مفاوضات سرية بين "الليكود" و "العمل" لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل
مفاوضات سرية بين "الليكود" و "العمل" لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيلمفاوضات سرية بين "الليكود" و "العمل" لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل

مفاوضات سرية بين "الليكود" و "العمل" لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل

تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن طفرة في المفاوضات الدائرة خلف الكواليس بين حزبي الليكود والعمل، بشأن انضمام الأخير بمعزل عن تحالف "المعسكر الصهيوني" للائتلاف الحكومي.

وأشارت هذه الوسائل، إلى أن الظروف أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لانضمام الحزب الذي يرأسه يتسحاق هيرتسوغ لحكومة وحدة وطنية، بعد أن تبين أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أبدى موافقته على منح الشريك الجديد المحتمل ثماني حقائب وزارية، أبرزها حقيبة الخارجية.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء عبر تقرير لها، النقاب عن تلك التطورات، لافتة إلى أن مصادر سياسية في حزب السلطة وفي حزب العمل على السواء، أكدت لها أن تقدمًا كبيرًا حدث في الأيام الأخيرة بشأن تلك المفاوضات، وأن وزارة الثقافة والرياضة التي تقف الوزيرة ميري ريغيف  من حزب الليكود على رأسها، قد تذهب أيضًا لحزب هيرتسوغ حال انضم للائتلاف.

تحولات جذرية

وحسبما أوردته الصحيفة، فقد التقى هيرتسوغ زعيم جناح المعارضة بالكنيست في الأيام الأخيرة مع نواب من حزبه بهدف إقناعهم بضرورة الانضمام للحكومة.

وذكرت "هآرتس"، أن "هيرتسوغ أكد لمن التقاهم  بأن الفترة المقبلة ستشهد مسيرة سياسية جذرية في منطقة الشرق الأوسط، وأن الحديث يجري عن فرصة لا ينبغي تفويتها".

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن "زعيم حزب العمل أصر خلال المفاوضات مع حزب الليكود على منح حزبه حقيبة الثقافة والرياضة فضلا عن حقيبة الزراعة"، فيما أكدت نقلا عن مصادر حزبية أن "نسبة معارضة الانضمام للحكومة داخل حزب العمل في تراجع، وأنه كلما وفر نتنياهو ضمانات حقيقية لتنفيذ وعوده، كلما تبددت أصوات المعارضين لهذه الخطوة".

لماذا ضم هيرتسوغ؟

ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب السلطة، أن نتنياهو في حاجة لضم حزب العمل في هذه المرحلة بهدف صد الهجوم السياسي المحتمل من جانب السلطة الفلسطينية وداعميها بالأمم المتحدة، ولا سيما في الفترة التي ستتخللها الانتخابات الأمريكية وصولا إلى دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير المقبل.

وطبقًا لما ورد في تقرير الصحيفة، لا يريد نتنياهو المشاركة في مؤتمر دولي للسلام، قد يعقد في الفترة المقبلة بدون وجود هيرتسوغ في الحكومة، خشية أن تؤدي مشاركته إلى انسحاب حزب البيت اليهودي برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت، حيث يعارض الأخير مجرد الحديث عن مفاوضات سياسية، وكان قد وجه سهام الانتقاد بشكل غير مسبوق لنتنياهو عقب مصافحة رئيس السلطة محمود عباس خلال جنازة الرئيس الراحل شيمعون بيريس قبل أيام.

ووفقًا لـ"هآرتس"، يغطي انضمام حزب العمل للائتلاف الحكومي، ظهر نتنياهو السياسي ويمنع إمكانية الذهاب إلى انتخابات مبكرة وحل الحكومة والكنيست حال قرر بينت الانسحاب، حيث أصبح الأخير شوكة في ظهر نتنياهو الذي يواجه ضغوطًا كبيرة، بعد أن تسبب إذعانه لوزير التعليم وحزبه في إحراج العديد من زعماء العالم والشركاء الدوليين والإقليميين.

ويسعى نتنياهو أيضا لضم هيرتسوغ على أساس أن كانون الأول/ ديسمبر المقبل، سوف يشهد خطوة مثيرة للجدل، تتعلق بتنفيذ قرار إخلاء مستوطنة عامونا غير الشرعية الواقعة بالضفة الغربية، وهي الخطوة التي من المتوقع أن تشعل غضب اليمين الإسرائيلي، ومن المحتمل أن تقود بينت إلى الانسحاب، كما جاء في الصحيفة.

عقبة ليفني

وجاء في تقرير الصحيفة، أن المفاوضات بين هيرتسوغ ونتنياهو أسفرت حتى الآن عن قبول الأخير منح الأول حقائب وزارات الخارجية والزراعة والثقافة والرياضة، والبناء والإسكان، مع احتمال منحه أيضا حقيبة الاتصالات وحقائب وزارية أخرى.

ومازالت مواقف حزب الحركة برئاسة تسيبي ليفني، وهو الحزب الذي يشكل إلى جوار حزب العمل تحالف المعسكر الصهيوني، مازالت مواقفه الرافضة للانضمام للائتلاف تشكل عقبة أساسية، وتنذر بتفكك هذا التحالف.

ويحاول هيرتسوغ حاليا فتح باب الحوار من جديد مع شريكته على رأس المعارضة، للدرجة التي دفعت صحيفة هآرتس للاعتقاد بأنه سيعرض عليها حقيبة الخارجية، فيما سيصبح هيرتسوغ قائمًا بأعمال رئيس الحكومة ومسؤول ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ولو رفضت أيضا سيكون مصير التحالف إلى التفكك.

مفاوضات سابقة

وطُرحت للمرة الأولى مسألة احتمال ضم "المعسكر الصهيوني" للائتلاف عقب تشكيل حكومة نتنياهو الرابعة في أيار/ مايو من العام الماضي، بعد أن واجه انتقادات داخلية وخارجية حادة على خلفية تشكيله ائتلافًا يمينيًا – حريديًا هشًا يضم 61 نائبًا، ويبدي علنًا رفضه لمجرد التفاوض أو وقف البناء في المستوطنات أو التعاطي مع المبادرات الدولية والإقليمية الرامية لإحلال السلام.

ولم يعارض "المعسكر الصهيوني"، الذي كان قد حصل على 24 مقعدًا بالكنيست مسألة الانضمام من حيث المبدأ، لكنه وضع شروطًا هي التي عطّلت الخطوة حتى الآن، كما أن خلافات داخلية حدثت بين من يرون أن الخطوة ضرورية ومن يعتقدون أنها تتناقض مع الوعود الانتخابية.

وكُشف النقاب بعد عام كامل من تشكيل الحكومة عن تقدم سير المفاوضات بين الجانبين،  وعادت تلك القضية بقوة إلى الواجهة الإعلامية الإسرائيلية.

وأكدت مصادر بحزب "الليكود"، أن عرضًا نهائيًا قُدم لزعيم جناح المعارضة للانضمام للائتلاف الحكومي، وقالت إنه من غير الممكن أن يتم نفي مسألة التفاوض بين حزب السلطة وبين من يقف على رأس "المعسكر الصهيوني"، وأن الكرة أصبحت في ملعب هيرتسوغ.

وتسبب ضم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف برئاسة أفيغدور ليبرمان  للائتلاف في أيار/ مايو الماضي في صدمة كبيرة، أدت إلى هجوم غير مسبوق من قبل هيرتسوغ ضد نتنياهو، الذي يبدو وأنه خدعة وتسبب في تراجع شعبيته إلى أدنى المستويات.

وشهد آب/ أغسطس الماضي، انقسامًا داخل حزب العمل بشأن تسريب أنباء جديدة عن استئناف المفاوضات بين هيرتسوغ ونتنياهو بغية تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووقفت شيلي يحيموفيتش، رئيسة حزب العمل السابقة، على رأس تيار داخلي يعارض الخطوة، وجددت رفضها بشكل قاطع لسياسات هيرتسوغ، والذي لا يتردد في العودة للحديث عن الانضمام للائتلاف رغم فشل محاولة سابقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com