كم مرة يسمع الإيرانيون كلمة "عدو"؟.. النتيجة تدفعهم للاستسلام للنظام
كم مرة يسمع الإيرانيون كلمة "عدو"؟.. النتيجة تدفعهم للاستسلام للنظامكم مرة يسمع الإيرانيون كلمة "عدو"؟.. النتيجة تدفعهم للاستسلام للنظام

كم مرة يسمع الإيرانيون كلمة "عدو"؟.. النتيجة تدفعهم للاستسلام للنظام

الحكاية الإيرانية المستمرة التي تروى من خلال صلاة الجمعة في مساجد إيران، تفيد بأن إيران تواجه أعداء باستمرار، فالخطب التي يلقيها بانتظام القائد الأعلى أيه الله علي خامنئي وقائد الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى شعارات قوات الدولة الشبيهة بمليشيات الباسيج، واختراع تسميات للعدو مثل الشيطان الأعظم، محفورة في أيديولوجية النظام السياسية.

ومنذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في العام 1979، كانت رسالة طهران متسقة "إن الجمهورية الإسلامية تواجه أعداء وأخطار على وجودها". والمحطات الإعلامية المملوكة للدولة الإيرانية تنشر نفس الرسالة ونفس الحكاية.

وقالت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية إنه "إذا لم يكن هناك عدو لإيران، كيف للقادة الإيرانيين أن يصرفوا الانتباه بعيدا عن المعاناة اليومية التي تواجه الإيرانيين؟ فبدون أعداء من أي قاعدة اجتماعية سيحصل خامنئي علي شرعية؟ وبدون الأعداء كيف يتسني للحرس الثوري الإيراني قمع المعارضة بوحشية و تحويل مؤسسته العسكرية لإمبراطورية بالمنطقة؟".

وأوردت الصحيفة تعليق رئيس المجلس الأمريكي الدولي الدكتور ماجد رفيزادا، حول الموضوع بقوله "في آخر خطاب للقائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ركز على كيف يتعين على الجمهورية الإسلامية أن تركز على مواجه ومقاومة العدو؟، وكيف يتعين على قادة إيران ألا يثقوا في أعداء إيران تحت أي ظرف؟.

فالأطفال يتعلمون في سن صغيرة من خلال النظام التعليمي والكتب عن هؤلاء الأعداء، فمنافذ الحكومة الإعلامية تكرر باستمرار من هم الأعداء، ولماذا هم أعداء؟.

وقال محلل سياسي موجود بإيران يدعى مينا إن "حوالي 90% من الأخبار الإيرانية ترتكز على تحذير الناس من الأعداء الإقليمين والدوليين، وتتحدث عن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى في المنطقة كالسعودية".

ونوه مينا إلى أن "باقي الأخبار تتناول نشر المذهب الشيعي، والحداد على القادة الشيعيين، وإظهار أن الشيعة ضحايا، وكيف أن إيران هي الدولة الوحيدة الحسنة في المنطقة".

وذهبت الصحيفة في تقريرها إلى القول إن "الحصول على أعداء أقوياء يعمل جيدا ككبش فداء اجتماعي وسياسي واقتصادي للقادة الإيرانيين، فبدون العدو كيف يستطيع قائد إيران تبرير تضيق الخناق على المعارضة؟ ومن غير عدو  كيف يستطيع خامنئي وقائد الحرس الإيراني الثوري تفسير الميزانية العسكرية الضخمة؟،و كيف يمكن للقادة الإيرانيين إبعاد التركيز عن تراكم الثروة في الأعلى وكمية الفقر العظيمة في إيران؟"

وواصلت "وورلد تريبيون" تساؤلاتها قائلة "بدون العدو كيف يمكن للجنرال قاسم سليماني وخامنئي تفسير التدخل في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين؟، من سيغطي على حقيقة أن نصف تعداد إيران تحت خط الفقر؟".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن "الميزانية الإيرانية العسكرية في زيادة مستمرة، على الرغم من أن إيران لم تتعرض لاعتداء من قبل جهات حكومية أو جهات غير حكومية خلال الثلاثة عقود الماضية ."

من وجهة نظر الصحيفة، فإن السبب وراء تذكير إيران بالعدو يمكن في أن "القادة الإيرانيين قد استخدموا العدو بشكل منهجي ككبش فداء وأداة لتبرير قمع أي معارضة في الداخل".

ففي السنوات الأولى من الثورة، عززت إيران قوتها بتسمية المعارضة بالأعداء والمتآمرين والخونة، وهذا أعطى الدولة منصة شرعية للقضاء على المعارضة، وقد استمر هذا النهج إلى وقتنا الحالي.

هذا على صعيد الداخل، أما على الصعيد الخارجي ومن الناحية العسكرية، فالحصول على عدو أعطى الدائرة العليا من القادة الإيرانيين العذر لجمع الثروات من خلال استغلال معظم الميزانية، والعائدات ومصادر الدولة وثرواتها.

ليست الثروة  فقط ما يتراكم في الأعلى، ولكن أيضا زيادة النفوذ وقدرة إيران العسكرية، التي تعزز قدرة القادة الحاكمين على قمع المعارضة الداخلية، ومتابعة طموحات طهران في السيطرة علي المنطقة، وإضعاف أي محاولة خارجية للتدخل.

كما أن الحصول على عدو للقادة الإيرانيين يمثل أداة قوية لتوحيد الشعب، من باب اصنع الـ "آخر"،  و"فرق تسد"، وهذا أكثر سهولة للسيطرة على الشعب إذا عرفت الشياطين مقابل مريدي الحكم الديني في البلاد.

وكتبت الصحيفة الأمريكية أن الحصول على عدو قوي هو طريقة للحكم باستفزاز العواطف القومية خلال تحريض الكراهية والخوف، والمثال الأكثر بروزا في تطبيق هذه الطريقة عبر التاريخ الحديث كان من قبل الحزب النازي، ولكن الجمهورية الإسلامية لا تحرض المشاعر القومية فقط بل والثورية أيضا، وهذا يخلق قوة مطلقة  تدعم الحكومة.

الجمهورية الإسلامية يمكن أن تعرف أيديولوجيتها السياسية بوضع نفسها في الجانب الطيب و تصوير العدو علي أنه بربري شيطاني خبيث وغير أخلاقي، وذلك بإظهار العدو علي أنه القامع، في حين تصف إيران نفسها بالدولة المقموعة، مما يعطي مناعة لرجال الدين بفعل أي شيء دفاعا عن النفس.

 واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الجمهورية الإسلامية هي دولة جنون الشك والعظمة ودولة ثورية دينية تحلل الأشياء من منظور ثنائي لو أنت توافق على أيديولوجياتنا قد تكون شيوعياً أو رأس مالياً أو ثيوقراطيا، فإذا كنت تختلف مع أيديولوجيتها في أي شيء لن تكون مجرد عدو، بل يجب قمعك.

وختمت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية تقريرها بالقول "يمكن أن يكون العدو قوي لتوحيد المؤيدين و صناعة ولاء كنتيجة للمخاطر الوهمية، فمهما حاول أعداء إيران لن يغير قادة البلاد سياستهم تجاههم، فرجال دين الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن يتحملوا عدم وجود الأعداء، إذا لم تجد إيران عدوا سوف تخلق واحدا لتستمر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com