جدل واسع في سنغافورة حول مشاركتها في غزو العراق
جدل واسع في سنغافورة حول مشاركتها في غزو العراقجدل واسع في سنغافورة حول مشاركتها في غزو العراق

جدل واسع في سنغافورة حول مشاركتها في غزو العراق

أثارت رسالة أحد الكتّاب في بريد القرّاء لصحيفة "تودايز فويسس"، حول مشاركة سنغافورة في غزو العراق عام 2003، جدلًا واسعًا في البلاد، لا سيما بعد صدور تقرير تشيلكوت حول الغزو.

وأوردت افتتاحية صحيفة "ذي اندبندنت" السنغافورية، الرسالة التي سأل فيها كاتبها "أزياه حسين" عن سبب قيام سنغافورة بنشر جنود وسفن وطائرات في الخليج في العام 2003 لدعم الحرب على العراق، وهل كان ذلك لأن الحكومة كانت راضية بشكل مستقل على أساس واقعي وقانوني بغزو العراق؟ أو كان السبب رغبتها في الوقوف إلى جانب حليف مهم بالنسبة لها؟

وأشارت "ذي اندبندنت" إلى أن تقرير تشيلكوت، انتقد حكومة توني بلير للمبالغة في خطورة التهديد الذي يشكله صدام حسين، وأكد أن "يقين" بلير حول مزاعم أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين لم يطابق واقع قدرات العراق. ولم يقبل تقرير تشيلكوت أيضًا ادعاء بلير بأن "الصعوبات التي واجهناها في العراق بعد الغزو لم نرها أو نواجه مثلها مسبقًا".

وقال "أزياه حسين" في رسالته، إنه من المهم طرح الأمر للمناقشة في البرلمان لأنه ليس مجرد أمر "يدخل في صميم سياستنا الخارجية والدفاعية، ولكن أيضًا لأن حياة مواطنين من سنغافورة وضعت على المحك".

وقال السفير السنغافوري بيلاهاري كوسيكان في تعليق له على الرسالة على الفيسبوك "نحن لا نعتقد أن هناك أساسًا منطقيًا لما قدمته إدارة بوش".

وتابع كوسيكان الذي شغل منصب المدير المسؤول في وزارة الشؤون الخارجية في ذلك الوقت: "لقد أدركنا أن الإدارة الأمريكية اتخذت موقفًا إما أن تكون معنا أو أن تكون ضدنا، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبالنظر لأهمية الولايات المتحدة بالنسبة لسنغافورة، توجّهنا لنكون بجوارها وحصلنا على بضع نقاط سياسية، ولكن مع الحرص على تقليل المخاطر التي قد تتعرض لها حياة مواطني وجنود سنغافورة".

وأضاف، "المناقشات التي جرت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لم يكن لنا علاقة بها، كان علينا أن نعمل على أساس المصلحة الوطنية لسنغافورة التي تعمل وفقًا لاعتباراتها الخاصة. كن واقعيًا، يبدو أن بعض المثقفين لدينا يعيشون في عالمهم الخاص الذي يعتبر نسخة غير مكتملة من العالم الغربي، لقلة الثقة بالنفس، هكذا أعتقد".

يذكر أن في ذلك الوقت من غزو العراق، كان جوه تشوك تونغ أكثر زعيم يهتف لجورج بوش في منطقة الآسيان، في خطاب ألقاه في واشنطن في مايو 2003، حاول جوه تشوك تونغ تعزيز أسطورة "أسلحة الدمار الشامل" وربط قضية غزو العراق بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وأسلحة الدمار الشامل.

وكونه مدافعًا عن غزو جرى دون تفويض من الأمم المتحدة، أكد جوه تشوك تونغ في ذلك الوقت أن "العراق لم يكن من الممكن نزع سلاحه دون التخلص من صدام حسين، وبالتالي كانت الحرب ضرورية ".

وتختم "ذي اندبندنت" افتتاحيتها بالقول: في النهاية انتهت حرب العراق "وكانت بعيدة جدًا عن النجاح"، وكان "التدخل الذي حدث خطًأ كبيرًا مع عواقب استمرت حتى يومنا هذا" حسبما ذكر تقرير تشيلكوت، ونحن نعرف الآن مدى خطأ جوه تشوك تونغ في سياسته الخارجية عندما قال إنه يؤيد "الحرب الأمريكية على العراق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com