بالفيديو والصور.. إسرائيل تتأهب للحروب بجيش من الروبوتات
بالفيديو والصور.. إسرائيل تتأهب للحروب بجيش من الروبوتاتبالفيديو والصور.. إسرائيل تتأهب للحروب بجيش من الروبوتات

بالفيديو والصور.. إسرائيل تتأهب للحروب بجيش من الروبوتات

لا يتوقف الخبراء العسكريون والقائمون على منظومة التخطيط الإستراتيجي في إسرائيل عن وضع تصورات بشأن الأساليب القتالية المستقبلية، وسبل تطوير عمل الأذرع المختلفة للجيش، في ظل التطور التكنولوجي والابتكارات التي توفرها شركات الصناعات العسكرية بالدولة العبرية، والتي جذبت أنظار العديد من دول العالم، بما في ذلك تلك التي تمتلك صناعات عسكرية متقدمة.

ويعكف هؤلاء على وضع تصورات بشأن سبل الدمج بين العنصر التكنولوجي والبشري، وتقليص الاعتماد على الأخير تدريجيا، بحيث تشهد السنوات العشر المقبلة نقلة نوعية في المهام التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، لينتقل إلى مرحلة جديدة قد تُنفذ خلالها عمليات عسكرية كاملة دون إرسال جندي واحد إلى ميدان المعركة.

ويعتقد بعض المراقبين في إسرائيل، أن السنوات المقبلة ستشهد تكثيف الاعتماد على "الروبوتات" على حساب العنصر البشري، وأن ما ظهر في أفلام الخيال العلمي الأمريكية، سوف يبدأ في الظهور على أرض الواقع بشكل تدريجي بالجيش الإسرائيلي.

ثورة تكنولوجية

ويصف المراقبون الرؤية القائمة على تقليص العنصر البشري في العمليات العسكرية بـ "الثورة التكنولوجية التي يشهدها الجيش الإسرائيلي"، وهي الثورة التي يبدو أنها بصدد الانطلاق، بالتزامن مع التوقيع على اتفاق المساعدات الأمريكية للسنوات 2018 – 2028 قبل أسبوعين، وهو الاتفاق الذي سيمنح إسرائيل 38 مليار دولار معلنة، فضلا عن الدعم الأمريكي غير المعلن، والذي يفسح المجال لشركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية للمضي قُدُما في تطوير برامجها في مجال التكنولوجيات العسكرية، والتي يكتسي الكثير منها رداء السرية.

وكشفت دراسة لدورية "سيكور ميموكاد" العبرية النقاب عن جانب من تلك الثورة، وبينت أن التحدي الحالي يتعلق بالتوصل إلى أفضل السبل لاستغلال ميزة التطور التكنولوجي الإسرائيلي والقدرة على دمج المعدات العسكرية الذكية "الروبوتات المقاتلة" في المهام العسكرية، بحيث يَحدث تكامل بين تلك الروبوتات وبين الجندي البشري، قبل أن يتم الانتقال إلى مرحلة قد تعمل فيها أسلحة البحرية والجو والمشاة بجيش من الروبوتات بشكل كامل.

الاعتماد على الروبوتات

وبحسب الدراسة المُشار إليها، فإن الحدود الشمالية الإسرائيلية قد تشهد تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلا، تشمل مهام التأمين والمراقبة وربما الاشتباك، دون إرسال جندي واحد إلى المناطق الحدودية مع جنوب لبنان، مقدرة أن الحديث يجري عن طموح ربما يتحقق في المستقبل المنظور وليس البعيد.

ويحقق استخدام آليات عسكرية غير مأهولة ميزة سلطت الدراسة عليها الضوء، وهي تجنب سقوط جنود الجيش، سواء أكانوا قتلى أم على قيد الحياة، أسرى في أيدي حزب الله، وهو الأمر ذاته الذي يمكن تطبيقه أيضا على المناطق المحيطة بقطاع غزة، وعلى جميع الحدود الإسرائيلية، ومن ثم تجنيب المستوى السياسي أزمة من العيار الثقيل، تتمثل في ضغوط داخلية تقود في نهاية المطاف إلى مفاوضات مع منظمات توصف بالإرهابية، حول تبادل الأسرى؛ ما يعد تنازلا وإذعانا من جانب تلك الحكومة، طبقا لبعض وجهات النظر الإسرائيلية.

وتؤكد الدراسة أن العديد من المعدات غير المأهولة دخلت الخدمة حاليا ومنذ عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة قبل عامين، وتمثلت في الطائرات دون طيار، والروبوتات التي تستخدم في المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية والتصوير وتسجيل الأصوات، والتعامل مع العبوات الناسفة وتفجيرها، فضلا عن قدرات أخرى منها: استخدام بعض الروبوتات لضرب أهداف، وفي بعض الحالات تم إرسالها إلى أنفاق حماس الحدودية لاستكشافها.

معيار الكفاءة

وأوضحت الدراسة، أن ما ظهر حتى الآن مجرد جزء من منظومة واسعة النطاق، وطموح لتحويل الجيش الإسرائيلي إلى جيش من الروبوتات، يمكنه تنفيذ مهام كاملة دون تعريض حياة الجنود البشريين للخطر، لكن التحدي القائم حاليا هو القدرة على مواءمة هذه التكنولوجيا مع الأذرع العسكرية المختلفة ومع الجنود أنفسهم.

وأردفت أن فارقا كبيرا سيحدث بشأن الروح المعنوية سواء بالجيش أو بالجبهة الداخلية المدنية، حين يتم إسناد المهام لمقاتلين غير بشريين ويتم الإعلان عن نجاحهم في تنفيذ تلك المهام مهما بلغت درجة المخاطر، إذ إن أفضل ما تتسم به الروبوتات بالطبع هو عدم امتلاكها للمشاعر الفطرية التي يمتلكها الجنود البشريون.

وحول التقليص المحتمل لأعداد الجنود البشريين بالجيش، من المفترض أن يتم التركيز على عناصر نوعية يمكنها التعامل مع ما يطمح إليه واضعو الإستراتيجيات العسكرية، ويجري الحديث عن الكفاءة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة على حساب الأعداد، ولكن اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد ربما لن يكون بالأمر السهل.

ويمكن النظر إلى الابتكار الأخير التي أعلنت عنه شركة Elbit Systems الإسرائيلية قبل شهور، والخاص بـ "الخوذة الذكية"، والتي أطلقت بعض وسائل الإعلام عليها اسم "خوذة أيرون مان"، على اعتبار أنها مستوحاة من الفيلم الأمريكي الشهير Iron Man، يمكن النظر إليها كنموذج حي لحتمية التركيز على معيار الكفاءة.

ولن يضطر قائد الدبابة بالجيش الإسرائيلي مستقبلا لتعريض حياته للخطر بالخروج منها "كمثال" لمراقبة الموقف الميداني، فالخوذة الجديدة توفر لمعتمرها رؤية كاملة لما يدور بالخارج، إذ ترتبط الخوذة الذكية بمنظومة كاملة من أجهزة الاستشعار والكاميرات وغير ذلك من الوسائل التي توفر له صورة كاملة لما يدور في المحيط ليلا أو نهارا، لكن التعامل مع تلك التكنولوجيا يتطلب جنودا من نوع مختلف.

عقبات متوقعة

لكن الأمر لا يخلو من العقبات، إذ أفرز التطور التكنولوجي إشكالية طرحت بالفعل في المنتديات العسكرية الإسرائيلية، وبات من الطبيعي على سبيل المثال، أن تطرح أسئلة بشأن مستقبل الطيار البشري في ظل التقدم الذي شهدته السنوات الماضية في مجال الطائرات من دون طيار، وبلغ النقاش ذروته في مسألة كيفية توصيف مشغلي هذا النوع من الروبوتات الطائرة من داخل غرف التحكم، وإذا ما كان ينبغي التعامل معهم "بما في ذلك من حيث الرواتب" كطيارين أم فنيين من نوع نادر، دون مقارنتهم بقائدي المقاتلات.

وفي ظل الحديث عن تكثيف الاعتماد على العنصر التكنولوجي في جميع الأذرع العسكرية، وإدخال زوارق حربية غير مأهولة وكذلك مركبات عسكرية يتم التحكم بها عن بُعد، يمكن الحديث أيضا عن إشكالية سوف تواجهها إسرائيل بشأن مستقبل الجندي البشري، وإذا ما كان الجيش الإسرائيلي في حاجة إلى تقليص عدد الوحدات التي لن تكون ضرورية، أو دمجها أو حتى إلغائها.

ويحمل دخول المعدات التي يتم التحكم بها عن بُعد، أو تلك التي تتم برمجتها بشكل مُسبق لتنفيذ مهام محددة، أي تلك الروبوتات التي تحمل قدرا كبيرا من الاستقلالية، يحمل إشكالية أخرى تتعلق بمدى القدرة على تنفيذ العمليات العسكرية بنجاح، وتجنب الأخطاء التي تتمثل في إصابة أو قتل الأبرياء بدلا من تقليص أعداد القتلى منهم، وهي مشكلة طالما طرحت فيما يتعلق بالطائرات دون طيار، نظرا للانتقادات الدولية بشأن استخدام هذه التكنولوجيا بشكل غير متكافئ.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com