لماذا تتحرّش إيران بسفن البحرية الأمريكية في مضيق هرمز؟
لماذا تتحرّش إيران بسفن البحرية الأمريكية في مضيق هرمز؟لماذا تتحرّش إيران بسفن البحرية الأمريكية في مضيق هرمز؟

لماذا تتحرّش إيران بسفن البحرية الأمريكية في مضيق هرمز؟

لا تتوقف سياسة إيران الاستفزازية تجاه المنطقة والغرب، وآخر الحوادث في هذا الإطار، هو ما أقدمت عليه "قوات البحرية الإيرانية التابعة لفيلق الحرس الثوري"، عبر عدة حوادث تحرش بسفن البحرية الأمريكية في مضيق هرمز.

ويرى خبراء أن طهران تسعى من خلال هذه "الاستفزازات العدائية" إلى توجيه رسائل سياسية في أكثر من اتجاه.

وشهد مضيق هرمز الاستراتيجي، الأسبوع الماضي، مواجهات عن قرب بين سفن البحرية الأمريكية وزوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة "ضيقة من الناحية السيادية"، وهو ما يزيد من مخاطر سوء التقدير.

ويرى تقرير لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أن الحوادث الأخيرة لا تشكل سوى أحدث مثال على المواجهات الاستفزازية بين القوات البحرية الأمريكية والإيرانية في الخليج العربي، فليس جديداً على قوارب "القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري"، أن تقوم بمضايقة السفن الغربية والأمريكية التي تعبر المضيق.

علاوة على ذلك، اعتادت تلك القوارب على إنجاز تمارين إطلاق صواريخ حية بشكل مفاجئ على مقربة من سفن البحرية الأمريكية في المياه الدولية للخليج العربي، كان آخرها في منتصف آب/أغسطس الجاري.

ويقول تقرير معهد واشنطن إن هذه الاستفزازات تتخذ بعداً سياسياً محلياً موجهاً نحو وزراء حكومة الرئيس حسن روحاني الذين يطالبون بتوطيد العلاقات مع الغرب، فـ "القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري" تقف بشكل وثيق إلى جانب دائرة المتشددين التابعين للمرشد الأعلى علي خامنئي، وغالباً ما تتخذ إجراءات منسجمة مع سياساته المعلنة أو غير المعلنة.

ورغم النافذة الدبلوماسية الضيقة التي أتاحها الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وأمريكا، لكنّ المتشددين الإيرانيين يكررون الحديث عن أن الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي لبلادهم.

وبحسب تقرير معهد واشنطن، فإن هذه العقلية تساعد "الحرس الثوري" على تبرير استفزازاته البحرية الأخيرة، من خلال تظهيرها كوسيلة إيران الأساسية للحد من التحركات البحرية الأمريكية بالقرب من مياهها الإقليمية.

ويضيف التقرير أن المتشددين قد يحتاجون أيضا إلى تجديد مواجهتهم مع أمريكا من أجل تبرير مخصصات الميزانية الهائلة التي يحصلون عليها سنوياً لأغراض عسكرية واستخباراتية وأمنية.

ويعطي بعض الخبراء بعدًا اقتصاديًا لهذه التحرشات، فالسلطات الإيرانية تأمل بهذه الممارسات في تحفيز أسواق النفط العالمية من خلال التسبب بمشاكل في الخليج.

وكانت وكالة رويترز أفادت في 25 آب/أغسطس، أن أسعار النفط قد ارتفعت بنسبة 1 في المئة كنتيجة مباشرة لحوادث الأسبوع الأخير.

ويوضح تقرير معهد واشنطن أنه "إذا ما أرادت إيران التخفيف من وطأة الضغوط الدولية والقيود الأخرى التي ما زالت تعيق تقدمها الاقتصادي والدبلوماسي، عليها التصرف بمزيد من المسؤولية، والالتزام بموقف أكثر احترافاً وغير قائم على المواجهة في منطقة الخليج العربي".

ولا تقتصر التدخلات الإيرانية، كما هو معروف، على مياه الخليج ومضيق هرمز، بل تمتد لأبعد من ذلك بكثير، عبر دعم الانقلابيين في اليمن، وإرسال مليشيات إلى سوريا والعراق، وخلط الأوراق في لبنان لصالح حزب الله، وتأجيج الفتن الطائفية في البحرين.

وكانت زوارق سريعة تابعة لـ"القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري" تقدمت، في 24 أغسطس، بشكل عدائي من سفن  أمريكية.

وفي حادثة أخرى سُجلت في 25 آب/أغسطس، أطلقت سفينة الدورية الأمريكية "يو. إس. إس. سكوال" عدة أعيرة تحذيرية باتجاه القوارب الإيرانية لإجبارها على الابتعاد عنها.

وفي حادثة واحدة على الأقل، أقدم الإيرانيون على إشهار أسلحتهم، بحسب التقارير الأمريكية.

وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليزابيت ترودو إن هذا السلوك الإيراني غير مقبول، معتبرة "أن هذه الأفعال تثير القلق وهي تصعيد للتوترات دون داع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com