خوفك من فقدان الشيء لن يضمن احتفاظك به
خوفك من فقدان الشيء لن يضمن احتفاظك بهخوفك من فقدان الشيء لن يضمن احتفاظك به

خوفك من فقدان الشيء لن يضمن احتفاظك به

يشعر الإنسان في محطات كثيرة من حياته بالخوف من فقدان شريك حياته، أو وظيفته، أو صديقه. ويخاف أحيانًا من خسارة ماء وجهه، أو من الخسارة في نقاش ما. كما يخشى فقدان ممتلكاته أو تدهور صحته، أو راحته، وروتين حياته في خضمّ تغيرات الزمن.

حياة صارمة

وفي هذا الصدد، تقول الأخصائية دايان غانيون في مقال نشرته مجلة "لا سوليسيون ايتونفو"، "إننا بسبب كل هذه المخاوف، نحاول أن نعيش حياة صارمة حتى لا نفقد شيئًا، نحاول السيطرة على كل ما يحيط بنا، ونخطط لكل شيء، ونتوقع كل شيء، ونشرف على كل شيء".

نرفض التغيير

وتضيف الأخصائية دايان غانيون،"إننا نرفض التغير، ونطوّر شعورًا أكبر للسيطرة والمقاومة، ما يجعلنا أكثر شعورًا بالغيرة والاكتآب". متسائلة،"هل الخوف من هذه الأشياء أمر طبيعي؟ أجل، لأننا نعتقد أن هذه الأشياء هي كل ما نملك، وكل ما نحن. إنها تراكماتنا وممتلكاتنا، وهُويتنا. لكننا ننسى أن كل شيء يتغير".

قلق متزايد

وحين نصبح على حافة فقدان شيء ما، تتعاظم تصرّفاتنا الحادة، ويسيطر علينا القلق والاكتآب في نهاية المطاف.

خوفنا لا يوقف التغيير

لنسأل أنفسنا، هل ساعدنا الشعور بالخوف من فقدان شيء ما في المحافظة عليه وحمايته؟

بالطبع ليس  !.. من المؤكد أن الخوف يجعلنا أكثر حذرًا، إلاّ أنه لا يحول دون انتهاء علاقاتنا أو فقداننا لوظيفتنا، أو إصابتنا بالمرض.. خوفنا لا يوقف التغيير في حياتنا، أو الفوضى في حياتنا اليومية.

الخوف من الفقدان يؤدي إلى الفقدان

وتتابع الأخصائية دايان غانيون قولها، مع ذلك، يضمن لنا الخوف من الفقدان عدّة أمور، أهمها: العبث بحاضرنا، وإفساد مزاجنا، وإقلاق راحتنا.

وبسبب تصرفاتنا الناجمة عن الخوف من الفقدان، فإن الشعور الدائم بالخوف يهدّد بخسارتنا لأحبائنا وأصدقائنا، وأحيانًا يصل الأمر إلى فقدان وظائفنا وصحتنا. لأن الخوف، بلا شكّ، يجعلنا نفقد هدوء أعصابنا وابتسامتنا، وأكثر من ذلك، ثقتنا بالحياة!

خوف من الموت وخوف من العيش!

وتؤكد الأخصائية دايان غانيون في مقالها، أن الخوف من الفقدان يستند في واقع الأمر على خوفين رئيسيين: الخوف من الموت، والخوف من العيش! وبالنسبة للبعض، الخوف من العيش يفوق بكثير الخوفَ من الموت، وهو يغذّي بالتالي جميع المخاوف الأخرى.

عملية حيوية

والخوف عملية حيوية، وهو يبيّن لنا بكلّ وضوح أننا لا نثق في أنفسنا، أو في الحياة بما فيه الكفاية.

الأسباب والأعراض

وبحسب مقال دايان غانيون، يقول علماء النفس، إن الخوف من الفقدان سببُه، في كثير من الأحيان، انفصال أثناء الطفولة.

ومن أعراض هذا الخوف، انفعال مزعج، ومربك لصاحبه وللآخرين: الاكتئابُ، والألم، وعلاقات معقدة، لأن الخوف من فقدان الآخر يُحدث سلوكيات مضطربة، ومن الصعب على الآخر التكيف معها.

ومن الأعراض أيضًا، مشاعر الحزن، والانهيار العصبي، واضطرابات التغذية أحيانًا.

 العلاج

الطريقة الوحيدة لوقف معاناة الخوف، هو إيجاد سبب المعاناة وإلغاؤه. ولا شك أن فهْم وعلاج الجرح الناتح عن هذا السبب، هما السبيلان الوحيدان والمباشران والمؤكدان للانتقال إلى حالة التحرر من الخوف.

كل شيء يتغير

وتقول دايان غانيون، لو كنت أستطيع أن أحتفظ بجسدي كما هو عندما يكون في حالة جيدة، وشابًا، ولو كنت أستطيع الحفاظ على هويتي الشخصية، في صورة جيدة أمام الآخرين. ولو كنت أستطيع أن أحتفظ بكل ممتلكاتي وكل علاقاتي على حالتها الراهنة، فسوف أشفَى، ولكن ليس الحال هكذ، لأن كل شيء يتغير، وكل شيء يتحول.

تعلّم من خوفك

وتضيف غانيون، ربما يكون من الأفضل، أن نتقبّل مخاوفنا، ونتقبل بحسن نية ما يمكنها أن تعلّمنا إياه، على الرغم من أنّ هذه المخاوف لن تقدّم لنا شيئًا في تغيير الواقع.

ثق بحياتك.. وبنفسك

وتختتم غانيون مقالها بالقول، "إذن بدلاً من أن نقسو على أنفسنا حينما نمرّ بحالة من الاكتآب الناتجة عن مخاوفنا، لنتقبل ما تقدمّه لنا هذه المخاوف، إنها تذكّرنا بأمرين مهمّين: أن نثق أكثر بحياتنا، وأن نحب أنفسنا !

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com