كيف نجحت ميسون زايد في تحويل شللها إلى دافع لطموحها الفني؟ (فيديو)
كيف نجحت ميسون زايد في تحويل شللها إلى دافع لطموحها الفني؟ (فيديو)كيف نجحت ميسون زايد في تحويل شللها إلى دافع لطموحها الفني؟ (فيديو)

كيف نجحت ميسون زايد في تحويل شللها إلى دافع لطموحها الفني؟ (فيديو)

لم تستسلم الأمريكية من أصل فلسطيني ميسون زايد لحالة الشلل الدماغي المبكر التي رافقتها منذ نعومة أظافرها نتيجة لخطأ طبي، بل عملت على تحويله بمساعدة والديها إلى دافع لكسر الصورة النمطية عن فتاة مسلمة ومهجرة في الولايات المتحدة.

ميسون زايد، ابنة نيو جيرسي والتي تمتهن الكوميديا الارتجالية وتعاني من الشلل الدماغي، تعد هذه المرأة أول امرأة كوميدية تقدم عروضاً في الأردن وفلسطين.

 وتقوم زايد بالعمل أيضاً مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط كل عام، وأنشأت المهرجان العربي الأمريكي للكوميديا في نيويورك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر لمحاربة الصورة  السلبية عن المسلمين التي تبث في الإعلام، وتملك الآن مسلسلا تلفزيونيا مقتبسا من تطور حياتها الخاصة.

أنثى.. مسلمة.. فلسطينية.. من ذوي الاحتياجات الخاصة تقارع  ناطحات السحاب

قررت ميسون زايد أن تصبح كوميدية بعد أن تحطم حلمها بأن تصبح ممثلة بعد وقت قصير من تخرجها من الجامعة. وأشارت لذلك بالقول، "أصبح من الواضح بالنسبة لي أن المخرجين الذين يختارون الممثلين لا يعينون الممثلين المضحكين من خلفيات عرقية محددة وذوي احتياجات خاصة".

فالمؤدون غير المثاليين مثل "ووبي غولدبيرغز" و"ذا روسيان بارس" توجهوا نحو الكوميديا. فتبعتهم ميسون ولم يكن دافعها نقص المال.

تحب ميسون أن تسخر من ذلك الواقع قائلة " لو وجدت دورة ألعاب أولومبية للقمع والاضطهاد، كنت لأفوز بالميدالية الذهبية، فأنا فلسطينية ومسلمة وأنثى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وأعيش في ولاية نيو جيرسي".

إلا أن ملاحظاتها المجتمعية  تنبع من عملها كناشطة صالحة. فتحدثت ميسون في إحدى مرات أدائها في  مؤتمرات تيد " وهو مؤتمر عالمي يهدف لتعريف ونشر الافكار الجديدة والمتميزة للعالم" عن الدور الذي يستطيع الناس لعبه لجعل العالم مكاناً أكثر شموليةً، فقالت: "أنا أملك 99 مشكلة والشلل هي مشكلة واحدة منها فقط، الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة هم أكبر أقلية في العالم،  ونعد نحن أقل الأشخاص الذين يتم تمثيلهم في البرامج الترفيهية.

وبالإشارة إلى الأمور السيئة التي ينعتها بها الآخرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تلعثمها تطرح ميسون سؤالاً أشمل: " ماذا كان ليحدث لو أن الصور التي نراها لذوي الاحتياجات الخاصة تجعلهم أشخاصا طبيعيين بدلاً من انتقاصهم والتقليل من شأنهم؟".

هي على الأقل تقوم بدورها. فسلستها عبر الانترنت "نصائح لا ترغب بسماعها" ما هي إلا إجابات على الاستفسارات البليدة لمعجبيها بطريقة ساخرة ومنها : هل يجب على الحصول على وظيفة أو الذهاب إلى الجامعة؟ هل انا بحاجة حقاً لحلق شعر رجلي؟ كيف أستطيع التعرف على أصدقاء جدد دون الذهاب إلى الحانات؟ تشير ميسون أنها " أدت سلسلة في الولايات المتحدة وأخرى في الشرق الأوسط، وهي بعيدة كل البعد عن السياسة. فجميعنا أشخاص نعاني من نفس الأمور السخيفة".

مسلسلها التلفزيوني الذي يتم تطويره حاليا يدور حول شابة مضحكة من نيو جيرسي تملك وظيفة وحياة خاصة بها إضافة إلى مشاكل مع العديد من الشبان الظريفين- وفي نفس الوقت هي امرأة مسلمة وليست من البيض ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.

تقول ميسون معلقة على مسلسلها التلفزيوني "أنا أشعر بحماسة كبيرة، فالشخصية كوميدية قوية لا تتحدث عن إعاقتها في جميع الأوقات. هي غير مختلفة عن شخصية مونيكا في مسلسل فريندز".

ترامب وصعود العنصرية.. تهديدات بالقتل تطال ميسون!

أصبحت ميسون بعد صعود نجم المرشح الجمهوري دونالد ترامب بحاجة للسفر مع رجال أمن لأول مرة في حياتها بعد أن تزايدت التهديدات الموجهة لها بالقتل.

ورغم ذلك أدت عرضاً بالمجان لمفوضين في مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ظهر يوم الثلاثاء، وبرعت فيه بالطبع.

حول ذلك تقول متحدثة لمجلة فورتشن "أعتقدت أن الجمهور سيكون صعب الإرضاء إلا أنني بالنهاية حصلت على العديد من العناقات والكثير من الحب، لا أعتقدت أنني تمكنت من تغيير الأصوات إلا أنني أعتقد أنني تخلصت من بعض التعصب".

وقامت ميسون بأداء عرض الليلة الماضية مع دين عبيد الله، شريكها في تأسيس المهرجان العربي الأمريكي للكوميديا في نيويورك. هي تخطط للاستمرار في تقديم العروض رغم التهديدات بالقتل. فتقول" أنا أتمنى لو أنني شخص نبيل، إلا أنني لست كذلك، أنا مجرد داعية للمساواة وهذا ما يحفزني".

العودة لمخيم اللاجئين.. ولعبة بوكيمون جو

تملك ميسون قطة اسمها بيونسيه تسافر معها في جولاتها، وهي شريكة في شاحنة تقدم الطعام النباتي مع زوجها الفلسطيني من مخيم للاجئين في بيت لحم. تقول "هو طباخ ولاجئ".

حتى أنها أدخلت زوجها في عرضها المسرحي، فقالت خلال لقائها مع مجلة فورتشن" قلت نكتة حول خلافاتي مع زوجي، أنا أملك طريقة سريعة جداً لحل مشاكلنا. أنا أخبره: هل ترغب بالعودة إلى مخيم اللاجئين؟ لن تتمكن من لعب ‘بوكيمون جو‘ في المخيمات هناك لأنه وببساطة سيتعرض بيكاتشو للقتل هناك بدل من الامساك، أليس كذلك؟ أضحكت هذه النكتة الجميع خلال عرض الليلة الماضية".

لكنها تعلق في نهاية اللقاء قائلة " الأمر ليس ممتعاً دائماً، ففي الحقيقة أن تكون مسلماً في الولايات المتحدة أصعب من أن تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الأيام. وأنا لا أمزح حول هذا الآن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com