استطلاع: تزايد إحباط الإيرانيين بعد عام من الاتفاق النووي
استطلاع: تزايد إحباط الإيرانيين بعد عام من الاتفاق النووياستطلاع: تزايد إحباط الإيرانيين بعد عام من الاتفاق النووي

استطلاع: تزايد إحباط الإيرانيين بعد عام من الاتفاق النووي

أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" تزايد الإحباط لدى الإيرانيين من عدم رؤية تحسن اقتصادي ملموس في بلادهم بعد عام من توقيع الاتفاق النووي.

ونوّهت الصحيفة الأمريكية في تعليقها على الاستطلاع، إلى أن ردّ الفعل الفوري للإيرانيين على الاتفاق، اتصف بالبهجة، "ونظرًا لبدء تبلور اتفاق حقيقي بعد عدة شهور من المفاوضات المضنية، نزل البعض إلى الشوارع للاحتفال وأطلقوا أبواق السيارات، وهتفوا بالأعلام الإيرانية".

إلا أنه الآن، وبعد عام من التوصل إلى الاتفاق، لا تبدو الأمور وردية تمامًا في إيران، إذ يشير الاستطلاع الجديد إلى تزايد الإحباط من وتيرة التغيير التي كان من المفترض أن يحققه الاتفاق، تعلّق الصحيفة.

عدد المؤيدين للاتفاق النووي ينخفض

وتلفت الصحيفة إلى أن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "إيران بُل" المستقلة لاستطلاعات الرأي لصالح مركز الدراسات الدولية والأمنية في ماريلاند (CISSM) في يونيو الماضي، أظهر أنه بعد التوصل للاتفاق في 14 يوليو من العام الماضي، وافق 76٪ من الإيرانيين عليه.

وأن ما يقرب من النصف تحديداً 43 %، قد وافق على الاتفاق بشدة، ولكن كشف الاستطلاع انخفاض هذا الرقم منذ ذلك الحين، إلى 36 %، وأن 22 %، فقط يؤيدونه بشدة.

وقالت الصحيفة، إن المخاوف الاقتصادية قد تكون السبب الأكبر في خيبة الأمل المتزايدة بشأن الاتفاق، وتقول نانسي غالاغر، المدير المؤقت لمركز الدراسات الدولية والأمنية في مريلاند: "يبدو أن الإيرانيين لم يقدروا جيدًا مدى تأثير حجم العقوبات الأمريكية المتبقية إلى جانب عدم اليقين بشأن سياسات الولايات المتحدة في المستقبل على قدرة البلاد على الوصول إلى الأموال المجمدة والانخراط اقتصاديًا مع دول أخرى".

ويقول كريم سجادبور، أحد كبار المحللين في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه بمجرد هدوء نشوة الفرح بالاتفاق كانت التفاصيل تؤدي دائمًا إلى الشعور ببعض خيبة الأمل.

وأضاف: "بالنظر إلى سقف التوقعات العالي الذي تطلّع إليه الناس تجاه الاتفاق النووي، كان لا بد أن يتبعه درجة من خيبة الأمل الشعبية".

ووفقًا للاستطلاع؛ فمن الواضح، أنه بالنسبة للكثيرين كانت هناك توقعات كبيرة، إذ قال 63 %، من الإيرانيين، بعد التوقيع على الاتفاق مباشرة، إنهم كانوا يتوقعون رؤية تحسن اقتصادي ملموس في غضون عام. ولكن بعد مرور العام يقول 74 %، من الإيرانيين أنه لم يحدث أي تحسن.

ويبدو أن العديد من الإيرانيين يلقون باللوم في ذلك على واشنطن، إذ يعتقد 3 من كل 4 إيرانيين أن الولايات المتحدة تعمل بقوة على منع الدول الأخرى من تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران. وكان لدى حوالي 72.6 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع وجهة نظر غير ايجابية جدًا تجاه الحكومة الأمريكية، ويقول 71.8 إن لديهم القليل من الثقة أو إن ثقتهم معدومة في أن الولايات المتحدة، سوف تفي بتعهداتها.

تزايد الاعتقاد بأن واشنطن لن تفي بتعهداتها

وتشير الصحيفة إلى أنه إحقاقًا للحق، يعتبر انخفاض أسعار النفط، ناهيك عن تصرفات المتشددين، أمرين يمثلان مشاكل أخرى للاقتصاد الإيراني.

ويقول مئير جافيدنفر، المحاضر في الشؤون الإيرانية بجامعة مركز هرتسليا متعدد التخصصات في إسرائيل: "إذا أخذنا في الاعتبار المشاكل الهيكلية الموجودة في الاقتصاد الإيراني مثل ارتفاع مستويات الفساد وسوء الإدارة والمحسوبية؛ فإن صبّ الأموال في الاقتصاد الإيراني سيكون مثل صبّ الماء في الغربال".

وأظهر استطلاع للرأي نشره مركز الدراسات الدولية والأمنية في ماريلاند (CISSM) في فبراير الماضي أيضًا أن جزءًا من الإحباط يرجع لسوء الفهم بشأن ما تضمنه هذا الاتفاق، ويبدو أن نتائج المسح الجديد تظهر أن هذا الاتجاه ما زال مستمرًا، في مايو 2015 كان 62.2 % من الإيرانيين يعتقدون خطأ أن الاتفاق سوف يؤدي إلى رفع جميع العقوبات الأمريكية، وفي يونيو 2016 أصبح 23.4 %، فقط يعتقدون ذلك.

ومع ذلك تشير نتائج أخرى إلى أن الكثير من الإيرانيين لا يزال لديهم معتقدات خاطئة بشأن الاتفاق، إذ ما زال نحو 64.1 %، يعتقدون أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تتمكن من الوصول إلى مواقع عسكرية إيرانية بموجب هذا الاتفاق.

في الواقع، لقد زاد عدد الإيرانيين الذين يعتقدون خطأ هذا إذ كانوا يمثلون نسبة 60.6 % فقط في العام الماضي.

وقد يكون من الصعب إجراء استطلاعات للرأي في البلدان ذات الأنظمة الاستبدادية. فمن الممكن أن يشعر العديد من المشاركين في الاستطلاع بأنهم غير قادرين على التحدث بصراحة عن مواضيع مثيرة للجدل. ومع ذلك فإن استطلاع مركز الدراسات الدولية والأمنية CISSM  جدير بالإعجاب من حيث نطاقه: إذ تم الاتصال بـ 1007 من الإيرانيين عبر الهاتف الثابت في الفترة ما بين 17 يونيو      و 27 يونيو، وذلك باستخدام طريقة الاتصال بأرقام عشوائية، والتي يمكن أن تغطي أكثر من 90 بالمئة من الأُسر، وفقاُ لما ذكرته مؤسسة "إيران بُل".

ومن المؤكد أن هناك بوادر أمل في التقرير، إذ يعتقد ستة وأربعون في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنه سيحدث تحسن كبير في الاقتصاد الإيراني في غضون عامين (على الرغم من أن 5 في المائة فقط يقولون إنه حدث تحسن بالفعل)، ويتوقع 49.8 %، تحسنًا ملموسًا في الأحوال الاقتصادية للناس في تلك الفترة الزمنية، وحوالي 9.9 %، يعتقدون أن علاقة إيران مع الولايات المتحدة سوف تتحسن بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث المقبلة، ويتوقع 21.5 حدوث تحسن طفيف.

ومع ذلك، قد يكون من الصعب التنبؤ بالعواقب العاجلة للاستياء المتزايد، ويقول سجادبور "السؤال هو ما إذا كان الإيرانيون سيلقون باللوم على حكومة روحاني لعدم حدوث تقدم، والذي يعمل المتشددون على عرقلتها، أم سيلقون باللوم على الغرب لعدم رفع العقوبات بالشكل الكافي"، وأشار سجادبور إلى اعتناق الإيرانيين في الداخل لوجهة نظر دقيقة حيال مشاكل بلادهم الاقتصادية.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران في شهر مايو 2017. وقد شهدت شعبية الرئيس الحالي حسن روحاني، والذي يعتبر شخصية عملية ومعتدلة نسبيًا وممن أيدوا الاتفاق النووي، تراجعًا في التأييد على مدى العام الماضي، وفقاً للاستطلاع.

وانخفض عدد الذين قالوا إن لديهم آراء "جيدة جدا" ممن شملهم الاستطلاع تجاه روحاني من 61.2 %، في أغسطس 2015 إلى 37.8 %، في استطلاع يونيو 2016.

من ناحية أخرى، لا تزال نسبة الآراء المعارضة لروحاني منخفضة نسبيًا، وقال الناخبون المحتملون في الاستطلاع، إنهم يفضلونه على محمود أحمدي نجاد ومحمد باقر قاليباف، وهما من المرشحين المحتملين ذوي الآراء المحافظة جدًا، على الرغم من أن روحاني لم يؤكد ترشحه في الانتخابات المقبلة.

ويقول جافيدنفر "على الرغم من الصعوبات الحالية إلا أن الوضع أصبح أفضل بكثير مما كان عليه في ظل العقوبات".

وأضاف "ما لم يسمح لمرشح أكثر اعتدالًا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، فلا يزال روحاني لديه فرصة جيدة للفوز".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com