ماذا سيسمع "كاتم أسرار الأسد" خلال زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو؟
ماذا سيسمع "كاتم أسرار الأسد" خلال زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو؟ماذا سيسمع "كاتم أسرار الأسد" خلال زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو؟

ماذا سيسمع "كاتم أسرار الأسد" خلال زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو؟

أثارت التقارير حول زيارة مرتقبة لمدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، رجل الأمن الأول، إلى موسكو الأسبوع المقبل أسئلة حول خفايا هذه الزيارة النادرة.

وقال مصدر سوري مطلع إن زيارة مملوك، الذي يوصف بـ"كاتم أسرار الأسد"، تكتسب أهمية قصوى ذلك أنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية، فضلاً عن مكانة الرجل الأمنية الرفيعة في بلد تتحكم بسياساته وتوجهاته المؤسسات الأمنية، بالدرجة الأولى.

ورجح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن تتركز مباحثات المسؤول الأمني السوري على الاتفاق الأمريكي الروسي الوشيك بخصوص سوريا، وكذلك تداعيات التوغل التركي العسكري الأخير في شمال سوريا.

وأضاف المصدر أن الجانب الروسي ربما ينقل لرجل الأمن السوري تحفظه إزاء التواجد الإيراني الكثيف في دمشق، وإقدام التجار الإيرانيين على شراء عقارات في مناطق يغادرها المعارضون، كما هو الحال في بلدتي داريا والمعضمية، بالقرب من دمشق.

وتشترط السلطات السورية الحصول على موافقات أمنية لدى شراء أراض وعقارات، وهو ما يعني أن الأجهزة الأمنية هي التي تتحكم بحركة البيع والشراء في هذا المجال.

ولم يستبعد المصدر المطلع أن يشكل مصير الرئيس السوري بشار الأسد محورًا آخر للمناقشات، مستبعدًا أن يتسرب شيء بشأن هذا الملف الشائك للإعلام.

ورأى المصدر أن تراجع الحديث عن مصير الأسد لا يعني أن هذا الأمر لم يعد عقبة أمام أية تسوية محتملة، معربًا عن اعتقاده أن ثمة نقاشات تدور خلف الكواليس بشأن المدة التي سيبقى فيها الأسد في الحكم خلال المرحلة الانتقالية المنتظرة.

وشكل مصير الأسد العقبة الرئيسة أمام التوصل إلى تسوية سياسية، كما أن هذا الملف كان عائقًا أمام أي تقدم في مفاوضات جنيف المتعثرة.

وكان اسم مملوك تردد في بعض التقارير السابقة بوصفه البديل المحتمل للأسد.

وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية، ذكرت، نقلا عن مصدر أمني لم تسمه، إن مملوك سيزور موسكو الأسبوع المقبل، من دون أن تدلي بأية تفاصيل إضافية.

وتتزامن الزيارة مع تصاعد الحديث عن الوصول إلى اتفاق روسي أمريكي وشيك بشأن سوريا.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء، الجمعة، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن روسيا والولايات المتحدة ربما تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سوريا على الرغم من الخلافات المحيطة بالسبيل الأمثل لحل الصراع.

وأضاف بوتين أن المحادثات الجارية بين موسكو وواشنطن صعبة للغاية لكنها على الطريق الصحيح.

وتهدف المفاوضات بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا إلى وقف إطلاق النار على نطاق واسع في سوريا، كما أن هناك أملا في الاتفاق على هدنة أسبوعية مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال البلاد.

ورغم سطوته الأمنية، إلا أن مملوك لا يظهر في الإعلام المعارض مطلقًا، وحتى في الإعلام الموالي للنظام، فإن إطلالاته قليلة جدا قياسًا إلى دوره الأمني الواسع.

وكان مملوك ظهر في الإعلام، مؤخرًا، عندما نفى في اتصال هاتفي مع قناة الميادين، الموالية للنظام السوري، صحة المعلومات عن الاتصال من قبل الروس بقيادات من الجيش السوري الحر.

وقبل نحو عام، تسربت تقارير عن زيارات سرية قام بها مملوك إلى كل من السعودية وسلطنة عمان، لتكون المرة الأولى التي تستقبل فيها الدولتان مسؤولًا سوريًّا رفيعًا منذ بدء الأزمة.

ويحمل مملوك رتبة لواء، وهو من مواليد دمشق 1946، ويعد واحدًا من أبرز القادة الأمنيين السوريين.

والأهم في مسيرته الأمنية الطويلة، أنه يحظى بثقة كبيرة من الأسد الذي عينه رئيسًا لمكتب الأمن الوطني خلفًا لهشام بختيار الذي قتل في تفجير "خلية الأزمة" بدمشق صيف 2012، وشغل سابقا منصب مدير أمن الدولة.

ونظرًا لدوره في قمع الاحتجاجات السلمية بداية الأزمة السورية، فرض عليه كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية.

وينتمي مملوك إلى جانب أسماء قليلة مثل علي دوبا ومحمد الخولي وعلي حيدر وغازي كنعان ومحمد ناصيف وبهجت سليمان وجامع جامع... إلى الدائرة الضيقة؛ المقربة للأسد الأب حافظ الأسد والابن بشار، وفي حين أن أغلب هؤلاء أصبحوا خارج السلطة بعد أن انتهت أدوارهم، أو بسبب الوفاة، لا يزال علي مملوك يحتفظ بنفوذه القوي.

ويصف بعض الناشطين المعارضين مملوك بأنه "الصندوق الأسود" الذي يحتوي على كافة أسرار المخابرات السورية حول أغلب الملفات الساخنة التي أدارتها الأجهزة الأمنية على مدار العقود الماضية.

ويضيف النشطاء أن مملوك، الذي ينتمي للطائفة السنية، يحتفظ بولاء مطلق لعائلة الأسد وساهم بشكل كبير في تحويل الدولة السورية إلى منظمة بوليسية سرية تطارد كل معارض للنظام.

وذُكر اسم مملوك في ملف اتهام الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة بنقل متفجرات إلى لبنان، حيث اعترف سماحة بنقله متفجرات بسيارته لتنفيذ اغتيالات لقائمة من الأشخاص بالاتفاق مع علي مملوك.

من الناحية النفسية، يعتبر مملوك من الشخصيات الغامضة والمثيرة للجدل، ولديه هوس بحب السيطرة والتحكم وتوجيه الأوامر، وتتميز شخصيته بالفوقية، وهو، بحسب مقربين منه، يثير القلق في أي محيط يوجد فيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com