إسرائيل تتجه لمزيد من التعتيم على انتهاكات جنودها ضد الفلسطينيين
إسرائيل تتجه لمزيد من التعتيم على انتهاكات جنودها ضد الفلسطينيينإسرائيل تتجه لمزيد من التعتيم على انتهاكات جنودها ضد الفلسطينيين

إسرائيل تتجه لمزيد من التعتيم على انتهاكات جنودها ضد الفلسطينيين

يحاول الجيش الإسرائيلي استخلاص عدة دروس من قضية الجندي، إليؤور آزريا، الذي  أعدم رميًا بالرصاص  الشاب الفلسطيني عبد الفتاح شريف، في آذار/ مارس الماضي، بمدينة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة.

ويقف الجيش أمام إشكالية تتعلق بزاويتين، الأولى هي تواجد المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية ميدانيا، أو تعاون أشخاص متفرقين معها بأن زودوها بمشاهد توثق الجريمة، والثانية تتعلق بالزخم الذي شهدته وسائل الإعلام الإسرائيلية أولا، ووسائل الإعلام الفلسطينية والدولية ثانيا.

ويتعلق هذا الزخم بتسريب مشاهد واقعة إطلاق النار "العنصر الأهم في تلك القضية"، وإعادة بثها بشكل مكثف للغاية محليا ودوليا، ثم مسألة المحاكمة والتغطيات الإعلامية غير المسبوقة لتطورها، والمواقف التي أبداها سياسيون إسرائيليون من شتى الانتماءات، حيث  يبدو وأن العديد منهم تاجر بتلك القضية على حساب صورة الجيش الإسرائيلي على الصعيد الدولي والحقوقي.

أزمة خطيرة

وتحدث ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي مع وسائل إعلام عبرية، وأشار إلى أزمة عميقة جراء طبيعة التعاطي الإعلامي والسياسي مع قضية الجندي القاتل، يبدو وأنها أحدثت أضرارًا وصفها بـ"الخطيرة" للجيش، لأن تشعب القضية وامتدادها للساحة السياسية، ومساحة التغطيات الإعلامية الضخمة لها، أدى إلى التطرق إلى مسألة "أداء ومواقف القادة العسكريين"، وهو أمر لم يحدث بهذه الصورة إبان جرائم مماثلة ارتكبها جنود إسرائيليون، وربما كان قد حدث فقط بعد إخفاقات عسكرية كبرى.

وبحسب قناة "20" العبرية الخاصة، فإن الاهتمام الكبير بالقضية صرف الأنظار بشدة عما حدث ميدانيا، زاعمة أن ثمة خطرًا ملموسًا كان يهدد حياة الجنود، لكن أحدا لم يركز على هذه الزاوية، وطالت الاتهامات القيادات الكبرى بالجيش بدلا من ذلك، كما أنه لم يتم وضع وجهة نظر الكتيبة التي خدم بها الجندي في الحسبان.

استخلاص الدروس

وحذر الضابط الذي لم تكشف القناة عن هويته، من أن "نقل القضية من ساحتها الطبيعية إلى الساحة الإعلامية بسرعة كبيرة، والحكم عليها بشكل مسبق عبر شهود العيان وغير ذلك كان تهوراً وخطأً هائلاً"، مشيراً إلى أن ضرراً خطيراً لحق بالجيش، وأن قضية الجندي آزريا ينبغي أن تنتهي منذ فترة طويلة عبر إنهاء التحقيقات واستخلاص الدروس.

وذهب إلى أن إنهاء القضية كان من الممكن أن يكون خلال أيام، فالجندي في حال أخطأ سيعاقب، ولكن العقاب المناسب الذي يحدث حين يرتكب أي جندي خطأً في ميدان القتال، ما يعني أنه لو أظهرت التحقيقات أن الجندي ظن أن هناك عبوة ناسفة تشكل خطراً على حياة  زملائه، كان ينبغي لومه وتوبيخه داخل وحدته فحسب.

التضييق على الإعلام؟

ويعتقد مراقبون أن تلك القضية التي فتحت الباب أمام الحديث عن العلاقة بين الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام والمستوى السياسي، سوف تنتهي بإجراءات جديدة، ربما تلقي بظلالها على تلك العلاقة المتردية بالأساس.

وتعني تصريحات الضابط الذي تحدث مع القناة الإسرائيلية أن استخلاص الدروس ربما سيكون عبر تشديد أوامر حظر النشر من قبل الرقيب العسكري في مثل هذه القضايا، وصدور تعليمات مسبقة للصحف ووسائل الإعلام المحلية بالامتناع عن الحديث عن أية واقعة يتورط بها جنود قبل أن يتم التحقيق مع المتورطين تحت إشراف الجيش.

طمس الانتهاكات

وتؤكد على هذه الاحتمالات، الأنباء التي كانت قد ترددت مطلع هذا الشهر، عن اتجاه آخر يتعلق بمسيرة المحاكمة، حيث يتعلق الأمر بمبادرة جديدة، بالجيش هدفها طمس الانتهاكات التي يمارسها جنوده بحق الفلسطينيين، من خلال إقامة كيان تحقيق جديد، يمثل حاجزاً أمام إحالة الجنود المتورطين إلى القضاء العسكري، بحيث يكون هذا الكيان هو وحدة المكلف بتحديد إذا ما كان ينبغي الذهاب إلى مسيرة تقاض طبيعية، أو الاكتفاء بتوجيه اللوم للجنود داخل وحداتهم.

ويقود عدد من ضباط الاحتياط بالجيش، ممن يحملون رتباً عسكرية كبيرة هذه المبادرة، ويطالبون بإقامة كيان تحقيق عسكري جديد، يقف على رأسه ضابط برتبة لواء، وعضوية شخصيات عسكرية مهنية وقانونية، بحيث يدرس هذا الكيان كل واقعة مثل تلك التي شهدتها مدينة الخليل قبل خمسة أشهر، ويحدد إذا ما كان ينبغي إحالة الجندي إلى القضاء أم معاقبته انضباطيا داخل وحدته التي يخدم بها.

ويرى مراقبون أنه في حال حظيت المبادرة بموافقة المؤسسة العسكرية وتم تعميمها، فإن الحديث يجري هنا عن خطوة من شأنها أن تعيق تقديم العديد من الجنود المتورطين بجرائم بحق الفلسطينيين إلى القضاء العسكري، حيث أن هذا الكيان التحقيقي في الغالب سيقرر أن الجريمة لا تستحق إحالة الجندي إلى القضاء العسكري، وبالتالي سيخضع لعقوبة متواضعة داخل وحدته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com