إيران تمدّ نفوذها إلى أمريكا اللاتينية عبر قناة "نيكاراغوا"
إيران تمدّ نفوذها إلى أمريكا اللاتينية عبر قناة "نيكاراغوا"إيران تمدّ نفوذها إلى أمريكا اللاتينية عبر قناة "نيكاراغوا"

إيران تمدّ نفوذها إلى أمريكا اللاتينية عبر قناة "نيكاراغوا"

قدمت إيران عرضًا لدولة نيكاراغوا الواقعة في أمريكا اللاتينية مؤخرًا لمساعدتها في شق قناة "نيكاراغوا" العابرة للمحيطات.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية تصريحات المحلل الاقتصادي "هوشيار روستامي"، والتي أكد خلالها على أن العرض الذي قدمته إيران لدولة نيكاراغوا لمساعدتها في بناء قناة ضخمة ومنافسة لقناة بنما، ليس إلا عرضًا سياسيًا تهدف إيران من ورائه لتقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وأشارت الوكالة، إلى أن هذا كان هدف الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" إلى دولة نيكاراغوا الشهر الماضي، في إطار جولته في دول أمريكا الجنوبية والوسطى.

وأضافت الوكالة الروسية أن ظريف أكد أن إيران تُقدر بقوة علاقتها مع دولة نيكاراغوا وجيرانها من دول أمريكا اللاتينية، وذلك عقب اللقاء الذي جمعه بنظيره النيكاراغواي، صامويل سانتوس لوبيز.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) نقلت عن ظريف قوله "إن شعب إيران ونيكاراغوا معروفين في العالم بثوراتهم ومقاومتهم للضغوط الخارجية"، معربًا عن أمله في أن "تتمكن كل من إيران ونيكاراغوا من تعزيز علاقتهما الاقتصادية والدبلوماسية ".

كما تطرق ظريف خلال حديثه مع نظيره النيكاراغوي إلى مشروع انشاء قناة نيكاراغوا الكبرى العابرة للمحيطات، وهو مشروع لممر مائي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

ونقلت الوكالة الروسية، تصريحات الخبير الإيراني بشركة (فيناباث) الكندية للاستشارات المالية، هوشيار روستامي، والتي أكد خلالها أن إيران تقدم دعمًا سياسيًا، وليس فنيًا للمشروع الهندسي المطلوب، في إشارة إلى مشروع قناة نيكاراغوا.

وأضاف، أنه حتى الشركات الصينية نفسها لن تكون قادرة على تولي مهام مثل هذا المشروع بمفردها دون دعم الحكومة الصينية، موضحًا، أنه رغم ضرورة وجود اتحاد دولي لعدد قليل من الشركات الكبرى من البلدان لتنفيذ هذا المشروع، إلا أن المرحلة الأولى منه تم اسنادها لشركة صينية لأسباب سياسية، مفسرًا ذلك بأن طهران مهتمة بمشاركة الصين في هذا المشروع، إذ عرضت تمويله ليكون لها موطىء قدم في المنطقة، وثقلاً أمام الولايات المتحدة التي تسيطر عسكريًا على قناة بنما المجاورة.

وأشارت الوكالة الروسية، إلى اتفاق قطب الصناعة الصيني "وانغ جيان " مع حكومة نيكاراغوا على تمويل القناة الجديدة، مضيفة أن روسيا أعلنت عن دعمها للمشروع مبدئيًا، ووافقت مطلع العام الجاري على إمداد نيكاراغوا بمعدات دفاعية تُقدر بـ 80 مليون دولار، موضحة أن نيكاراغوا طلبت من روسيا 50  دبابة حديثة من طراز  (T-72B1 ) ، تم استلام 20 منها مطلع هذا العام.

وأضاف الخبير الإيراني روستامي، بأن تصريحات "ظريف" في أمريكا اللاتينية كانت لها صدى واسعا عند عودته إلى إيران، حيث انتقده عامة الشعب الإيراني لتكريسه مزيدًا من الاهتمام لدولة نيكاراغوا، مشيرًا إلى أن إعلان "ظريف" عن جولته إلى أمريكا اللاتينية كانت محل نقاش وانتقاد، حيث وجه له نقدًا كون نيكاراغوا تُعد دولة هامشية بالنسبة لإيران، فهي ليست واحدة من تلك الدول التي تحتاج إيران إلى تعزيز شراكتها الاقتصادية معها.

وأضاف روستامي،"لا يمكن الجدال حول ذلك، ولكن دعونا ألا ننسى المصالح الاقتصادية والتي تدفع إيران لتعزيز نفوذها في مثل هذه النوعيات من الدول الصغيرة، ولكنها جذابة بشكل استراتيجي، لما تشكله من ثقُل أمام الولايات المتحدة".

واختتمت وكالة "سبوتنيك" الروسية، بالقول إن قناة نيكاراغوا المقترحة يبلغ طولها نحو 270 كلم، وهي أطول بــ 3 أضعاف من قناة بنما المعروفة، وكذلك أعمق وأوسع منها، حيث تمت إعادة فتحها هذا العام بعد إجراء مشروع ترميم لها لتوسيع سعتها لنقل 600 مليون طن من البضائع سنويًا، موضحة أن الولايات المتحدة أنهت شق قناة بنما العام 1914، وذلك بعد فشل الجهود الأوروبية للربط بين المحيطين الأطلسي والهادىء، وورفعت يدها عن القناة وسلمتها لبنما العام 1999، ولكن لا تزال تحتفظ بحقها في استخدام القوة العسكرية لبقاء القناة مفتوحة أمام حركة المرور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com