لماذا يطهّر بوتين السلطة من أصدقائه القدامى ؟
لماذا يطهّر بوتين السلطة من أصدقائه القدامى ؟لماذا يطهّر بوتين السلطة من أصدقائه القدامى ؟

لماذا يطهّر بوتين السلطة من أصدقائه القدامى ؟

تستعد روسيا لإجراء أول انتخابات وطنية خلال الشهر المقبل، وبالتزامن مع ذلك يركز المحللون السياسيون على مجموعة من الإجراءات والتغييرات الغريبة التي تحدث في دائرة الرئيس فلاديمير بوتين القريبة جدًا منه، والتي تشهد غياباً لعدد من الوجوه عن الساحة السياسية في البلاد بشكل مفاجئ.

واستبدل بوتين، الأسبوع الماضي، واحدًا من أقدم حلفائه في الديوان الرئاسي، وهو سيرجي إيفانوف، والذي يعد واحدًا من الأصدقاء المقربين للرئيس بوتين.

وتأتي إقالة إيفانوف بعد أسبوعين من سلسلة تعيينات لمسؤولين في الأقاليم رأى فيها خبراء أنها طريقة لتنظيم الصفوف قبل معركة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 18 سبتمبر/ أيلول المقبل، وكذلك الانتخابات الرئاسية في 2018، وذلك وسط أزمة اقتصادية وتوترات مع البلدان الغربية.

وكان إيفانوف، وزير الدفاع السابق (63 عامًا) قد عُيَّن ممثلاً خاصاً للرئيس للمسائل المتصلة بالبيئة والنقل، وخلال لقاء مع الرجلين، بث وقائعه التلفزيون، أعرب بوتين عن ارتياحه لعمل إيفانوف الذي كان مديرًا للإدارة الرئاسية منذ 2011، أي قبل بضعة أشهر من عودته إلى الكرملين في 2012.

وقال الرئيس: "أتذكر جيداً اتفاقنا، فقد طلبت مني ألا أوظفك أكثر من أربع سنوات في منصب مدير الإدارة الرئاسية، لذلك اتفهم رغبتك في الانتقال إلى مجال آخر".

ويعتبر سيرجي إيفانوف حليفًا مقربًا جدًا من الرئيس. ومثله، عمل لحساب الاستخبارات السوفييتية وخصوصًا في لندن التي طرد منها في 1983، ثم في الدول الاسكندنافية وكينيا، والنقطة المشتركة الثانية التي تجمعه ببوتين - كان يعد خليفة محتملاً له - هو أنهما ينحدران من مدينة سان بطرسبورغ ثاني مدن البلاد والعاصمة السابقة لروسيا القيصرية.

وتنم الإجراءات التي أقدم عليها بوتين مؤخرًا عن أن الزعيم الروسي يتحرك بشراسة لإعادة موازنة فصائل النخبة الأمنية والاقتصادية في روسيا وتعزيز سلطته أكثر.

ويلجأ الرئيس الروسي إلى ذلك في وقت تشهد فيه الضغوط الاقتصادية الداخلية في روسيا تزايدًا مستمراً، وفيما يصعّد الكرملين التوترات في أوكرانيا ويحاول إجبار الغرب على التوصل إلى تسوية بالتفاوض، وتدل تحركات بوتين المفاجئة، في روسيا وفي الخارج، على أنه يستشعر تهديدات لمصالحه وفرصاً لا تحتمل التأخير لتقوية مركزه.

وينقسم المحللون بشأن أسباب التغييرات التي قام بها بوتين، حيث يقول أستاذ العلوم السياسية ايكاترينا سكولمان، إن إقالة إيفانوف حتى لا يسمح للمعارضة بالحديث حول اعتماد بوتين على أصدقائه القدامى.

وقال جليب بافلوفسكي المحلل السياسي، الذي عمل مع الكرملين لأكثر من عقد من الزمان، إنه مهما كانت الأسباب، فإن عملية التطهير التي قام بها بوتين، جاءت لإزالة أولئك الذين يعرفون عنه الكثير، حيث يرغب في تعيين آخرين ليس لهم انتماء أو وزن سياسي، ليكون أصدقاء بوتين المتواجدين حوله بدون أي منصب رسمي.

ووفقًا لما قالته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن المقربين من الكرملين لا يعرفون السبب الحقيقي للتغيرات التي قام بها بوتين حتى الآن، وإن كان ذلك لم يمنع من المضاربة والتوقعات، حيث يرى البعض أن التصريحات الرسمية ربما تكون هي الحقيقية، حيث قال بوتين إن إيفانوف طلب منه عدم التجديد له لأكثر من 4 سنوات في هذا المنصب، لاسيما وأن الرجل فقد ابنه خلال العام 2014.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تحظى باهتمام عالٍ من قبل الشعب والأحزاب الروسية، حيث أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا أن 14 حزبا ستشارك في الانتخابات البرلمانية.

وانتهت اللجنة من تسجيل قوائم المرشحين التي قدمتها الأحزاب السياسية الروسية للمشاركة في انتخابات مجلس النواب "الدوما" الذي يضم 450 نائباً (يتم انتخاب نصفهم بنظام القوائم الحزبية والنصف الآخر وفق نظام القوائم الفردية).

ومن اللافت أن كافة الأحزاب التي سمحت لها اللجنة بالمشاركة في الانتخابات، تتمتع بالتمثيل النيابي، إما في مجلس "الدوما" أو في أحد المجالس المحلية بالأقاليم الروسية، وهو أمر يمنحها تلقائياً حق خوض الانتخابات.

ورفضت اللجنة تسجيل أية أحزاب أخرى للمشاركة في الانتخابات، بما في ذلك الأحزاب التي تمكنت من جمع 200 ألف توقيع من مؤيديها، تلبية لمتطلبات القانون الانتخابي الروسي.

ومن بين الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات، حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، و"الحزب الشيوعي"، و"الحزب الليبيرالي الديمقراطي"، وحزب "روسيا العادلة" اليساري، و"حزب النمو" التابع للمعارضة الليبرالية، وحزب "يابلوكو" الليبرالي المعارض.

ويتجه حزب "روسيا الموحدة" الحاكم نحو فوز محسوم في انتخابات مجلس "الدوما" الروسي التي تجري في يوم التصويت الموحّد في 18 سبتمبر/ أيلول المقبل، بينما تعتبر فرص أحزاب المعارضة "غير النظامية" في دخول البرلمان شبه معدومة، إلا أن التحدي الأكبر أمام السلطات الروسية لا يتمثل في إبقاء سيطرتها على المنظومة السياسية فحسب، وإنما في تحقيق ذلك عبر إجراء انتخابات بلا فضائح تزوير ومن دون تكرار الاحتجاجات على غرار تلك التي شهدتها روسيا بعد الانتخابات التشريعية العام 2011.

وإلى جانب الأحزاب، يتنافس عدد من السياسيين الروس في الانتخابات التشريعية المقبلة بشكل فردي، وأبرزهم الناشطة الحقوقية ماريا بارونوفا، التي نجحت في تجميع حوالي 14 ألف توقيع من سكان وسط موسكو.

وتجرى الانتخابات على 450 مقعدا في مجلس الدوما تحت نظام مختلط، حيث سيتم انتخاب نصفهم وهم 225 نائباً بنظام الاقتراع الفردي، بينما النصف الآخر سيتم انتخابه بنظام القوائم الحزبية.

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 17 يونيو/ حزيران الماضي على قرار ببدء الانتخابات، ونشر في نفس يوم بدء الحملات الانتخابية رسمياً.

وبجانب انتخابات "الدوما"، سيجرى انتخاب المجالس التشريعية المحلية في 39 منطقة، بينما ستعقد 7 مناطق أخرى انتخابات مباشرة لكبار مسؤوليها، حيث من المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية في روسيا من خلال 5 آلاف دائرة انتخابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com