قوات أجنبية في الصومال تكافح لإبعاد حركة الشباب في وضع محفوف بالخطر
قوات أجنبية في الصومال تكافح لإبعاد حركة الشباب في وضع محفوف بالخطرقوات أجنبية في الصومال تكافح لإبعاد حركة الشباب في وضع محفوف بالخطر

قوات أجنبية في الصومال تكافح لإبعاد حركة الشباب في وضع محفوف بالخطر

لا تزال الميليشيات المتطرفة تثير الرعب في العاصمة الصومالية مقديشو، على الرغم من وجود الآلاف من قوات حفظ السلام الأفريقية والقوات الأوروبية وجنود من الجيش الصومالي سيئ التجهيز والتمويل.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الجنود الأفارقة والمدربين العسكريين الأوروبيين يحاولون الحفاظ على السلام وتمكين الجيش الصومالي من خوض معاركه بنفسه.

الخسائر مستمرة

ورغم وجود 22 ألف جندي على الأرض في الصومال إلَّا أنهم يكافحون لتحرير الأراضي من المسلحين، وغالبا ما يواجهون خسائر كبيرة؛ فقد هاجمت حركة الشباب في يناير الماضي الجنود الكينيين في قاعدة قوات أميسوم.

وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن أكثر من 200 جندي قتلوا في الهجوم على الرغم من أن كينيا لم تكشف عن أرقام الضحايا.

وفي الشهر الماضي وقع هجومان على فنادق هامة بالإضافة إلى هجمات بقذائف الهاون وإطلاق الرصاص واغتيالات، ويحاول الجنود الأوروبيون الموجودون هناك مساعدة الجيش في الدفاع عن العاصمة، حيث تضم بعثة التدريب الأوروبية 160 رجلا وامرأة من مختلف أنحاء أوروبا منتشرين في الصومال.

ترقب دائم

ولأسباب أمنية يعيش هؤلاء الجنود في المخيم الدولي الذي يخضع لحراسة مشددة على مشارف المدينة بالقرب من المطار الذي يقع في قلب منطقة محصنة.

ويشعر ماكس وهو قائد عسكري ألماني بانعدام الأمن، ويقول "عندما تخرج من المخيم تشعر بشعور غريب، هناك دائما خطر بأن شيئا ما سيحدث على الرغم من أنه لم يحدث أي هجوم ضدنا حتى اليوم".

وفي كل صباح يراجع الأوروبيون، قبل الخروج من المخيم، جدول الأعمال والأمن، ثم يضعون الدروع الواقية من الرصاص ويحملون أسلحتهم ويسافرون في عربات مدرعة إلى مركز التدريب.

ويعتبر الوصول الى العمل بأمان مصدر قلق للعديد من الناس الذين يعيشون في مقديشو، ويعتمد بعض الصوماليين على تغيير مساراتهم بشكل منتظم في حين يوظف آخرون حراساً مسلحين.

ومع ذلك، صرح مسؤول أوروبي كبير، رفض الكشف عن اسمه، بأن الوضع الأمني تحسن على مدى العامين الماضيين، خاصة منذ وصول البعثة الأوروبية للمنطقة لتدريب الجنود في أوغندا في العام 2010 ومقديشو في العام 2014.

خيبة أمل

ويصعب قياس الأثر الذي أحدثته البعثة الأوروبية على الجنود الصوماليين الذين سيتولون في يوم من الأيام الحفاظ على السلام في بلادهم بأنفسهم، فالجنود لا يملكون المعرفة التي كان يتوقعها المدربون الأوروبيون.

ويعاني هؤلاء الجنود من التجهيزات السيئة، حيث يرتدي بعضهم الزي العسكري الأوغندي وبعضهم يرتدي زياً عسكرياً أمريكياً وبعضهم في زي مدني، وأحياناً يتغيب بعضهم لأيام لأنهم لا يحصلون على رواتبهم.

وفي الوقت الراهن تعتمد الحكومة على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (أميسوم) التي تم نشرها هناك العام 2007.

الصلاة من أجل البقاء

وتبين تجربة الصحفي الصومالي أحمد الذي  فر إلى أوغندا وكينيا في العام 2009 بعد أن هددته حركة الشباب المتشددة هشاشة الوضع الأمني في البلاد.

ويقول أحمد الذي عاد لاحقا إلى الصومال بعد سحبت حركة شباب المجاهدين قواتها من مقديشو إن "حركة الشباب تراقبك وتبعث برسالة لك تقول "نحن نعرف أنك في مكتبك الآن، ويمكنك أن تحاول حماية نفسك، ولكنك في النهاية تصلي من أجل ألا يحدث لك شيئ".

ويعبر أحمد الذي كان صديقا لرجل أعمال يبلغ من العمر 25 عاما قُتل في هجوم انتحاري على فندق ناسا هابلود في مقديشو الشهر الماضي عن مأساته بالقول "لقد كانت وفاته مؤلمة للغاية حيث عاد من جدة في السعودية العام 2014 وتزوج حديثا، وكان يدير عمله الخاص وينتظر ولادة أول طفل له خلال وقت قريب".

يذكر أنه وبعد سنوات من الفوضى – ابتداءً من سقوط الدكتاتور محمد سياد بري في العام 1991 وخلال الحرب التي استمرت بين أمراء الحرب - بدأت الصومال إحراز بعض التقدم، حيث أجريت انتخابات في العام 2012 ويجري ببطء إعادة بناء المؤسسات السياسية.

وكشفت الحكومة الشهر الماضي عن أول خطة للتنمية الوطنية في ثلاثة عقود، ومن المقرر أن تقام في أغسطس انتخابات محدودة.

ولكن الوضع الأمني لا يزال محفوفا بالمخاطر على الرغم من انسحاب معظم مقاتلي حركة الشباب من العاصمة في العام 2011، حيث لجأ المتشددون إلى شن هجمات واغتيالات وتفجيرات زرعت الخوف في هذه المدينة المطلة على المحيط الهندي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com