تكتيك الذئاب المنفردة يرعب القارة العجوز: بعد نيس أين ستكون الضربة القادمة؟
تكتيك الذئاب المنفردة يرعب القارة العجوز: بعد نيس أين ستكون الضربة القادمة؟تكتيك الذئاب المنفردة يرعب القارة العجوز: بعد نيس أين ستكون الضربة القادمة؟

تكتيك الذئاب المنفردة يرعب القارة العجوز: بعد نيس أين ستكون الضربة القادمة؟

تترقب دول أوروبا الكبرى بحذر وتوجس، الضربة الإرهابية المقبلة، التي ستعقب هجوم نيس الأخير، بغض النظر عن المنفذ أكان منظمًا أو ذئبًا منفردًا، ويركز قادة الأجهزة الأمنية فيها حالياً على سؤالين رئيسيين بهذا الشأن: أين؟ ومتى؟

وتتشكل علامات استفهام قوية حول ما إذا كان ذلك الوضع سيدفع باتجاه مزيد من قوانين الطوارئ في البلدان الأوروبية، وإطلاق يد الأمن لمزيد من التشديد لضمان إحكام القبضة السيادية الأمنية على مختلف مرافق الدول من العمليات الإرهابية.

ويقتصر الإجراء الأمني الوقائي حالياً لدى السلطات الأمنية في فرنسا ذاتها وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وكافة الدول الأوروبية الأخرى وصولاً إلى تركيا، على إقفال الحدود وتشديد الرقابة عليها ونشر العناصر الأمنية، وهي إجراءات قديمة جديدة لم تمنع التنظميات المتطرفة من توجيه ضربات زلزلت العواصم الأوروبية خلال العامين الأخيرين.

وفشلت كافة التدابير الأمنية التي انتهجتها الكيانات الأمنية في دول أوروبا، في صد هجمات تنظيمات وعناصر متشددة، أثبتت أن أوروبا بحاجة لبلورة منظومة أمنية غير تقليدية ومبتكرة تقوم على علاج الجذر الأساسي، لمنع وصول الضرر لمستويات أكبر وأوسع في المجتمعات الأوروبية التي بات الأمن والأمان هاجسان يكدران صفو حياتها اليومية.

وسارعت بعض الدول الأوروبية إلى إعلان ترتيبات أمنية عاجلة وطارئة مكررة وأثبتت عدم جدواها، كنشر الجنود لتأمين المناطق الحيوية، وإغلاق الشوارع الرئيسة، وملاحقة بعض المطلوبين الذين يبرز دورهم بشكل فجائي في الأحداث رغم علم الأجهزة الأمنية الأوروبية بأنهم موجودون وأحرار وقد يمثلون حلقة في سلسلة الأعمال العنيفة التي تضرب الغرب.

ويرى مراقبون أن كثيرا من الضالعين بالهجمات المسلحة في دول أوروبا كانوا تحت أنظار وفي سجلات سلطات الأمن، وبغض النظر عن الاسم أو الرمز المكتوب إلى جانب اسمهم كتصنيف أوروبي لدرجة خطورتهم أو الاشتباه فيهم، فإنه يثبت بعد ذلك أنه أحد منفذي أو معاوني أو داعمي منفذي العمليات المسلحة، وخير مثال على ذلك صلاح عبد السلام ومحمد عبريني ومحمد بوهلال وغيرهم ممن كانوا معلومين لدى قوات الأمن جنائياً وتم إهمالهم استخباراتياً.

لندن تراجع منظومتها

وفي أول ردة فعل لها، قالت متحدثة باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، اليوم الجمعة، إن الشرطة البريطانية تعيد النظر في الخطط الأمنية للمناسبات العامة الكبرى بعد هجوم خلال عرض للألعاب النارية في مدينة نيس الفرنسية.

وأضافت:"تبحث الشرطة الموقف الأمني وتراجع إجراءات الأمن المتعلقة بمناسبات عامة كبرى تقام في بريطانيا على مدار الأيام السبعة القادمة"، متابعة: "هذا هو التصرف الحكيم والحذر والصائب في هذه النوعية من المواقف".

واجتمعت لجنة الطوارئ البريطانية اليوم الجمعة لبحث استجابتها للهجوم، في وقت عقب فيه رئيس بلدية لندن صادق خان على الهجوم بقوله إن إجراءات الأمن في المدينة سوف تخضع للمراجعة بعد حادث نيس.

وقال خان في تصريحات صحفية: "أود أن أطمئن جميع سكان لندن إلى أننا اليوم سنراجع إجراءات السلامة على ضوء هذا الهجوم وأنا وقائد شرطة المدينة سنفعل كل ما هو ممكن لضمان سلامة سكان لندن".

برلين تراقب الحدود

من جهتها، قالت الشرطة الاتحادية الألمانية، اليوم الجمعة، إن السلطات ستعزز الإجراءات الحدودية في المطارات والطرق البرية والسكك الحديدية المؤدية لفرنسا بعد هجوم نيس.

وقالت الشرطة في بيان لها: "بالتنسيق مع سلطات الأمن الفرنسية ستقوم الشرطة الاتحادية بتشديد الإجراءات على حركة المرور عبر الحدود إلى فرنسا".

وقررت الشرطة الألمانية في مدينة كولونيا مراجعة خطط تأمين عرض الألعاب النارية المقرر إقامته، غداً السبت، بالمدينة الواقعة بغرب ألمانيا في أعقاب عملية الدهس التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية.

وأفادت متحدثة باسم الشرطة بأنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن إجراء تغييرات من عدمه على التصور الأمني الحالي لتأمين عرض الألعاب النارية السنوي المعرف باسم "أضواء كولونيا".

مدريد على المنوال

وعقدت وزارة الداخلية الاسبانية اجتماعا للجنة الازمات التي تضم ممثلين عن قوات الامن واجهزة المخابرات والقوات المسلحة لبحث التهديد الارهابي في اسبانيا.

تجدر الاشارة إلى أن إسبانيا تطبق منذ عام تقريباً ثاني أعلى مستوى تحذير ارهابي "المستوى الرابع"، وأعلى مستوى وهو الخامس يتم تفعيله في حالة تعرض الأراضي الإسبانية لخطر إرهابي وشيك، وفي هذه الحالة يتدخل الجيش لحماية المنشآت الاستراتيجية.

وأعرب رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسبانية ماريانو راخوي اليوم عن استعداد بلاده للتعاون الكامل مع فرنسا لرصد وملاحقة ومعاقبة الإرهابيين ومن يقدمون الحماية لهم على خلفية الهجوم الذي استهدف الليلة الماضية مدينة نيس الفرنسية وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى .

وقال راخوي في خطاب ألقاه من قصر مونكلوا مقر الحكومة الرسمي: " نحن إزاء تهديد عالمي يتطلب من الديمقراطيين ردا شاملا ومتكاملا".

روما لا جديد

قال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو، اليوم الجمعة، إن بلاده ستعزز الإجراءات عند معابرها البرية الثلاثة مع فرنسا، بعد الهجوم الذي وقع بشاحنة في مدينة نيس.

وقال ألفانو على حسابه في تويتر: “جهازنا الأمني لا يألو جهدًا”، دون أي يذكر أي شيء حول تفاصيل آلياته الأمنية التي تطبق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com