هل مازال بالإمكان إنقاذ جنوب السودان؟
هل مازال بالإمكان إنقاذ جنوب السودان؟هل مازال بالإمكان إنقاذ جنوب السودان؟

هل مازال بالإمكان إنقاذ جنوب السودان؟

أشار محللون إلى أن جنوب السودان ستشهد "حرباً  ضروسًا" خلال الأشهر المقبلة، لأن البلاد تسير نحو صراع دموي سوف يودي بالعديد من أرواح المدنيين، حسب قولهم.

وقال محللون، إن "جنوب السودان ينجرف لا محالة". "ولكن نحو أي مصير؟ فإذا كانت الاحتمالات والآفاق كثيرة فهي لا تشمل سوى التدرج نحو الكارثة المحتومة".

واحتفلت العاصمة جوبا في التاسع من شهر تموز بالذكرى الخامسة لتأسيس دولة جنوب السودان ، حيث شهدت موجة من الاشتباكات، حيث حاولت قوات الجيش الشعبي (الجيش الشعبي لتحرير شعوب السودان)، الموالية للرئيس سلفا كير، التخلص من قوات نائب الرئيس رياك مشار المعارضة. في حين تمكن هذا الأخير من الفرار.

وفي جوبا، يحاول كير، وهو على رأس 20 ألف من الجنود والميليشيات، أن يفرض الوهم بأن مجموعة صغيرة من المنشقين عن قوات رياك المعارضة يمكن أن تصنع السلام بدلا من رياك مشار.

وترى صحيفة لوموند في تحليلها أن بعضا من هؤلاء المسؤولين يسعون لتحقيق أهداف شخصية، مثل الجنرال تعبان دينق، الذي عين نائبا للرئيس يوم الاثنين 25 يوليو. وقد تعرض آخرون للضرب قبل بضعة أيام، لتشجيعهم على المشاركة والتعاون.

وظهرت فكرة نشر قوة الحماية الإقليمية لإنقاذ عملية السلام المبنية على تقاسم السلطة بين قوات الجيش الشعبي لتحرير شعوب السودان وقوات جيش المعارضة. فبعد أن جُلبت لأول مرة في أبريل، للتعايش في جوبا، انتهى الأمر بين المجموعتين، كما كان متوقعًا، إلى التناحر بينهما.

ولذلك يتساءل المحللون ما الفائدة من كل ذلك، ناهيك عن أن جنود بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ليس لديهم لا الرغبة ولا الوسائل للوقوف في وجه قوات جنوب السودان المتقاتلة.

قوة حماية إقليمية

ويرى المراقبون أنه إذا جرى إعادة اللاعبين في الدراما الوطنية إلى جوبا، فلا بد من توفير قوة محايدة للسيطرة على بعض النقاط  وحماية المسؤولين السياسيين ومنع أي حادث يتصاعد إلى حرب مفتوحة.

قد تقع هذه المهمة على عاتق قوة حماية إقليمية الجاري إعدادها والتي سيتم دمجها في قوات حفظ السلام الأممية، ضمن ولاية جديدة، وهي المهمة التي ستدفع الأمم المتحدة فاتورتها (المقدرة بـ 182 مليون يورو).

رفض الفكرة

لكن ما ان طرحت هذه الفكرة حتى انهارت. لقد قال كير إنه يعارض وجود أي جندي إضافي أجنبي يتم إرساله إلى بلده، لأن هذا من شأنه أن يعرض للخطر سيادة البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، فالمشروع الذي تبنته الولايات المتحدة، تعارضه روسيا والصين معا.

ففي رأي المحللين أن سياسة أوباما في جنوب السودان توصف في هذه الأيام، وفي رأي مصدر رفيع في الامم المتحدة تحديدا، كارثة حقيقية. وهذا الفشل الأمريكي هو الذي يتمنى الروس ألا يغيب عن ذهن أحد.

نداء من أجل "وصاية"

يرى المحللون أن ليس من العدل بلا شك أن تؤدي التوترات بين واشنطن وموسكو إلى بلبلة افتراضات التسوية في جنوب السودان.

أما بالنسبة للصين، التي يمكن أن تحاول أن تفرض نفسها كحكم جديد، فيبدو أن الأحداث قد تجاوزتها ولن تستطيع أن تقدم شيئا.

ولكن هذا ليس هو العائق الوحيد. إذ هناك شبكة من التوترات الخفية التي تتحرك في بلدان المنطقة. على سبيل المثال، اثيوبيا ليس لديها نفس الأهداف التي تسعى إليها أوغندا في جنوب السودان. والحال أنهما البلدان من البلدان الأربعة المساهمة بقوات الحماية.

ويتساءل محلل لوموند هل قوات حفظ السلام الأفريقية أكثر فعالية من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام؟ إذا كان كل شيء مرهون بهذا التغيير سيكون الأمر من الأخبار الجيدة لجنوب السودان. ولكن الحقيقة أن هذا البلد في حالة انهيار كامل.

فشل كامل

في هذا الشأن يقول الباحث جون يونغ، الذي يعمل على المنطقة منذ ثلاثين عاما، إنه مندهش لرؤية "الفشل الكامل لعملية السلام"، وهو الفشل الذي ترك أمراء الحرب يتنافسون على موارد البلاد.

هذا ما ينبغي البدء بالاعتراف به. فبالنظر إلى الحاجة الملحة، فهل من الضروري، كما يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى جنوب السودان، برينستون ليمان، الدعوة إلى وضع هذا البلد تحت "وصاية"، والانطلاق من مبدأ أن إدارة مشتركة للبلاد من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يمكن أن تنقذ الوضع؟

وللدفاع عن هذه الفرضية يرى ليمان أنه من الضروري أن تحث منظمة الوحدة الأفريقية سلفا كير ورياك مشار إلى التخلي عن مسؤولياتهم. ولكن أي فرصة لنجاح مثل هذه المبادرة؟ معظم المراقبين يشككون في ذلك.

ولإنقاذ جنوب السودان، ينبغي الابتكار. ربما في البداية عن طريق كسر الثنائي كير-مشار. ولكن لعدم وجود اتفاق بين الدول المعنية الأخرى ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كما هو الحال في شرق أفريقيا، فلا شيء ولا أحد يستطيع أن يملي السلام في جنوب السودان.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com