هل أعطت موسكو الضوء الأخضر للأسد لصد الغارات الإسرائيلية؟
هل أعطت موسكو الضوء الأخضر للأسد لصد الغارات الإسرائيلية؟هل أعطت موسكو الضوء الأخضر للأسد لصد الغارات الإسرائيلية؟

هل أعطت موسكو الضوء الأخضر للأسد لصد الغارات الإسرائيلية؟

تميل وسائل إعلام إسرائيلية لتصديق الرواية التي تتحدث عن طلب موسكو من الرئيس السوري بشار الأسد، توجيه قواته لإسقاط المقاتلات الإسرائيلية، التي تنفذ من حين إلى آخر غارات ضد أهداف تابعة للجيش السوري النظامي، بزعم تحمل الأخير المسؤولية عن صواريخ متفرقة تسقط بشكل دوري داخل القسم المحتل من الجولان.

وتتحدث مواقع إخبارية إسرائيلية عن تقارير بشأن سياسة روسية جديدة، وتشير إلى أن الرسالة التي يريد أن يوصلها الرئيس الروسي لإسرائيل من ورائها تنص على أن "سوريا ليست ساحة لعب للمقاتلات الإسرائيلية"، ما دفع هذه المواقع للاستناد إلى واقعة إطلاق نيران المضادات الأرضية السورية باتجاه مقاتلات إسرائيلية قبل يومين، على أنها الترجمة العملية للسياسة الروسية الجديدة.

ضوء روسي أخضر

وبحسب ما أورده موقع "nrg" الإسرائيلي اليوم الخميس، فقد كان إطلاق نيران المضادات الأرضية السورية باتجاه مقاتلات إسرائيلية حدثًا غير مسبوق، مُستشهدًا برواية مواقع عربية تتبنى موقف المعارضة السورية، بحسب قوله، تفيد بأن دمشق أبلغت موسكو بأنها ترغب في التصدي للمقاتلات الإسرائيلية التي تحلق من حين إلى آخر وتستهدف الجيش السوري، فيما منحتها موسكو الضوء الأخضر.

وعملت سوريا على الصعيد الدولي لكي تردع الجيش الإسرائيلي وتمنع مقاتلاته من التسلل للمجال الجوي السوري، مستندة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعود لعام 1974.

وفيما يبدو أن المساعي السورية على الصعيد الدولي لم تثمر، فقد جاء إطلاق صواريخ مضادة للطائرات صوب مقاتلات إسرائيلية ليلة الثلاثاء الماضي بصورة تؤكد على تطور الموقف السوري، لكن المستوى العسكري الإسرائيلي يستبعد أن يتخذ الرئيس بشار الأسد قرارًا منفردًا في هذا الصدد.

ويعتقد الموقع العبري أن إطلاق صواريخ من هذا النوع صوب المقاتلات الإسرائيلية، ينبغي أن يكون بالتنسيق مع القوات الروسية، ويبرر ذلك بأن بطاريات الصواريخ التي قامت بالإطلاق منصوبة قرب دمشق، وأن تشغيلها يتطلب أوامر عليا، ربما من الرئيس السوري شخصيًا.

تسلسل الأحداث

وجذب تسلسل الأحداث أيضًا انتباه مراقبين إسرائيليين، فقد تم إطلاق الصواريخ بعد دقائق من الغارة الإسرائيلية، وأنه في هذه الحالة لم يكن بالإمكان إجراء سلسلة من المشاورات بشأن اعتراض المقاتلات هذه المرة، وأن الأوامر في الغالب صدرت بشكل مسبق لمشغلي بطاريات الصواريخ قرب دمشق.

واقتبس الموقع الإسرائيلي أيضًا تصريحًا أدلى به مسؤول سوري كبير لإحدى الصحف الكويتية، جاء فيه أن إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات إنّما جاء بالتنسيق الكامل بين الرئيس بشار الأسد وبين الجانب الروسي.

ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن موسكو تريد على ما يبدو توجيه رسالة لإسرائيل بأن سوريا ليست ساحة لعب للمقاتلات الإسرائيلية، ولا سيما وأن لدى موسكو رغبة في إنهاء الحرب، ولن تسمح بقيام إسرائيل بفرض واقع جديد، عبر قيامها بغارات من هذا النوع أو بتسليح منظمات معارضة لكي تستمر الحرب في سوريا سنوات طويلة.

وتطرق موقع "نيوز إسرائيل" للقضية ذاتها، لكنه تحدث عن واقعة محددة، بشأن رسائل تحذيرية وصلت من موسكو إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بشأن الغارات الإسرائيلية ضد مواقع الجيش السوري.

وفي سوريا تحدثت تقارير قبل يومين عن نجاح القوات السورية في إسقاط طائرتين إسرائيليتين، إحداها مقاتلة سقطت في القنيطرة، والأخرى طائرة من دون طيار تم إسقاطها قرب دمشق، لكن الجيش الإسرائيلي أصر على تفنيد تلك الرويات، دون أن ينفي تعرض مقاتلاته لإطلاق النار خلال تنفيذ غارات في سوريا.

أسباب التحول

أما عن الأسباب التي أدت إلى التحول المفاجئ في المواقف الروسية تجاه إسرائيل، فمن المعتقد أن الأمر يرتبط بشكل وثيق بالدعوة التي كان الرئيس فلاديمير بوتين قد وجهها لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ولرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأسبوع الماضي، لعقد اجتماع في موسكو بهدف إحياء المفاوضات السياسية، وما بدت وأنها إهانة وجهها نتنياهو للرئيس الروسي، حين قبل الدعوة قبل أن يرفضها.

لكن لو وضعت الإستراتيجية الروسية بشأن الحرب السورية بالاعتبار، يمكن القول إن الإهانة التي تلقاها الرئيس بوتين ربما كانت ذريعة لتنفيذ المحاولات الروسية التي تحدث عنها مراقبون إسرائيليون في وقت سابق، والتي تتعلق برغبة موسكو في فرض حالة من الضغط السياسي والعسكري على إسرائيل.

وتستهدف موسكو من وراء ذلك التوصل مع تل أبيب إلى تفاهمات بشأن جنوب سوريا، حيث يضع بوتين منذ بداية التدخل العسكري في أواخر أيلول/ سبتمبر العام الماضي الوضع  جنوب سوريا كأحد الأهداف الإستراتيجية الرئيسة، لأنه يرغب في تحييد تهديدات قوى المعارضة السورية هناك، ويدرك وجود تدخل إسرائيلي لصالح بعض هذه الجماعات، عسكريًا واستخباراتيًا ولوجيستيًا.

ومن النواحي الميدانية شكل القصف الإسرائيلي لأهداف تابعة لحلفاء روسيا في سوريا معضلة منذ بدء التدخل الروسي، وطرح أسئلة بشأن ردة الفعل الروسية الفاترة إزاء تعرض حلفائها مثل ميليشيات حزب الله وقوات الأسد للقصف الإسرائيلي في ذروة المعارك ضد تنظيمات المعارضة.

وبررت إسرائيل قصفها الأول عقب التواجد الروسي بأن الجيش السوري النظامي يتحمل المسؤولية عما يدور على الأراضي السورية، وقالت للمرة الأولى إنه من يسيطر على الأراضي السورية، وبالتالي ينبغي عليه منع إطلاق أي صواريخ على الجانب الإسرائيلي، وهي رواية لم تتوقف حتى اليوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com