفاصل".

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، استخدمت كتائب القسام الأنفاق بشكل مكثف، لشن هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية محاذية لحدود القطاع.

ومنذ ذلك الحين باتت الأنفاق موضع جدل داخلي في إسرائيل، دون أن تتمكن حكومة الاحتلال الإسرائيلية من إيجاد طريقة لوقف ما تسميه "خطر الأنفاق".

ويرى اللواء المتقاعد، والخبير العسكري الفلسطيني، واصف عريقات، في المنطقة الحدودية، ساحة حقيقة لإمكانية اندلاع حرب إسرائيلية جديدة.

وأضاف "عريقات" إن إسرائيل في هذه المرحلة تحاول وضع خطط لحماية سكان المستوطنات، تحسبًا لأي مواجهة قادمة.

وتابع "غلاف غزة، شرارة، قد تشعل نار الحرب والمواجهة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ولا أحد يمكن أن يتوقع ماذا ستحمل الأيام المقبلة، لكن نحن أمام منطقة ملغّمة بالأحداث الساخنة في أي لحظة، الصواريخ الأنفاق، كل شيء قد يقودنا نحو التصعيد".

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية (واسعة الانتشار) في عددها الصادر أمس الخميس، عن آلون ديفيدي، رئيس بلدية سديروت، المستوطنة الإسرائيلية التي سقط فيها الصاروخ، أن هدف هذه القذيفة "كان قتله مع أطفاله".

وأضاف "لا يوجد شيء اسمه قذيفة عشوائية، لأنني أفهم شيئا واحدا فقط، وهو أن لدي خمسة أبناء ولدوا في ظل هذه الأجواء من التصعيد الأمني خلال السنوات الماضية، ومر علينا في سديروت والمناطق المحيطة بقطاع غزة ما يقرب من 14 عامًا على هذا الوضع، نحن نعيش أجواء صراع حقيقي".

وعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أنشأت إسرائيل "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية.

وتشهد المناطق الحدودية، أعمال تجريف وحفر مكثفة، وفي أثناء التصعيد تتعرض لقصف مدفعي وحربي مكثف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com