اتفاق المساعدات الأمريكية يضع نتنياهو أمام انتقادات حادة
اتفاق المساعدات الأمريكية يضع نتنياهو أمام انتقادات حادةاتفاق المساعدات الأمريكية يضع نتنياهو أمام انتقادات حادة

اتفاق المساعدات الأمريكية يضع نتنياهو أمام انتقادات حادة

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو انتقادات حادة على خلفية اتفاق المساعدات الأمريكية العسكرية الذي تم توقيعه أمس الأربعاء في واشنطن، رغم كون الحديث يجري عن صفقة هي الأكبر على الإطلاق، تحصل إسرائيل بمقتضاها على 3.8 مليار دولار سنويًا، خلال الفترة الممتدة بين 2018 – 2028، بما يصل إلى 38 مليار دولار على عشر سنوات.

جاءت الانتقادات من شخصيات إسرائيلية تقلدت في الماضي مناصب حساسة، أو من خصوم نتنياهو السياسيين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأسبق ايهود باراك، والذي أظهر عدم رضاه إزاء سياسات نتنياهو تجاه إدارة الرئيس باراك أوباما، قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن المساعدات.

مغامرة نتنياهو

ويقف عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الأسبق على رأس منتقدي اتفاق المساعدات، ويأخذ على نتنياهو طريقة تعاطيه مع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، وهي الطريقة التي يرى أنها تتسبب في تفويت الفرصة أمام إسرائيل للحصول على مكاسب تفوق بكثير ما ورد بالاتفاق الموقع بالأمس.

وأشار أراد في تصريحات لوسائل الإعلام العبرية إلى أن واشنطن كانت على استعداد لتعويض إسرائيل بمساعدات تفوق بكثير ما تم التوصل إليه، في حال كانت مواقف نتنياهو مختلفة، ولم يظهر معارضته العلنية للاتفاق مع إيران، الذي تم التوقيع عليه في تموز/ يوليو من العام الماضي.

ووصف مستشار نتنياهو الأسبق الاتفاق مع واشنطن بأنه "مغامرة خاضها نتنياهو"، وأضاف أنه "أضاع فرصة تاريخية"، لافتًا إلى أنه كان على يقين منذ قرابة 6 أشهر أن نتنياهو أخطأ بشدة في ملف التفاوض مع الأمريكيين حول المساعدات، وأنه الآن على قناعة بأن رؤيته تجاه ما قام به نتنياهو كانت في محلها.

خسارة كبرى

واعتبر أن نتنياهو قد تسبب في خسارة كبيرة كان بالإمكان تجنبها، وتحقيق مكاسب كبرى، وأن الخسارة لا تكمن فقط في كون الاتفاق يمنح إسرائيل تمويلاً أقل وأسلحة أقل، ولكن الخسارة تطال أيضًا فشله في تحقيق مقابل سياسي جوهري، منتقدًا محاولات مكتب نتنياهو الترويج للاتفاق على أنه إنجار تاريخي، على أساس أن الحديث يجري عن المساعدات الأكبر التي تقدمها واشنطن.

ويعتقد مستشار الأمن القومي الأسبق أنه في حال كانت إسرائيل قد دخلت في مفاوضات مع واشنطن حول حجم المساعدات العسكرية قبل توقيع إيران على الاتفاق النووي فإنها ستحصل على أكثر من ذلك بكثير، لذا فإنه كان من المفترض أن تحصل على مساعدات ضخمة للغاية لو أدرات المفاوضات بشكل جيد بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران.

زيادة أسعار السلاح

وينتقد أراد في المجمل سياسات نتنياهو في هذا الصدد، لا سيما وأنه يعتقد أن زيادة حجم المساعدات من 3.1 مليار دولار إلى 3.8 مليار دولار في ظل ارتفاع أسعار السلاح، فإن الزيادة التي يجري الحديث عنها لا تمثل أي شئ.

وتتركز مخاوف المسؤول الإسرائيلي الأسبق على مسألة الوضع الأمني لبلاده وإذا ما كانت قادرة على الاحتفاظ بميزة التفوق النوعي على جيرانها من الدول العربية، فضلاً عن وضع إيران ما بعد الاتفاق النووي، ويعتقد أنه كان على واشنطن أن تضع بالاعتبار ضرورة دعم إسرائيل للحفاظ على تلك الميزة، معتبرًا أن الاتفاق الجديد لا يلبي ذلك الغرض.

باراك ضد الاتفاق

ونشر وزير الدفاع الأسبق ايهود باراك بدوره مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، انتقد بشدة اتفاق المساعدات الأمريكية ورئيس الحكومة نتنياهو.

 وبين باراك، الذي يسعى للعودة للمشهد السياسي مجددًا، إلى أن تداعيات الضرر الذي وقع على خلفية تدهور العلاقات بين تل أبيب وواشطن وبسبب سلوك نتنياهو غير المسؤول لم يعد محل شك، وأنه أصبح واضحًا للعيان.

وأشار باراك إلى أن إسرائيل ستحصل على 3.8 مليار دولارسنويًا، وهو أمر مهم لأمنها، لكن هذا المبلغ أقل بكثير مما كان بالإمكان الحصول عليه، محملاً نتنياهو المسؤولية عن ذلك، بسبب "تدخله الفج في السياسة الأمريكية الداخلية".

ووقعت تل أبيب وواشنطن الأربعاء اتفاق المساعدات العسكرية المحدث للسنوات العشر المقبلة، والذي وصفته وسائل إعلام بأنه الأضخم على الإطلاق، حيث ستحصل إسرائيل على 38 مليار دولار في تلك الفترة، وهو مبلغ يقل عما كانت تطالب به منذ توقيع إيران على الاتفاق النووي، حيث أرادت وقتها أن تصل قيمة المساعدات إلى 5 مليارات دولار سنوياً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com