عقارات الدبلوماسية الإيرانية المهجورة في أمريكا.. حنين لزمان الوصل
عقارات الدبلوماسية الإيرانية المهجورة في أمريكا.. حنين لزمان الوصلعقارات الدبلوماسية الإيرانية المهجورة في أمريكا.. حنين لزمان الوصل

عقارات الدبلوماسية الإيرانية المهجورة في أمريكا.. حنين لزمان الوصل

أدت الثورة في إيران العام 1979، إلى انهيار مفاجئ وعنيف في العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، فبعد أن كانت الدولتان حليفتين، أصبحت علاقتهما عدائية، ما ترك المنشآت الدبلوماسية في الولايات المتحدة، في حالة ركود.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً عن تلك المنشآت، حيث بقي مبنى السفارة الإيرانية بالولايات المتحدة فارغاً، بعد أن كان في السنوات الخوالي مرتعاً للسفير الإيراني وصهر الملك شاه وضيوفه مثل الممثلة الراحلة إليزابيث تايلور، والفنان الراحل أندي وارهول والرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم استخدام المبنى المكون من خمسة طوابق في "أبر إيست سايد" منذ فترة طويلة، كمقر لتاجر لوحات رئيسة قديمة.

فيما يتم استخدام بيت الدبلوماسيين الإيرانيين المكون من سبع غرف نوم، بمدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند الآن، كمنزل لأسرة مكونة من خمسة أفراد.

عقارات بـ 50 مليون دولار

ومازالت إيران تمتلك هذه المباني وسبعة أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي تم تقييمها بأكثر من 50 مليون دولار، ولكن منذ ما يقارب الـ40 عامَا، تم تكليف وزارة الخارجية بمهمة تأجير تلك المباني والحفاظ عليها.

وعلى الرغم من الكثير من التغيرات منذ الاتفاق النووي العام الماضي، عندما وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، إلا أن الخبراء يقولون إن إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة ما تزال على بعد سنوات، ونتيجة لذلك، ما تزال أملاك إيران في الولايات المتحدة في طي النسيان، مع احتمال ضئيل للتغيير.

وقال كريم صادق بور، المحاضر في الشؤون الإيرانية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "هناك المزيد من الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن الحدة لم تتوقف".

وأشارت الصحيفة، إلى أن مبنى السفارة الإيرانية في واشنطن يتصدر قائمة ممتلكات الحكومة الإيرانية، وهو موقع الأحزاب الفخم في السبعينيات، وهو هدية من أردشير زاهدي السفير الذي تزوج من ابنة شاه إيران.

وقال زاهدي في مقابلة من مونترو سويسرا: "قلبي لا يزال جزءاً منه، وهو مثل الطفل بالنسبة لي، فقد كنت أقاتل ليلاً ونهاراً للحصول على الميزانية لإتمامه، وكان فخراً لي"، مشيرًا إلى مبنى السفارة الذي صممه مهندسون إيرانيون وأمريكيون بناء على طلبه في الستينيات للدمج بين الطراز الفارسي والأسلوب الحديث.

من جانبه، امتثل مكتب البعثات الأجنبية بوزارة الخارجية بالمبادئ التوجيهية في اتفاقية فيينا للعام 1961، التي تحكم العلاقات بين الدول، حتى في حال قطع العلاقات الدبلوماسية، وذلك عن طريق خدمة العقارات الإيرانية.

ويقوم المكتب بتنسيق الصيانة والأمن والمناظر الطبيعية، بما في ذلك قطع العشب، واستئجار الشركات العقارية المحلية وعرض بعض منها للإيجار.

تأجير المباني

وقد تم تأجير ستة من أصل عشرة مبان، ويقول "سام ويربيرغ"، المتحدث باسم وزارة الخارجية إن المكتب حاول تأجير العقارات بأسعار السوق واستخدام العائدات لدفع تكاليف الصيانة والتكاليف المرتبطة الأخرى.

وأضاف أنه "على اتصال مع سماسرة العقارات تمامًا مثل أي شخص آخر".

 وقال "ولفغانغ لدويغز" وكيل عقاري في بوتوماك بولاية ماريلاند، إن  وزارة الخارجية قد اتصلت به بشكل غير متوقع بخصوص إدراج عقار في بيثيسدا في قائمة المعروضات.

 ووفقاً لتقدير مصلحة الضرائب، فإن ثمانية من العشرة عقارات على الأقل تصل قيمتها لمليون دولار، وعلى الأرجح ستكون قيمتها أكثر في السوق، لكنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن لإيران أن تبيع العقارات إذا أرادت، قبل أن تصل إلى اتفاق دبلوماسي  مع الولايات المتحدة.

يذكر، أنه تم تأجير مبنى مماثل على الناصية، وهو المبنى السابق للملحقين العسكريين والتعليميين من قبل السفير الروماني منذ التسعينيات مقابل مبلغ غير معلوم.

وعلى بعد عدة أميال في بيثيسدا بولاية ماريلاند، تسكن عائلة ألمانية من خمسة أفراد بمحل الإقامة الدبلوماسية السابق، والذي يضم حمام سباحة وبارين للترفيه، وقد قام أحد السماسرة المحليين بعرض العقار العام 2015 بـ 5500 دولار شهرياً.

ويقول جوليان، وهو ابن المستأجرين: "شعور غريب يجري في هذا البيت وهو شعور مختلف تماما عن المنازل الأمريكية العادية".

 من جانبه، استخدم "ريتشارد فيجن" وشركته، القنصلية الإيرانية السابقة في نيويورك، على شارع 69 بين ماديسون وبارك الأفنيوز، كمعرض عال المستوى متخصص في اللوحات الرئيسية القديمة والحداثة الأوروبية منذ العام 2002، ورفض فيجين التعليق على الإيجار.

وفي هيوستن، تجد المنزل الحديث ذو الستة أعمدة يقف كتذكار للأيام التي صنعت فيها مصالح النفط والطاقة حلفاء في الخليج العربي وساحل الخليج.

وفي سان فرانسيسكو، منزل مساحته 8700 قدم مربع، وتقدر قيمته بأكثر من عشرة ملايين دولار، حيث يقع على بعد مسافة قصيرة من البريسدو في قلب المنطقة، والتي قال زاهدي عنها إنها كانت مليئة بآلاف الطلاب الإيرانيين وغيرهم من المدنيين.

نصب تذكاري

وفي واشنطن، استأجرت السفارة في الماضي مقرات لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى، ولكن تغطي الستائر اليوم نوافذها ويتقشر الجبس من بعض جدرانها.

وقال زاهدي الذي قدم الكافيار في حفلات كلفت عشرات آلاف الدولارات، إن الحفلات التي عقدها وطدت علاقاته في واشنطن، مضيفا: "هذه المناسبات تجمع الأشخاص معاً".

وقال صادق أدبور، إن السفارة الإيرانية في واشنطن والعقارات الأخرى في أنحاء الدولة، كانت بمثابة نصب تذكاري.

وأضاف: "كان زاهدي وأسلافه قريبين جدا من السياسيين والمصرفيين من النخبة بأمريكا ونجوم الفن، ولكن بعد العام 1979 تحول نفوذ إيران الكبير في واشنطن إلى النقيض".

ويقول ديفيد جي برادلي، صاحب شركة "أتلانتك ميديا" الذي يملك منزلا على ناصية  السفارة السابقة، إن الإيرانيين رحلوا منذ فترة طويلة من الحي الذي يسكن فيه.

ومع ذلك، قال  زاهدي إنه مازال يأمل أن تتمكن الدولتان من التوافق، مؤكدا أنه يعلق لوحة للسفارة في منزله السويسري كتذكار شخصي، لما يمكن أن يحققه تعاون الدولتين.

واختتم قائلاً: "هذا أمر محزن، وأتمنى أن يتغير قريبًا، لأنني أستطيع رؤية الضوء فيما يمكن أن أسميه نهاية النفق، فالانتقام شيء فظيع، والتسامح شيء جميل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com