موسكو تتعهد بمواصلة القصف في سوريا.. وواشنطن تبحث عن بدائل
موسكو تتعهد بمواصلة القصف في سوريا.. وواشنطن تبحث عن بدائلموسكو تتعهد بمواصلة القصف في سوريا.. وواشنطن تبحث عن بدائل

موسكو تتعهد بمواصلة القصف في سوريا.. وواشنطن تبحث عن بدائل

واشنطن - تعهد الكرملين اليوم الخميس بمواصلة عملياته في سوريا بينما يدرس المسؤولون الأمريكيون ردودا أكثر صرامة على قرار روسيا تجاهل عملية السلام والسعي إلى انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد.

وشنت موسكو ودمشق هجوما هذا الشهر لاستعادة قطاع من مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة وتخلتا عن وقف جديد لإطلاق النار بعد أسبوع من سريانه للشروع فيما قد تكون أكبر معركة في الحرب التي بدأت قبل نحو ست سنوات.

وبدأ مقاتلو المعارضة تقدما في الريف قرب مدينة حماة في وسط البلاد حيث قالوا إنهم حققوا مكاسب اليوم الخميس.

وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب، ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية.

خيارات جديدة

وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس، الخميس، أن الرئيس باراك أوباما طلب من مسؤولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بها واشنطن.

وقال إن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد."

وأضاف "عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل."

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تفاوض شخصيا على الهدنة الفاشلة في محادثات مع روسيا على الرغم من الشك الذي أبداه غيره من كبار المسؤولين الأمريكيين إن واشنطن قد تتوقف عن المساعي الدبلوماسية ما لم يتوقف القتال.

ودعا إلى وقف الطلعات الجوية وهي خطوة رفضتها موسكو.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الخميس إن روسيا "ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعما لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية."

وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" و"الإرهابيين".

وأضاف "نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنه واشنطن في الأيام الماضية."

في غضون ذلك يدرس مسؤولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السورية المدعومة من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية لمرافقة قوافل المساعدات.

معركة حلب الحاسمة

وستمثل استعادة حلب أكبر انتصار في الحرب للقوات الحكومية وربما تكون نقطة تحول في صراع يقول معظم الدول الخارجية حتى الآن إنه لن يحسم بالقوة.

وحلب مقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة والمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة هي الآن المنطقة الحضرية الكبرى الوحيدة التي لا تزال في أيدي القوات المناهضة للأسد التي تدعمها دول عربية وغربية.

وتحاصرها الحكومة منذ يوليو تموز قاطعة إمدادات الطعام والدواء عن المحاصرين داخلها.

وأدى القصف الذي وقع الأسبوع الماضي إلى مقتل مئات الأشخاص وخلف مئات المصابين من دون سبيل لإدخال الإمدادات الطبية لهم.

وهناك نحو 30 طبيبا فحسب داخل المنطقة المحاصرة، وأوقفت الغارات الجوية والقصف أكبر مستشفيين عن العمل أمس الأربعاء.

وتقول روسيا إن دعم الأسد هو السبيل الوحيد لهزيمة داعش، بينما تقول واشنطن إن يدي الرئيس السوري ملطختان بالكثير من الدماء ويجب أن يترك السلطة.

وتمر العلاقات بين موسكو وواشنطن بالفعل بأسوأ فتراتها منذ الحرب الباردة مع فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا لضمها أراض من أوكرانيا ودعم الانفصاليين هناك.

المعارضة المعتدلة تتحول لمتطرفة

وقال مسؤولون من المعارضة إن ضراوة الهجوم تدفع العديد من الجماعات المناهضة للأسد المدعومة من الغرب للتعاون على نحو أوثق مع مقاتلي الجماعات المتشددة خلافا للاستراتيجية التي كانت تأمل واشنطن أن تتبعها تلك الجماعات.

وفي حلب تشترك قوات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في تخطيط العمليات مع جيش الفتح وهو تحالف من الجماعات الإسلامية يشمل الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.

ومن ناحية أخرى تشارك جماعات الجيش السوري الحر المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع في هجوم كبير قرب محافظة حماة مع جماعة جند الأقصى التي تستلهم نهج القاعدة وهو ما حول بعض قوة نيران الجيش من حلب صوب تلك المنطقة.

ومقاتلو الجيش السوري الحر على خلافات فكرية عميقة مع الجماعات المتشددة بل إنهم خاضوا قتالا ضدها في وقت من الأوقات.

وقال مسؤولان أمريكيان إن سرعة انهيار المسار الدبلوماسي في سوريا وتقدم القوات الموالية للحكومية في حلب أخذت بعض مسؤولي الإدارة على حين غرة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن مسؤولي إدارة أوباما بدأوا دراسة ردود منها خيارات عسكرية.

وتجري المناقشات الجديدة على "مستوى موظفي البيت الأبيض" ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما.

وقال المسؤولون لرويترز بعدما طالبوا بعدم نشر أسمائهم إن من الردود المحتملة السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورا أو توجيه ضربة جوية أمريكية لإحدى القواعد الجوية للحكومة السورية وهو ما يعتبر أقل ترجيحا لما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس.

وأضاف المسؤولون أن الخيارات الجاري بحثها محدودة من حيث العدد ولا تصل إلى حد التزام واسع النطاق بالمشاركة بقوات أمريكية.

وقال أحد المسؤولين إن قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة في أماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد "لا تغير مسار المعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر."

ومن الأفكار الأخرى الجاري بحثها إرسال مزيد من قوات العمليات الأمريكية الخاصة لتدريب الجماعات الكردية وغيرها من فصائل المعارضة السورية ونشر قوة بحرية وجوية أمريكية ومن دول حليفة في شرق البحر المتوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com