هل يدفع القمع والاضطهاد مسلمي الصين للانضمام لداعش؟‎
هل يدفع القمع والاضطهاد مسلمي الصين للانضمام لداعش؟‎هل يدفع القمع والاضطهاد مسلمي الصين للانضمام لداعش؟‎

هل يدفع القمع والاضطهاد مسلمي الصين للانضمام لداعش؟‎

يبحث تنظيم داعش عن تعزيز تواجده وبسط نفوذه على مناطق جديدة، فيما يبدو أنه سيستغل قمع المسلمين من قبل السلطات الصينية، ليتسلل بكل نعومة إلى المجتمع المسلم الواهن هناك ونصب رايته فيه، أملاً في إيجاد موارد بشرية جديدة له، بعد التهديدات والخسائر التي تلاحق التنظيم في الرقة والموصل عاصمتي التنظيم في سوريا والعراق.

ويطرح مراقبون سؤالاً حول مدى إمكانية أن يساهم الاضطهاد الصيني للمسلمين في دفعهم للانضمام للتنظيم الباحث عن بيئات يتغذى منها، ويزيد المنضمين في صفوفه، راسمًا أحلامًا وردية في إقامة دولة الخلافة.

ووفقًا لصحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، يعتمد التنظيم على تجنيد مواطنين من أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن بات من الواضح أن الصين ستكون وجهة التنظيم المقبلة، لاسيما في ظل سياسات القمع التي يتعرض لها المسلمون هناك، ما قد يدفعهم للانضمام إلى صفوف التنظيم، خاصةً في ظل الترويج لحلم الخلافة في سوريا والعراق.

وتشير وسائل الإعلام الصينية إلى أن هناك حوالي 300 صيني انضموا إلى داعش، إلا أن الخبراء شكّكوا في هذا الرقم، حتى خرج تقرير أجراه مركز بحوث أمريكي، أكد أن هناك 118 صيني التحقوا بالتنظيم، لاسيما في ظل السياسات القمعية والقيود الدينية التي تفرضها بكين على الأقليات المسلمة في غرب الصين.

وقال مركز "نيو أمريكا فاونديشن" إن هذه التدابير، مضافة إلى المعاملة التمييزية على الصعيد الاقتصادي والتوترات بين الإثنيات، "يمكن أن تكون عاملًا يدفع الناس إلى مغادرة البلاد والبحث في مكان آخر عن شعور بالانتماء".

وقالت السلطات الصينية، منذ فترة طويلة، إن تنظيم داعش يقوم بعمليات تجنيد بين الأويجور، وهم مسلمون ناطقون باللغة التركية ويشكلون الإثنية الأولى في شينجيانغ، المنطقة الشاسعة شبه الصحراوية لكنها غنية بالموارد على حدود آسيا الوسطى.

ويرفض قسم من الأويجور وصاية بكين، وتقف شريحة متطرفة وراء اعتداءات دامية وقعت في السنوات الأخيرة في المنطقة وخارجها، وتعزو بكين هذه الهجمات إلى مجموعات "انفصالية" و"إسلامية".

وردّ النظام الصيني على تزايد أعمال العنف من خلال تشديد القيود في المنطقة، فمنع الموظفين والطلبة من صوم رمضان وحظر اللحى الطويلة ودعا إلى التخلي عن الحجاب أيضًا.

ودعم المركز تقريره بتحليل وثائق التسجيلات المتعلقة بنحو 3500 مقاتل جديد في تنظيم داعش كشف عن وجودها منشق عن التنظيم، ومن بينهم، أتى 118 من شينجيانج، وهذا ما يجعل من هذه المنطقة الصينية خامس أكبر مصدر للمجندين في صفوف تنظيم داعش.

وتحققت خلال السنوات القليلة الماضية، مخاوف الأوروبيين التي عبر عنها استطلاع رأي صدر في 2014، أجراه مركز "آي سي إم"، كشف فيه أن أكثر من ربع الشباب الفرنسيين يتعاطفون مع تنظيم "داعش"، وأن واحدًا من كل ستة فرنسيين بمختلف الأعمار لا يجد حرجًا في تأييد التنظيم المتطرف.

الدراسة نفسها أكدت أن بريطانيا، بلغت نسبة المؤيدين لداعش فيها حوالي 7 في المئة من السكان، وتنخفض النسبة بشكل أكبر في ألمانيا بين 3 و4 في المئة من بين السكان.

مخاوف الأوروبيين لم تؤكدها فقط العمليات والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها بلادهم خلال السنوات الماضية، بل أكدها مسلحو داعش أنفسهم في أكثر من مناسبة، من بينها تسجيل مصور لهم أثناء عملية ذبح الأقباط المصريين المختطفين في ليبيا مطلع 2015، إذ وجهوا رسالة مباشرة للغرب "اليوم نحن في جنوب روما.. نوجه رسالة أخرى، أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني، لا سيما وأنكم تقاتلوننا كافة، فسنقاتلكم كافة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com