قوات أمريكية خاصة تواكب العملية التركية شمال سوريا.. مؤشر قوي على ثقة متبادلة
قوات أمريكية خاصة تواكب العملية التركية شمال سوريا.. مؤشر قوي على ثقة متبادلةقوات أمريكية خاصة تواكب العملية التركية شمال سوريا.. مؤشر قوي على ثقة متبادلة

قوات أمريكية خاصة تواكب العملية التركية شمال سوريا.. مؤشر قوي على ثقة متبادلة

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية اكتسبت سمعة حسنة لدى أحد فصائل المعارضة السورية بعد توقيعها على اتفاق بلغت تكلفته 500 مليون دولار لتدريب وتسليح قوى المعارضة السورية، والذي فشل العام الماضي.

ومؤشر ذلك أن قوات أمريكية خاصة استطاعت بمساعدة أحد فصائل المعارضة السورية يوم الجمعة الماضي العودة مرة ثانية لمدينة الراعي التي تقع شمال سوريا، وذلك بعد ساعات من طلب قوى معارضة سورية أخرى منها الرحيل.

ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن هؤلاء المقاتلين السوريين العرب والذين تم دفعهم إلى سوريا من جنوب تركيا الشهر الماضي بمساعدة من القوات التركية والطائرات الحربية الأمريكية، كانوا اتهموا الولايات المتحدة بدعم القوات الكردية القريبة منهم، الذين يعتبرون بمثابة أعداء لهم في القتال الشرس، الذي يدور في سوريا لاستعادة الأراضي من قبضة تنظيم داعش.

وأعلنت واشنطن دعمها للمقاتلين الأكراد حيث زودتهم بالمعدات وفرق من القوات الخاصة للمواجهة على طول الصفوف الأمامية في شمال سوريا؛ ما أدى إلى حدوث بعض التوترات مع تركيا في نهاية الأمر.

وتبيّن تلك المواجهات القصيرة في مدينة الراعي السورية، الأجندات الموجودة على أرض سوريا، والتي تجعل دولا مثل الولايات المتحدة وتركيا وبعض دول الخليج العربي تضخ أموالًا وموارد لدعم الجماعات المسلحة المتناحرة فيما بينها، والتي تحارب تنظيم داعش ونظام بشار الأسد هناك.

وأقحمت روسيا قواتها العسكرية -أيضًا- في الحرب السورية، مدعية أنها تحارب الإرهاب لكنها في الحقيقة تحاول دعم سلطة الأسد المنهارة.

ويبدو أن السخاء الأمريكي مع جماعة معينة من المعارضة السورية، وتدعى "لواء المعتصم" قد نزع فتيل موقف يبدو محرجًا، فقد تلقّت تلك الجماعة شحنتين من الأسلحة الأمريكية خلال مطلع هذا العام، ونجحت في توحيد قوى المعارضة السورية الأخرى تحت مظلتها في شمال سوريا.

ويقول تشارلز ليستر، وهو زميل في معهد دراسات الشرق الأوسط، والذي كان كتب على نطاق واسع عن قوات المعارضة السورية، لموقع مجلة "فورين بوليسي" إن مقاتلي "لواء المعتصم" رافقوا القوات الخاصة الأمريكية للخروج من مدينة الراعي، ثم عادوا معهم مرة ثانية إلى المدينة بعد أن طلب المسؤولون الأتراك من مسلحي الجيش الحر السوري الابتعاد عن ساحة القتال، ومنذ ذلك الحين تم إبعاد المسلحين الذين اعترضوا على الوجود الأمريكي إلى منطقة أخرى من أرض المعركة.

وأضاف ليستر، بعد حادثة يوم الجمعة، "تلقت هذه المجموعات تحذيرات صارمة من الأتراك، حيث أدركت تركيا أنه من مصلحتها، أن تتواجد الولايات المتحدة على أرض المعركة في شمال سوريا؛ ما من شأنه أن يحسن العلاقات تدريجيًا بين الولايات المتحدة وتركيا، بعد المحاولة الفاشلة لتعكير صفوها".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وافق مطلع هذا العام على نشر 300 جندي من القوات الخاصة في سوريا، ولكن من غير المعلوم حاليًا كم يبلغ عددهم هناك.

ووفقًا لما صرح به أحد المسؤولين الأمريكيين، فإن واشنطن قد تفاجأت بتقدّم الجيش السوري الحر في المدينة الحدودية جرابلس الشهر الماضي، حيث دارت مباحثات لأشهر عديدة بين المسؤولين العسكريين الأتراك والأمريكيين حول تنفيذ عملية مشتركة في سوريا، لكن الجيش السوري الحر نفذ هجماته دون سابق إنذار للأمريكيين.

تلك العملية التي يطلق عليها درع الفرات، والتي تتكون من ألف مقاتل من أفراد الجيش السوري الحر ووحدات مدرعة ومدفعية من الجيش التركي لا تهدف فقط إلى ردع داعش عن الحدود التركية، بل تهدف -أيضًا- إلى منع سيطرة القوات الكردية على المدن السورية، التي تقع على طول الحدود التركية الجنوبية.

وفي حال مرافقة القوات الأمريكية للجيش السوري الحر والقوات التركية في التحرك تجاه الجنوب نحو مدينة الباب، والتي تعتبر آخر معاقل داعش في المنطقة، فمن شأن ذلك أن يدحَر أيّ آمال للأكراد بأن تجتمع قواتها الموجودة على الضفة الشرقية لنهر الفرات بقواتها الموجودة على الضفة الغربية للنهر.

وبينما يضغط الأتراك وقوات المعارضة السورية التي تدعمها أمريكا على داعش، ادعت واشنطن بأن هجماتها الجوية أسفرت عن مقتل زعيم إرهابي.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الجمعة الموافق 7 سبتمبر/ أيلول بأن هجماتها الجوية بالقرب من مدينة الرّقة أسفرت عن مقتل الدكتور وائل، والمعرف باسم وائل عادل حسن سلمان الفايد، والذي كان يعمل وزيرَ المعلومات لتنظيم داعش المتطرف، وكان -أيضًا- عضوًا بارزًا في مجلس الشورى الأعلى، وقد ورد هذا الخبر في بيان للمتحدث الرسمي بيتر كوك.

وجاء هذا البيان بعد أيام قليلة من إعلان المسؤولين الأمريكيين عن مقتل أبو محمد العدناني، وهو المتحدث الرسمي لداعش وقائد بارز للعمليات الإرهابية الخارجية.

ويعتبر التدخل الأمريكي، مهما بلغ صغر حجمه، علامة أخرى على أنه بعد أشهر من توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي أعقبت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ضد حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأت تلك العلاقات بالتحسن تدريجيًا، حيث زار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تركيا الشهر الماضي، وتبع ذلك زيارة وفد من كبار القادة العسكريين الأمريكيين لتركيا في الأسابيع القليلة الماضية لإجراء مباحثات.

وفي يوم الجمعة ،وهو اليوم نفسه الذي دفعت فيه الولايات المتحدة قواتها الخاصة إلى سوريا، التقى القائد الأعلى لقوات التحالف الجنرال جوزيف دانفورد مع رئيس أركان الحرب التركية الجنرال خلوصي آكار، وذلك قبل انعقاد اجتماع اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي في مدينة سبليت البلجيكية للتشاور بشأن الحرب ضد داعش، وذلك وفقًا لما قاله مكتب دانفورد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com