اتصالات الخارج المجهولة.. الحلقة المفقودة بتهديد الجهاديين في بنغلاديش
اتصالات الخارج المجهولة.. الحلقة المفقودة بتهديد الجهاديين في بنغلاديشاتصالات الخارج المجهولة.. الحلقة المفقودة بتهديد الجهاديين في بنغلاديش

اتصالات الخارج المجهولة.. الحلقة المفقودة بتهديد الجهاديين في بنغلاديش

حين نشرت السلطات في بنغلاديش الشهر الماضي أسماء 261 رجلا تغيبوا عن عائلاتهم، في محاولة منها للعثور على المتشددين المختبئين في البلد الذي يسكنه 160 مليون نسمة، تذيل القائمة اسم جيلاني إلياس أبو زيدال.

لم يكن أبو زيدال في بنغلاديش، فقد سافر الشاب الذي ترك دراسته بكلية الهندسة إلى سوريا العام الماضي ليقاتل في صفوف تنظيم داعش.

في نيسان/أبريل أعلن التنظيم أن أبو زيدال تحول إلى أشلاء خلال معركة بسبب مدفع مضاد للطائرات من عيار 23 ملليمتر.

ولدى سؤاله لماذا أوردت كتيبة التدخل السريع في بنغلاديش، وهي جهاز محلي لمكافحة الإرهاب، جيلاني بين 261 اسما، قال المتحدث باسمها مفتي محمد خان في تصريحات صحفية "لا أسرة الرجل ولا الشرطة أبلغت الكتيبة بوفاته، لهذا أدرجنا اسم أبو زيدال على القائمة."

وفي بحث بسيط عن اسم أبو زيدال على موقع جوجل، سيظهر لك إشعار من تنظيم داعش بوفاته.

يمثل إدراج اسم متشدد قتيل بنشرة أمنية في بنغلاديش دلالة على فشل السلطات بمواجهة الصلات الدولية للجماعات الإسلامية المتشددة بالبلاد.

وما زال مسؤولو الشرطة والمسؤولون الحكوميون مصرين على أنهم لا يواجهون تهديدا داخليا، في حين يرى خبراء إقليميون في شؤون الجماعات المتشددة أن هذا "خطأ جسيم".

في الوقت الذي اتسم فيه أداء رجال الأجهزة الأمنية بالبطء خلال محاولة استكمال الخطوات الأساسية لجمع المعلومات بعد أسابيع من هجوم وقع في الأول من تموز/يوليو في بنغلاديش، قتل خلاله 20 شخصا احتجزهم خمسة رهائن في مقهى بالعاصمة.

من ناحيتهم، يقر مسؤولون مصرفيون بأنهم يواجهون صعوبات حين يتعلق الأمر باعتراض تمويل أجنبي موجه للهجمات.

متشددون محليون

تشير الحكومة إلى أن هجوم الأول من تموز/يوليو  وهجوما آخر في 26 من الشهر نفسه،  قتلت فيه الشرطة تسعة متشددين يعتقد أنهم كانوا يخططون لهجوم مماثل من عمل متشددين محليين، في حين أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجومين لكن الحكومة رفضت ذلك.

يتلاءم هذا مع نمط يتبعه حكام البلاد، فهم تلقائيا يحملون خصومهم في أحزاب المعارضة الإسلامية مسؤولية تأجيج العنف، بل ذهبت الحكومة مؤخرا إلى ما هو أبعد من ذلك قائلة إنه لا وجود لتنظيم داعش في بنغلادش.

في حددت السلطات هوية المشتبه به الرئيسي في هجوم المقهى، وهو تميم أحمد تشودري، ويعرف بالاسم المستعار الشيخ أبو إبراهيم الحنيف.

ولدى سؤاله عما إذا كان إعلان المسؤولين عن اسم تشودري يمثل اعترافا ضمنيا بوجود تنظيم داعش في بنغلاديش، رفض رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة داكا منير الإسلام ذلك.

وقال منير الإسلام في تصريحات صحفية إن "موقفنا واضح جدا، لا وجود للدولة الإسلامية داخل البلاد."

ومنذ سنوات تنفي بنغلاديش أن جماعات متشددة مثل القاعدة أو داعش تمارس أنشطتها على أراضيها، لكن سلسلة هجمات وقعت في الآونة الأخيرة ونفذتها جماعات متفرقة ويصعب رصدها وإعلان مسلحين مبايعتهم للتنظيمين تظهر أن هذا النفي لم يعد له معنى.

موجة قتل

بين خبير الإرهاب الإقليمي من كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة روهان جوناراتنا من خلال بحث له شمل مقابلات في داكا مع مقاتلين محتجزين أن "المتشددين في بنغلاديش تلقوا تمويلا وتعليمات ومساعدة من تنظيم داعش."

في ظل تركيز لا يهدأ على الإسلاميين المتشددين اعترفت السلطات بأنها تواجه صعوبات في تعقب تحركات الأموال والأشخاص من الخارج، في حين اختفى ثلاثة من منفذي هجوم المقهى في داكا لشهور قبل الهجمات.

ولدى سؤاله عما إذا كانت السلطات قد راجعت قوائم الركاب للتحقق مما إذا كانوا غادروا البلاد وهو خيط محتمل يمكن اقتفاؤه لتحديد من قد يكونون ساعدوا في تنفيذ المذبحة قال نائب مفوض شرطة العاصمة محمد مسعود الرحمن إن "هذا لم يحدث، لم نتحقق بعد لكن هذا سيتم."

صلات مجهولة في سنغافورة

في مقابلات مع مسؤول كبير سابق في البنك المركزي ومسؤول حكومي حالي مطلع على العمليات المصرفية لم يتمكن أي منهما من ذكر أمثلة على نجاح الهيئات في بنغلادش في تعقب عمليات تمويل خارجي لجماعات متشددة واعتراضها.

إنها مهمة شاقة فقد حول ملايين العاملين بالخارج نحو 15 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت في حزيران/يونيو  2016، وتعتبر تحويلات المغتربين من بنغلاديش العاملين بالخارج هي ثاني أكبر مصدر للعملة الأجنبية بعد تصدير الملابس.

من بين المغتربين ثمانية رجال من بنغلادش ألقي القبض عليهم في شهري  آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين في سنغافورة، أسسوا جماعة أطلقوا عليها اسم "الدولة الإسلامية في بنجلاديش".

بدورها، قالت وزارة الداخلية في سنغافورة إن "معظم العاملين من بنغلاديش عمال بناء لم يتمكنوا من الوصول إلى سوريا، وكانوا يدخرون المال للعودة إلى بلادهم وتنفيذ هجمات".

وأضافت أن "زعيم المجموعة يعمل بشركة للمقاولات ويبلغ من العمر 31 عاما وتأثر بدعاية تنظيم داعش على الإنترنت، حيث كانت لديه قائمة من 13 فئة من الناس تحت عنوان يجب قتلهم شملت قوات الأمن والساسة والإعلاميين والكفرة مثل الهندوس والمسيحيين".

وبينت الوزارة أنه "تم إلقاء القبض على مجموعة أخرى مكونة من 26 شخصا في البلاد في شهري تشرين الثاني/نوفمبر  وكانون الأول/ديسمبر بعد أن كونوا مجموعة دراسية تؤيد فكر تنظيم القاعدة وداعش".

وأنهت الوزارة حديثها بأن "أعضاء المجموعة تلقوا تشجيعا للعودة إلى بنغلاديش والجهاد المسلح ضد الحكومة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com