داعش يجبر باكستان وإيران على تزوير شراكة مضطربة
داعش يجبر باكستان وإيران على تزوير شراكة مضطربةداعش يجبر باكستان وإيران على تزوير شراكة مضطربة

داعش يجبر باكستان وإيران على تزوير شراكة مضطربة

كشف موقع "إن بي سي" الإخباري الأمريكي أن مقاتلي داعش الذين يصدرون عقيدتهم القاتلة، يجبرون منافسيهم من إيران وباكستان على شراكة مؤقتة لمكافحة الإرهاب.

وكان قياصرة الأمن القومي من كل من إيران وباكستان اجتمعوا في طهران يوم 24 يوليو لمناقشة "ضرورة مكافحة التهديد المشترك الذي يشكله داعش"، وأعلنوا أنهم سيتعاونون معا من أجل مراقبة الحدود التي يبلغ طولها 600 ميل.

وقد تم التأكيد أن التهديد الإقليمي المشترك موجود على أرض الواقع، عندما تم قتل العشرات في تفجير انتحاري استهدف مستشفى في مدينة كويته في جنوب غربي باكستان الثلاثاء الماضي. وشكل داعش واحدة من مجموعتين تنافستا على الإعلان عن مسؤوليتهما عن ارتكاب الحادث.

منذ التصادم في دائرة الضوء الدولية عن طريق الاستيلاء على أراض من سوريا والعراق في صيف العام 2014، أظهر داعش عدة فروع إقليمية له خارج معقله الأولي.

أحد تلك الفروع، فرع يطلق عليه اسم إقليم خراسان، كان أودى بحياة المئات في أفغانستان، بما في ذلك هجوم 23 يوليو في كابول الذي أسفر عن مقتل 81 شخصاً وجرح 237 شخصاً.

وقال البنتاغون يوم الجمعة إن غارة طائرة من دون طيار أمريكية قتلت زعيم فرع داعش في أفغانستان، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن قتله من قبل.

يأتي هذا وسط مخاوف متزايدة من أن يوسع تنظيم داعش نطاق عملياته.

وفي حين أن جميع دول المنطقة معرضة للخطر، يشكل داعش تهديدا خاصا لإيران، وهذا وفقا لإدينا إسفاندياري، وهي زميل بماك آرثر وباحثة في كينغز كوليدج في لندن.

وقالت إدينا: "إن إيران هي الدولة الأكثر شعورا بالتهديد من قبل داعش في المنطقة".

ووفقا لإسفاندياري، فإن أحد أسباب هذا الخطر المتزايد يرجع إلى أن إيران شيعية إلى حد كبير، في حين أن داعش هو تنظيم أصولي سني يهدف إلى القضاء على الإسلام الشيعي تماما.

وأوضحت أن هذا هو السبب في أن إيران، التي تقاتل داعش على حدودها الغربية في العراق وكذلك في سوريا، تدعم حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.

ويشير الاجتماع النادر بين مستشار الأمن القومي الباكستاني، اللواء المتقاعد، ناصر خان جانجوا، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى أن هاتين الدولتين على استعداد الآن للعمل معا بعد سنوات من عدم الثقة.

وقد تم اتهام كلا البلدين بإيواء أو دعم المسلحين الذين يقاتلون في حروب بالوكالة على أرض الآخر. كما أن العلاقة الوثيقة بين الهند وإيران تغضب باكستان، إذ إن دلهي هي العدو اللدود لإسلام آباد. وفي الوقت نفسه، العلاقة القوية بين باكستان والمملكة العربية السعودية تجعل إيران موضع شبهات نظرا لصراعها مع المملكة من أجل الهيمنة الإقليمية.

وقد ذهبت إيران لمطاردة أعضاء تنظيم القاعدة، لكنها أيضا اتهمت بإيواء قادة الجماعة وأعضاء من أفراد أسرة أسامة بن لادن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

كما أن لدى باكستان علاقة معقدة مع تنظيم القاعدة، على الرغم من أن الاعتقاد السائد على نطاق واسع أنها تؤوي أعضاء من تلك الجماعة، بالإضافة إلى مقاتلي طالبان الأفغان وقادتها.

ثم هناك أفغانستان، التي تقع بينهما والتي تدخل فيها البلدان على حد سواء لعقود من الزمن.

وقال حسين هارون، مبعوث باكستان السابق لدى الأمم المتحدة، إنه في حين أن أي خطط بين إيران وباكستان لمواجهة داعش هي غامضة، تشتد الحاجة إلى تعاونهما الذي طال انتظاره في هذه القضية.

وصرح هارون للشبكة الإخبارية: "هذا البيان هو شعاع من أشعة الشمس بعد وقت طويل جدا في السياسة الخارجية الباكستانية". وأضاف: "لقد تم تقليص الكثير من دورنا الدولي بسبب النظر إلى المملكة العربية السعودية، وما الذي قد أعطانا إياه هذا؟"

وأضاف، "لم يكن هناك مفر من ذلك، والآن بعد أن توغلت طالبان في أفغانستان، وتقف باكستان معزولة فيما يتعلق بدعمها لحركة طالبان، وهناك تنظيم داعش الذي نشأ، نحن بحاجة للعمل مع الإيرانيين".

على الرغم من ذلك، ليس الجميع معجبا بالتعاون الموعود، وبالتأكيد ليس القائد الأفغاني للواء في غرب أفغانستان بالقرب من إيران التي تقاتل المتمردين لمدة 12 عاما.

وصرح اللواء بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لعدم تخويله للتحدث للصحافة، قائلا : "انا لا أعتقد أنهم صادقون فيما يقولون. فكلا البلدين توفران الأسلحة وملاذات آمنة للجماعات الإرهابية، والآن يقولان إنهما يريدان محاربة داعش".

وقد وافقه الرأي اللواء نجيب الله، قائد وحدة الشرطة في إقليم كابيسا بشمال شرق أفغانستان.

وأضاف اللواء: "نحن لا يمكننا أبدا أن نثق بباكستان أو إيران".

"لقد كانتا تقولان إنهما تحاربان الإرهاب على مدى السنوات الـ 15 الماضية، لكننا نرى كل يوم أنهما تزودان هذه الجماعات وكل بضعة أشهر، تُنشئان جماعة جديدة لنا".

وأشار الموقع الاخباري إلى أن المسؤولين الأفغان لم يعلقوا على الاتفاق بين إيران وباكستان.

كما نصحت إسفاندياري بالحذر حول الاتفاق الجديد بين باكستان وإيران.

وقالت: " لقت التقت باكستان وإيران لمناقشة الإرهاب على نطاق واسع وأطلقتا بعض التصريحات العامة حول ذلك". وأضافت: "لكن عندما تنظر إلى البيان الذي خرجتا به، فإن الشيء الوحيد الذي اتفقتا عليه على نحو ملموس هو تعزيز أمن الحدود".

وأوضحت قائلة: "إن هذا يبدو جيدا، لكن الإدلاء بتصريحات، ومعالجة التهديد حقا، هما شيئان مختلفان".

وهذا لا يعني أنه لا يوجد تفاؤل في باكستان بشأن التحرك نحو التعاون مع إيران، وآمال من شأنها أن تمتد إلى ما بعد محاربة الإرهابيين.

وقال نائب القوات الجوية، المارشال شهيد لطيف، وهو محلل أمني ومحاضر في جامعة الدفاع الوطني الباكستانية في إسلام آباد، إن الوقت قد حان لكي تبدأ بلاده العمل مع ايران.

وأوضح أن: "التجارة والطاقة والكثير من الأسباب الأخرى تجلب إيران وباكستان للعمل المحتمل معا". وشدد قائلا: "انسوا من فعل هذا في الماضي. إذا كان بإمكان باكستان وإيران التنسيق سويا، يمكننا حتى أن نشمل أفغانستان ونكافح هذا الخطر معا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com