فن "الغرافيتي" يسلط الضوء على القمع الديني في إيران
فن "الغرافيتي" يسلط الضوء على القمع الديني في إيرانفن "الغرافيتي" يسلط الضوء على القمع الديني في إيران

فن "الغرافيتي" يسلط الضوء على القمع الديني في إيران

نشرت الكاتبة جيسيكا يبر في موقع "فاستكويكسيت" تفاصيل مشروع الغرافيتي، الذي يقوده الصحفي مازيار بهاري، لنشر الوعي في حي هارلم، عن الأقلية الدينية المضطهدة في إيران "البهائيين".

ويكشف الصحفي الإيراني مازيار بهاري، الذي ذاع صيت حادثة سجنه على يد الحكومة الإيرانية في العام 2009، والذي قام بتصوير فيلم جون ستيوارت "روز واتر" في 2014، يكشف عن طفولته وجذوره في إيران، والقصص التي رويت له عن استخدام القادة الإيرانيين للعنصرية والعبودية للأفارقة من أصل أمريكي، ضد الولايات المتحدة، حيث استخدمت الحكومة الممثلة لإيران "حي هارلم" الأمريكي، كمثال لاستبداد أمريكا، مشيرة إلى أنه كيف لبلد تعامل مواطنيها هكذا أن تُملي على باقي العالم حقوق الإنسان.

ويقود بهاري، مشروعًا يعتمد على نشر الوعي، برسم مجموعة من الجرافيتي التي تركز على الديانة البهائية، التي كانت هدفًا للاضطهاد منذ الثورة الإسلامية في إيران 1979، وتعرض الكثير من معتنقيها للضرب والقتل والحبس، على الرغم من أنها ديانة توحيدية تؤمن بالمساواة بين الجنسين، وتنكر سلطة رجال الدين الإيرانيين.

وحتى الآن لم تعترف الحكومة بالديانة البهائية، ولا تسمح لمعتنقيها بالالتحاق بالجامعات في إيران، ولكن كثيرًا ممن طردوا من عملهم بسبب اعتناقهم لها قاموا بفتح جامعة سرية في العام 1980 للبهائيين، وهي جامعة مُعترف بها خارج إيران.

وقال موضحًا غرضه من هذا المشروع: "اعتقدت أنه سيكون مثيراً للاهتمام أن نأخذ قصص الحكومة الإيرانية ونستعملها ضدها لكشف نفاقها".

ورسم الفنان ريكي لي جوردون القادم من شمال أفريقيا، أول رسمة في المشروع في أبريل، على جدران مسرح "فايسون فاير هاوس".

هذا بالإضافة إلى نشر بهارى عريضة عن الديانة البهائية، وعن مقاومتهم للحكومة في العام 2015 في 200 دولة، ولكنه كان حزينًا لأنها انتهت هناك، وقرر أن يبدأ حملة "التعليم ليس جريمة" ليستمر في رفع الوعي حول معاناة البهائيين.

وقال بهاري في مقابلة بالمركز البهائي في نيويورك: "لقد ذُهلت بتلك القصة، إنها معجزة تعليمية ومقاومتهم للحكومة التي تعاملهم بوحشية منذ 37 سنة مذهلة حقًا".

يذكر، أن تلك هي السنة الثانية التى يشارك فيها بهاري في مشروع فني لزيادة الوعي، وكان مشروعه السنة الماضية الذي أقامه في جميع أنحاء نيويورك، تزامن مع اجتماع قادة العالم لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنعقد كل سبتمبر.

وركز المشروع على تعامل السلطات الإيرانية مع الصحافيين والبهائيين، فيما يركز هذا العام على حي هارلم لما وجده من تفاعل إيجابي مع المشروع وأوجه التشابه التاريخية بين إيران وهارلم.

بالعودة لمشروع هذا العام لبهاري، فإن كل رسمة جاءت بريشة فنان مختلف بمساعدة حركة "ستريت تيم أنارشي" في نيويورك، وتم رسم 7 رسومات حتى الآن، وعن ذلك، علق بهاري: "بما إننا نعيش الآن في عالم إلكتروني، فكرنا في صناعة شيء ملموس، ولذلك كان التحدي الذي نواجهه حاليا هو تكوين قصة".

يذكر، أن مشروع بهاري الثاني، جاء بالتزامن مع الصفقة النووية بين إيران وأمريكا، والتي تُعد من أكبر الصفقات، وحتى الآن مازالت هناك صفقة معلقة لبيع 100 طائرة بوينغ أمريكية لإيران، فبعض السياسيين المعارضين لجعل العلاقة طبيعية بين إيران وأمريكا يعتقدون أن أمريكا لا يجب أن تتعاقد مع إيران بسبب تاريخها السيئ مع حقوق الإنسان، لكن بهاري الداعم لمشروع الطاقة النووية يقول: "البعد عن إيران غير مثمر، فالكثير من المناقشات ستؤدي إلى تطوير حقوق الإنسان، وليس قلة المناقشات"، لكنه يرى أن الضغط الخارجي من الولايات المتحدة وغيرها من الدول ما زال مطلوبًا للتأكد من أن حقوق الإنسان يتم مراعاتها في إيران، ويمكن التحقق من ذلك من خلال الشركات والمشاريع الأجنبية الموجودة في إيران.

وأضاف بهاري: "يجب أن نتأكد من عدم وجود أي شروط في تلك العقود، وأنها لا تتعدى على حقوق الإنسان على سبيل المثال، يجب ألا يكون هناك أي شرط يرفض مشاركة البهائيين في تلك العقود".

وبغض النظر عن التعذيب الذي تعرض له بهاري في السجن، وعدم قدرته على العودة إلى وطنه إلا أنه يبدو متفائلاً.

ويقول بهاري: "أنا متفائل جداً بمستقبل إيران بسبب زيادة وعي الأشخاص بحقوقهم كمواطنين، وسيزيد وعيهم في ظل ثورة الإنترنت والحملات الهادفة كالحملة الخاصة بنا".

لاحظ بهاري أن عقلية الرئيس الإيراني "حسن روحاني" الإدارية، تنظر إلى حقوق الإنسان بواقعية، وقال: "هم يعلمون أن إيقاف التعذيب والحبس جيد لاقتصاد إيران"، مشيرًا إلى أن ما يحدث للصحافيين والبهائيين في إيران يعد مؤشرًا لما يحدث فى الدولة بشكل عام.

واختتم قائلًا: "إذا تمت معاملة البهائيين في إيران معاملة حسنة، وامتلكت الحكومة الإيرانية قنبلة نووية، وقتها لن أشعر بالقلق لأن هذا سيوضح جانبًا واقعياً وعقلانياً للحكومة الإيرانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com